ورشة البحرين .. “مولد وصاحبه غايب” / د. صبري الربيحات

د. صبري الربيحات ( الأردن ) الأحد 23/6/2019 م …



الإدارة الأمیركیة تراجعت عن المبادئ التي اقرتھا الامم المتحدة ونادى بھا الرئیس ولدرو ویلسون قبل مائة عام. الغطرسة في الادارة وفرض الارادة على الشعوب وابتزاز القیادات او رعایتھا دون الالتفات إلى ممارساتھا والالتزام بحقوق الشعوب امر مثیر للدھشة خصوصا من قبل دولة قویة كالولایات المتحدة الأمیركیة.

الیوم یبحث العالم وبتنسیق اسرائیلي أمیركي مستقبل فلسطین وقضیتھم في غیابھم وحضور شركاء صوریین قد لا تعنیھم القضیة ولا الشعب بقدر ما یعنیھم الاستمرار في مواقعھم والحفاظ على مكتسباتھم ونیل مباركة ودعم الولایات المتحدة وربیبتھا اسرائیل. الخطوة الثالثة على طریق تصفیة القضیة الفلسطینیة قد تنطلق بعد ایام على ارض بعیدة عن فلسطین وقریبة من إیران وبمشاركة اطراف لیس منھا الفلسطینیون ولغایات لیس منھا استعادة الحقوق بمقدار ما ھو التنازل عنھا تحت تأثیر وھم العداء الایراني واستعداد اسرائیل للوقوف إلى جانبھم والدفاع عن امنھم.

فیما یشبھ المؤثرات الصوتیة في السینما والتلفزیون وخدمة لخطة الفریق المعني بإدارة الملف الشرق أوسطي استطاعت الادارة الأمیركیة تصعید الاوضاع في المنطقة من حالة تنافس وتبادل اتھامات بین إیران وكل من السعودیة والامارات العربیة إلى حالة صراع مفتوح على كل الاحتمالات فاستدعت اساطیلھا إلى المنطقة وتحرشت مرارا بإیران من خلال الغاء الاتفاق المبرم معھا وفرض المزید من المقاطعة ورحلات التجسس المتكررة وزیادة وتیرة الخطاب المشبع بالاتھامات لھا بالعداء والتدخل والتھدید لأمن واستقرارا الدول المجاورة.

بھذه الاجراءات وقبیل الموعد المحدد لانعقاد ورشة البحرین المنوي افتتاحھا في أواخر الشھر الحالي، تمكنت الولایات المتحدة من تھیئة الظروف والسیاق التاریخي المناسب لانعقاد الورشة المخصصة لمعالجة الابعاد الاقتصادیة ووضع الترتیبات المناسبة للسیر في الصفقة التي لم یعلن عن محتواھا السیاسي بعد.

الإسرائیلیون وشركاؤھم الأمیركان مھتمون بتشكیل التحالف الاسرائیلي العربي لمواجھة إیران اكثر من اھتمامھم بإیجاد حل لمعاناة الشعب الفلسطیني. ومن بین اطراف التحالف القادم ھناك من ینظر إلى القضیة برمتھا ومطالب الفلسطینیین خاصة على انھا عقبة في وجھ التعاون العربي الصھیوني لوقف الاطماع الایرانیة وبناء اقتصاد ونھضة جدیدة في الجزیرة العربیة.

في فلسطین والأردن وعلى امتداد الفضاء العربي الاسلامي یرقب الشارع باھتمام كبیر ما قد تكشف عنھ الایام القادمة باعتبارھا مختبرا یمكن من خلالھ التعرف على المواقف الفعلیة للدول والقوى العربیة والعالمیة من الصفقة المزعومة. فیما تسرب من اخبار عن الاجندة التي تعالجھا الورشة ھناك تفكیر في الغاء وجود وكالة غوث وتشغیل اللاجئیین الفلسطینیین باعتبارھا الجھة الاممیة التي تتولى تسجیل ومتابعة شؤون اللاجئیین الفلسطینیین وتعبر عن اعتراف العالم باحتلال وتذكر باستمرار معاناتھم وحقھم في العودة إلى موطنھم.

بإلغاء وكالة غوث اللاجئین یطمح الصھاینة ومعھم فریق ترامب بالغاء حق من حقوق الشعب الفلسطیني وازالة ركن آخر من اركان العملیة التفاوضیة القائمة منذ عقود واحالة الاعباء التي تقوم بھا الوكالة إلى الدول المضیفة وتعویضھا للقیام باجراءات التوطین كل ذلك من خلال تعریفات جدیدة مبتكرة على شاكلة تحسین اوضاع الفلسطینیین وغیرھا من المصطلحات التي یجري نحتھا لاستبعاد عناصر الرفض والمقاومة وحفظ ماء الوجھ للجھات التي قد تتعاون.

الخیارات المتاحة للشعوب العربیة في ظل غیاب الدیمقراطیة محدودة لكن باستطاعتھا ان تعلن استنكارھا وتتمسك بموقفھا وترفض اشكال الابتزاز.

قد يعجبك ايضا