نحن والحرب … والنصر القادم / محمد محسن

محمد محسن ( سورية ) الأربعاء 12/6/2019 م …




نحن في حـرب عالمـية ، لذلك كان على الجميع تسخـير طاقاتهم للمواجهة

والحـرب العالمـية الأطول ستـخلف عقـابيل سلبـية على أوجـه الحـياة كـافة .

هذا يقتضي : عدم التوهان في الزواريب وبذل الجهد لرصّ الصف الوطني.

ظروف وطننا ما قبـــــل الحــــــرب ومــــا بعــــــــدها :

قد نكون الأكثر إلماماً بما كانت عليه مؤسسات الدولة قبل الحرب وبعدها ، من فساد ، وسوء إدارة في غالبية مؤسسات الدولة ، ومن اضطهاد ، وسوء إدارة ، وسجن ، وتعذيب ، وتجويع ، لأننا عانينا من ذلك أكثر مما يمكن التحدث عنه الآن ، وكنا نقود أهم وأكبر مؤسسة حزبية معارضة ، وليس لنا الآن أي علاقة مع أي مؤسسة من مؤسسات الدولة .

ومـــع ذلـــك أجــــد نفســي مضــطراً للقـــول :

لا أقول هذا بهدف المبالغة ، او التقليل ، ولا بهدف التباهي ، أو إثارة الشفقة ، بل لأشكل اطاراً للموضوع الاستراتيجي الذي سأتناوله ، والذي سأكون فيه صريحاً ، بما يوازي انتمائي الوطني ، وشعوري العالي بالمسؤولية ، وسأسير فيه على حد السيف . ناقداً ، ومصوباً ، ومؤكداً على الأساسيات الوطنية التي لا يجوز الحيدان عنها ، في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها .

ولن يثنيني عن قولي هذا كل الذين يحسبون أنفسهم على الخط الوطني ، وهم يلعبون في الزواريب الضيقة ، وجل همهم جرح النسيج الاجتماعي الداخلي ، من خلال الامساك بمسلب هنا ، أو هناك ، وتجاهل القضايا الاستراتيجية .

وانطلاقاً من هذا الواقع أُعْلنْ :

الوطن ، والتاريخ ، والمستقبل ، كلها تنادي : على كل الذين عانوا من السلطات سابقاً ، أن يتناسوا كل عذاباتهم ، وأن يقفوا مع الوطن بكل مؤسساته ، وأضرب مثلاً للمنتصرين على عذاباتهم ، كل من المناضلين ( كامل حسين ، وعادل نعيسة ـــ 23 عاماً من السجن ، فقط ، والأستاذ أسعد صقر ، ورفيقي الغالي قاسم حاج قاسم ، وهم أكثر التصاقاً الآن بالوطن ، وحمل همومه من الكافة ، ) ومن لم يتمكن من سماع نداء الوطن ، والتاريخ ، والمستقبل ، ولم يتجاوز عذاباته وينتصر عليها ، ويعلن وقوفه إلى جانب الوطن بعد وضوح الصورة لكل بصير ، هو عدو لوطنه ، وتاريخه ، ومتدرج في سلم العمالة ] .

ما دمنـا في حـرب عالميـة علينـا اسنــاد جبهتنا الوطـنية لا هـدمها .:

علينا أن نقر أولاً أننا في حرب عالمية بكل المقاييس ، بل هي الأطول زمانياً من كل من الحربين العالميتين ، والأقسى معاناة ، وستخلف على بلادنا الكثير من الويلات ، والعقابيل ، والمنعكسات السلبية ، التي لا يمكن حصرها ، [ موتاً ، ودماراً ، وهجرة ، وفقراً ، وفساداً ، وسوء إدارة ، وأثرياء حرب ، ] فما هو موقفنا من كل هذا ؟؟ هل نستسلم لأن بعض الادارات كانت فاسدة قبل الحرب وبعدها ؟؟ أم نلعن الوطن لأن بعض الأثرياء العملاء يعيثون فساداً ؟؟، أم ننكأ الجراح ، ونبحث عن شماعة نأخذها سبباً لنقعد ونلعن الواقع ، ونندب حظنا ومستقبلنا ، او نغرق في التندر بالمآسي ، والتجاوزات ، وحالات الفساد التي تحدث ؟؟، وأن يكون همنا نشر التشاؤم ، ؟؟ وقطع الأمل ؟؟، وكفى بالله وكيلا ( !! )

[ أم نشــــد العــــزائم ونــــدعو للمـــــواجهة ]

من الخطأ الفادح ، والحيدان الموضوعي ، أن نحمل ظروفنا التي سبقت الحرب ، بكل حمولتها السلبية ، أسباب تفجير الحرب ، وأن يصل التحليل بالبعض حد الجريمة عندما يعتقد أن ( أمريكا ومعسكرها جاؤوا لإنهاء الحكم الاستبدادي واقامة دولة الديموقراطية ، وحقوق الانسان ) ، وإلا لكانوا قد بدأوا في مملكة بني سعود الاستبدادية ، الرجعية ، بل انصرف كل همهم لاغتيال الدول التي تملك هامشاً من الاستقلال في قرارها السياسي ؟؟ .

بل علينا أن نرسخ قناعتنا ، ولا نبالغ إذا قلنا ، منطلقين من مواقع الإيمان القطعي الذي أكده الميدان السوري ، أن المسار التاريخي الذي كانت تسوقه الولايات المتحدة الأمريكية قسراً ، نحو الحروب والقتل ، بصفتها قائدة للقطب العالمي الأوحد، كان يعيش مأزقاً ، وصل حد الاستعصاء ، من خلال المسار الحربي ، التدميري الذي كانت تنتهجه ، حتى وصل الحال عندها حد الرغبة في اركاع كل العالم ، والسيطرة عليه ، وبخاصة ــــ الصين ، وروسيا ، أي وصل الأمر إلى ما يمكن تسميته بالحتمية التاريخية ، التي اختارت الميدان السوري ليكون الحل به وعليه ، وليتخلص العالم من وحشية ذاك القطب الذي فقد انسانيته ، ويحقق الثنائية القطبية .

علينــــــــــــــا زرع الأمـــــــــــــــل :

في هذه الظروف المتشابكة ، والبالغة التعقيد ، قد تختلط المفاهيم والرؤى ، وتتلبد الصورة ، إلا لمن يُعْمِلُ بصره وبصيرته ، ويستخدم حتى فطرته ، لذلك كان على كل وطني غيور ملتزم بقضايا وطنه ، مثقفاً طليعياً كان أو جندياً في قلب الميدان ، أو في معمله ، أو مؤسسته ، أن ينصرف همه إلى دعم شعبنا ، وأبطال جيشنا ، الذين يتحملون ما لا تتحمله الجبال الراسيات ، وأن نعزز معنوياتهم ، بالكلمة ، بالموقف ، بالتحليل السياسي الذي يفضي إلى شد العزائم، ونبشر بالنصر ، والابتعاد المطلق عن استخدام أي كلمة ، أو ابداء أي رأي يثير الخوف من المستقبل ، في وجه المواطن الجريح والمتعب ، لذلك نحذر من المتشائمين ، ومن الطابور الخامس .

القــادم يبــشر بنقـــلة نوعـــية ، وبنصــر تاريخــي عظـــيم :

تعالوا نتساءل :

هل كان معسكر العدوان ، وهو يجر مئات الآلاف من المتوحشين ، وفي (خرج بغاله الخليجية كل المال النفطي ، وأدعية فقهاء الفتنة ، وعلى رأسهم القرضاوي ـــ الذي دعا لقتل ثلثي السوريين ـــ ) ، كان يبغي النزهة في سورية ؟؟ .

أم كان يبغي تدميرها ، والسيطرة عليها ، وتفتيتها مزقاً ؟؟ …

ألم يسيطر هذا التوحش على غالبية المدن السورية ،؟؟ ألم يحاصر دمشق ؟؟ (!!) .

لكن صمود شعبنا ، وشجاعة جيشنا ، ومساعدة الأصدقاء ، والحلفاء ، حررنا غالبية الأراضي السورية بالقوة ، ولم يبق إلا القليل ، ومن حرر كل تلك المساحات سيحرر حتماً الباقي ، (أليس هذا بحقيقة ؟؟ ) .

سيحاول البعض الدس وسرقة نسائم الانتصار ، من خلال تساؤل ( كيف ستخرج أمريكا ، وتركيا من أراضينا ؟ ، ــــ وبعضهم يذهب أبعد ويساوي بين الوجود الروسي ، والإيراني ، والوجود الأمريكي ، التركي العدواني ، ويتساءل بخبث : كيف سنحرر ادلب ، وشرقي الفرات ) ، نقر أن هذا ليس سهلاً ، وسندفع ثمن ذلك ، ولكن كل من يعتقد أنهم لم يخرجوا ، عليه أن يتذكر ( سيطرة / 250 / ألف جندي أمريكي يدعمهم آلاف الجنود من جنسيات اخرى على العراق ، فكم هو عددهم الآن ؟؟ وماذا فعل الحشد الشعبي المقاوم بهم ؟؟ ، وبطموح البرزاني المدعوم أمريكياً واسرائيلياً ؟؟ ، العاقل يقس على هذا ، والدساس سيبقى يبحث عن ما يثبط الهمم .

ونضـيف: عـهد الاستعـمار المبـاشر ولـى ، وجــاء زمــن المقــاومة

لذلك علينا أن ندعم مؤسسات الدولة ، وأن ينطلق نقدنا من الرغبة بالبناء لا الهدم ، وأن يكون النصر هو اللازمة التي نختم بها أحاديثنا ، في أي جلسة وفي أي موقف :

النصـــــــــــر قـــــــــــادم لا مـــــــراء فــــي ذلـــــك :

والنصر يعني هزيمةً لكل الأعداء مع أسلحتهم ، أي سَيَجُبُّ النصر ما فات .

وعلــــى رأس الأسلــــحة التـــــي ستـــــهزم :

[ الفكر الديني السلفي ، الجهادي ، الأسود ، القاتل ، وجميع مرتكزاته في الداخل ] .

[ وسينتهي دور القبيسيات ، والدعاة ، وكل الشيوخ الذين ينزون فكراً سلفياً ، والذين كانوا يأخذون شرعيتهم من محاربة السلفية الجهادية ] .

أما الفاسدون المفسدون الذين كانوا ولا يزالون ، خناجراً في الخاصرة الوطنية ، فيجب أن نحول النصر مخرزاً في أعينهم .

قد يعجبك ايضا