انظروا  النفاق والكذب  في دول تدعي تطبيق العدالة على الجميع / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن بريطاني وأمريكا

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 3/6/2019 م …




اعلن في لندن ان وزير الخارجية البريطانية الاسبق بوريس جونسون سيخضع للمحاكمة بتهمة الكذب وتضليل الراي العام بشان نتائج اتفاق ” بريكست” الذي يراوح في  مكانه ولم يجر الاتفاق بشانه او التوقيع عليه   بين بريطانيا ودول الاتحاد الاوربي  حتى الان والمتعلق ب” خروج بريطانيا” من الاتحاد الاوربي.

وجونسون الذي سيخضع للمحاكمة كما  يدعون  كان محط اعجاب  الرئيس الامريكي  فقد ابدى ترامب اعجابه به واقترح ان يكون رئيسا للحكومة البريطانية بعد استقالة رئيسة  الحكومة المحافظة تيريزا ماي مما اثار امتعاض جيرمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني الذي اعتبر ذلك تدخلا في الشان  البريطاني الداخلي بينما  قارن صادق خان عمدة لندن   الرئيس ترامب  “بفاشيي القرن العشرين ” محذرا من خطرزيادة نفوذ قوى اقصى اليمين في العالم.

ترامب حث بريطانيا عشية زيارته لها  في حديث لصحيفة ” صنداي تايمز”  على الخروج من الاتحاد الاوربي دون اتفاق وعدم دفع ” فاتورة  الطلاق” المتفق  عليها بين الطرفين والتي تقدر بنحو” 50 مليار دولار”.

 ولاندري هل ان اعجاب ترامب بجونسون نفسه او  بتسريحة  شعره المرتبة على طريقة شعر ترامب ام ان في ذلك اشارة الى الغاء قرار  محاكمته  بتهمة  الكذب الذي يمارسه الرئيس ترامب  نفسه بشكل يومي وفق صحيفة نيويورك تايمز الامريكية التي تحصي اكاذيب ترامب اليومية دون ان يخضع للمساءلة القانونية جراء اكاذيبه واكاذيب المحيطين به وخداع الراي العام الامريكي والعالمي  هو وبقية الطاقم  امثال بولتون سكرتير الامن القومي وبومبيو وزير الخارجية ؟؟

وبصرف النظر عن ما تطرق له  الوزير البريطاني من موضوعات عن ” بريكست”  فوائده او اضراره  اعتبرتها لندن كاذبة وتخدع الراي العام يستحق عليها بوريس جونسون المثول امام   المحكمة في عملية انتقائية كون ان معظم الساسة البريطانيين يكذبون سواء كانوا في اعلى قمة الهرم او في القاعدة  لكن احدا منهم  لم تطاله يد القانون  الا ماندر .

وهناك  مثالا على ذلك ان مسؤولا بريطانيا سابقا  بمستوى رئيس الحكومة هو” توني بلير” كذب هو الاخر وخدع الراي  العام المحلي والعالمي واقحم البلاد في حرب ضد العراق عام 2003 وتسبب في مقتل  جنود بريطانيين   خدع الراي العام المحلي والعالمي  ب” اكذوبة وجود اسلحة الدمار الشامل ” ووقف ” كتفا الى كتف الى جانب الرئيس الامريكي  السابق الكذاب جورج  بوش وجرى غزو العراق عسكريا واحتلاله  و تدمير  بنيته التحتية وسرقة امواله وقتل الالاف من ابنائه لكن احدا لم يتحدث عن  اتهام بلير بالكذب او تضليل الراي العام او ان  يدعوا الى مثوله امام المحكمة بصفة ”  مجرم حرب” جراء الجرائم التي ارتكبها جنوده في  العراق  مثلما سيخضع  وزير الخارجية البريطانية الاسبق جونسون كما يدعون بتهمة الكذب وخداع الراي العام  بشان ” بريكست” .

هذا هو النفاق البريطاني في التعامل وزير الخارجة السابق ” جونسون” يستحق المحاكمة لكن رئيس الحكومة السابق  ” توني بلير” ورغم المطالبات الشعبية بمحاكمته  بقي  حرا   طليقا  رغم اكاذيبه وتضليله الراي العام ووقوفه وراء ضحايا الغزو من العراقيين الابرياء  بل الامر والادهى من ذلك  تم توفير الحماية له و اعلن  عن تعيينه “مبعوثا للسلام في الشرق الاوسط”  مكافاة له على ما اقترف من جرائم ضد العراقيين جراء مشاركة بريطانيا في غزو العراق الى جانب الولايات المتحدةالامريكية.

كم من المرات نسمع بان بلير لابد وان يخضع للمحاكمة وطالبت احزاب عديدة بذلك لكن كل تلك المطالبات والتظاهرات الشعبية المطالبة بمحاكمته كونه ” كذاب ومخادع”  ذهبت ادراج الرياح لان هناك في اعلى  هرم  السلطة من يحميه ويحمي غيره من المسؤولين البربطانيين الملطخة ايديهم بدماء الشعوب الاخرى لان تلك الدماء رخيصة من وجهة نظرهم  ولاتستحق ان يمثل بلير وغيره امام المحاكم جراء جريمة غزو العراق وقتل العراقيين ونهب ثرواتهم طالما ان عملية الغزو تدر بالنفع على البلد الذي ينتمي اليه بلير وغيره من الحكام سواء كذبوا او خدعوا الاخرين.

  كما ان هذا الكذب والخداع يصب في نهاية المطاف في الخزينة البريطانية اما الدماء التي هدرها بوش  وبلير منذ الغزو والاحتلال عام 2003  وحتى الان في العراق وتتواصل لاقيمة لها من وجهة نظر من يضع في الميزان كفة الفائدة المرجوة من ” اكاذيب بلير”  وغيره طالما انها  تخدم مخططات ” ابو ناجي”.

 يبدوا ان كذبة جونسون  فسرت على انها قد تلحق الضرر ببريطانيا سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي لاسيما ونحن نسمع بين الفينة  والاخرى تصريحات لمسؤولين بريطانيين تشير الى الاضرار التي قد تلحق ببريطانيا جراء خروجها من الاتحاد الاوربي دون اتفاق وكان في مقدمة هؤلاء المسؤولين وزير الخارجية عندما قال بالحرف الواحد  ” خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل الى” اتفاق مع الاتحاد الاوربي يعد بمثابة انتحار سياسي.

قد يعجبك ايضا