المبدع علي حتّر يرد ( شعرا ) على عز الدين ابو العيش الذي يطالب بأن ( نحبهم ) مهما فعلوا

 

علي حتر ( الأردن ) الجمعة 28/8/2015 م …

** القصيدة.. مشروع قصيدة ردا على عز الدين أبو العيش الذي كتب من غزة كتابا بعنزان.. يجب ألا أكره.. وطالب أن نحبهم مهما فعلوا..

لست أكرهْ

لست ضِدّا بالتجنّي..

غير أني..

لست أستجدي حقوقي البشريهْ..

حيث أني.. مثلكم.. دون انتقاصٍ

لا ولن أقبل أحوالا زريَّهْ

أوقفوا تقطيع أوصال صغاري..

بصواريخ المسافات وعنف الطائراتْ..

أوقفوا قصف الصفوفْ

أوقفوا سحق الورودْ

تحت أنقاض السقوفْ

أوقفوا حرق الدفاتر..

أوقفوا لؤم اليهودْ

أوقفوا حقد صموئيل.. وهرتزلْ

ومناحيم وشارونَ

وشيلوك غضيب البندقيهْ

إن إردتم أن نعودْ

إن قدِرْتم.. إمسحوا آثاركم..

بل ظلمكم.. من كل بيت..

في حَواريَّ ومنزلْ..

أرجعوا..

لرضيع عاجز الحيلة يحبو

حائرا.. يجهل أمره..

باحثا في ردم دارهْ

والجوارْ

عن بقايا ثديٍ أمٍّ.. كي يضمَّهْ

ويقيهِ بحنانْ..

لوعة الجوع..

ولا يسمع بين الردم أُمّهْ

لاولا يلمس بين الردم من يحمل همَّهْ..

غير لهّايته في فمهِ اصفرت وغطاها

بصاق وخُنانْ

ثم يغشاه ثغاءٌ

وبكاءٌ

وغُبارْ

وتراب.. مص دمّهْ..

أي دينٍ أي ذِمّهْ

حينما يوقَفُ هذا

كا هذا.. أخبروني..

إن أردتم.. أنا أنْ أعشقكم..

بغرام وهيامْ

أوقفوا التشريد.. رُدوا..

لديارِهْ

مِنْ متاهات الضياعْ

مَنْ تشردْ..

مَنْ قضى تحت شراعْ

قَذَفَتْهُ الريح في كل النواحي والبقاعْ..

وأعيدوا..

كل من تاه وضاعْ

أنا لا أطمع إلا بحقوقي البشريهْ..

أخرجوا أسراي من عتم السجونْ..

أوقفوا لي سحْقَ أطفال الحجارْ

بجنازير الحديدْ

وصواني الجارفاتْ

وصواريخ الدخانْ

أيُّ ند ومقابلْ

أرجعوا راشيل من مدفنها..

كي تجاريكم بأنواع الكلامْ

أوقفوا فرض سلاطين الظلامْ

بين آفقْ

ومنافقْ..

فوق راسي..

بين ناكلْ

ومفاوضْ..

في ميادين الحوارْ

وقبول الانهزامْ..

ليلبوكم بأنواع المعاقلْ

والنوازلْ

وبأعواد المشانقْ..

وبتلفيق وزورٍ..

وادعاءات سلامْ..

أوقفوا دايْتونَ عني..

أوقفوا كل الذين بأوسلو..

ذلةً أخصيتموهم..

فاستباحوا عقْر داري لانتقامْ

أوقفوا منع الكلامْ..

عن خطاياكم وعن وهم المحارقْ

والأكاذيب الكبارْ..

أرجعوا بيتي وأرضي..

وأعيدوا لي مائي.. وعيوني..

وأعيدوا لي زيتوني وتيني..

وزهور البرتقالْ..

أوقفوا غلق الحدود..

أوقفوا عنِّيَ أنواع الحصارْ

وافتحوا كل المعابرْ

حرروا حيَّ “أبي اسْنينةَ” في عمق الخليلْ..

واتركوها.. أم كاملْ..

كل ما تبغي وفاةً بهدوءْ

في حواري الشيخ جراح الجليلْ

حرروني..

حرروا كل حقوق الانتقالْ

حرروا شوكات ناجي من جمودْ..

في مآقي حنظلهْ..

وأعيدوا ليَ غسانَ وجولًا.. وجمالْ

وخليلا ودلالْ

وعطا الزير وجمجوم.. وإن مرت سنونْ

وأعيدوا ديرَياسين كما كانت..

فقراءً يزرعونْ

يتفانون إلى حصد الغلالْ

وأزيلوا..

موت ديمونة عن بدوي وشعبي

في الصحارى والقفارْ..

وأعيدوا الغاز.. بعد الماء لي..

إمسحوا حسرةَ شاتيلا وصبرا..

إمسحوا لي إن قدِرْتم..

لون أيلول..

وتل الزعتر القانيَ من لون الدماءْ

بينوا لي قبر صحبي..

بين آثار المقابرْ

إمسحوا لي كل هذا.. إن قدِرْتمْ..

من أناشيدي وقلبي..

أنظروني..

وأزيلوا القيح من أعينكم

أنا إنسان.. ولن أترككم..

تحسبوا أني طريدهْ

أخرجوا مستوطنيكم.. ووحوش الانتشارْ..

من حقولي.. بل ومن كل التلالْ..

رغم أني.. لست في الحب مسيحا..

فأنا دوَّرْتُ خدي لكمُ كي تلطموني..

مرة في إثر مرّهْ

ألف مرّهْ

فطعنتم..

طعنة في إثر طعنهْ

ألف مرهْ

كيف أنسى وأسامحْ

أدخلوا لي الفيل في عروة إبرهْ

إن أردتم أن أسامحْ

وخذوا من صخب التاريخ عبرهْ

أنا لن أبقى الطريدهْ

وكما أصرخ في هذي القصيدهْ

سجلوني.. بشرا.. أبقى وأقوى..

من تقاسيم الظلام..

عندها..

أصبح مجنونا.. في عشق السلامْ

عندها..

عندها أنا لا أكرهكم..

عندها..

أنا لن أقتل أسراب الحمامْ..

اكتبوها بحروف النار..

أسطورتكمْ

جمرة تشعل جمرهْ

مستمرهْ…

مكفهرهْ

..

وأنا أكتبها بعطور البرتقالْ

بهدوءٍ ورويَّهْ

بثباتٍ..

كجذور الشيح والزيتون في حقلي العصيّهْ

أنا من مكّن في التربة جذره

أنا من قرر في الأنحاء أمرهْ

سوف آتي للنزالْ

سوف أيقى وأقاتلْ

وسلاحي.. لا يضاهى..

إنه يدعى الزمانْ

يا سلاحا لا يهانْ

آه ما أقسى وما أحلى الزمانْ

سجلوها.. بهوانْ

إنني باقٍ وأنتم عابرون..

إنني باقٍ وأنتم راحلون..

قد يعجبك ايضا