سورية والحرب الإعلامية المعادية

 

فؤاد دبور ( الاردن ) الخميس 27/8/2015 م …

أصبح الإعلام، ، وبخاصة في ظل تطور وتقدم وسائله التكنولوجية المتقدمة والمرئية منها ، ناقلا مهما للأخبار والأحداث ، كما أصبح يشكل عنصرا هاما في صناعة الرأي العام سواء أكان ذلك سلبا أو إيجابا ، وفقا لتوجهات أصحاب القرار السياسي وخدمة لمصالحهم، ولإيصال وجهات نظرهم ورغباتهم ، بمعنى أن الإعلام أصبح شريكاً أساسياً في صناعة وترويج الأحداث والتحكم بتطورها ، بقدر ما يوفره له الذين يوظفونه للتأثير على الرأي العام عبر تسويق أهدافهم السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية.

وقد تجسد دور الإعلام المعادي بشكل مكثف وفاعل في مجريات الأحداث التي تمر بها سورية العربية تضليلا وتشويها ، وقلب للحقائق والإسهام وبشكل بشع في الأعمال الإرهابية الإجرامية الدموية التدميرية التي استهدفت سورية،ولا تزال،أرضا ومؤسسات وشعبا، وقد استخدم الإعلام المعادي ومن يقف خلفه تمويلا وتوجيها؛ كل الوسائل غير المشروعة التي اعتقد ويعتقد، بأنها توصله إلى تحقيق أهدافه العدائية دون وازع أو رادع.

وفي الوقت نفسه، لا بد لنا وان نتوقف عند دور الإعلام العربي المقاوم للهجمة الإعلامية العدائية ومواجهة هذه الحملة الضالة ، حيث اثبت هذا الإعلام ، قدرته على المواجهة رغم الفارق في الإمكانات المادية الهائلة التي يمتلكها الإعلام المعادي وتلك المتواضعة التي يمتلكها الإعلام الوطني المقاوم ، ورغم ذلك استطاع هذا الإعلام كشف التضليل والتزوير والتشويه وقلب الحقائق وخلق احداث مصطنعة تُستخدم في الحرب النفسية وصراع الإرادات وخلق قناعات معينة عند الآخرين.

 وأدار الإعلام الصديق المعركة الإعلامية إلى جانب الإعلام الوطني حيث دافع عن القضايا العادلة لسورية وتصدى للإعلام المعادي بمهنية عالية ، واستطاع تسويق الحقائق والوقائع ببراعة ، محققاً نجاحات كبيرة وهامة ومؤثرة أثارت غضب الأعداء وأفقدتهم أعصابهم، ما جعلهم يستهدفون وسائل الإعلام الوطنية بخاصة في التفجيرات والعاملين فيها بالاعتقال والاغتيال،

ويلجأ الى استخدام هذا الأسلوب القذر عادة من يفقد القدرة على سوق الحقيقة والحقائق. ما يعني أن الإعلام الوطني في سورية والإعلام الصديق عربيا كان أم إقليميا، كـ إيران مثلا، أم دوليا ، روسيا الاتحادية قد ارتقى إلى مستوى الحدث والأحداث في مواجهة الإعلام المعادي .

وأمام ما يتعرض له القطر العربي السوري حامل لواء القومية العربية والوحدة والنضال من اجل تحرير الأرض والإنسان العربي قولا فعلا ، لا بد لنا وان نتساءل عن هوية الجهات وأهدافها ومراميها وأصحاب المصلحة الحقيقية في الإجهاز على الدور السياسي المقاوم  لهذا القطر العربي؟

كما نتساءل، لمصلحة من يتم العمل المكثف إعلاميا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا لخلق الفوضى والفتن وإيقاع الدمار والخراب واستنزاف هذا القطر الصامد وبذل كل الجهود وبخاصة عبر الوسائل الإعلامية المعادية لضرب الوحدة الوطنية لشعب سورية الوطني والقومي الصامد؟

ثم نوجه السؤال وبشكل مباشر إلى أنظمة عربية من المفترض أن تدعم سورية في مواجهة أعداء الأمة ومشاريعهم ومخططاتهم وتعمل معها على حماية مصالح الأمة العليا وصون استقلالها والحفاظ على ثرواتها واستعادة المحتل من أرضها، لمصلحة من تدعمون الإرهاب وتقفون وراء أعداء الأمة؟

ويبقى التأكيد على أن مواجهة الحرب الكونية غير المسبوقة على سورية، سواء كانت مواجهة إعلامية أم عسكرية وبكل أوجهها الأخرى والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وشريكها العدو الصهيوني وكل من يدور في فلكهما ، فإن مواجهة هؤلاء الأعداء تتطلب وقوف كل الشرفاء من أبناء الأمة العربية وأحرار العالم مع سورية العربية والى جانبها ، حماية وصونا للأمة جمعاء، وذلك من اجل منع الأعداء بكل تلاوينهم وأدواتهم إرهابية من تحقيق هدفهم الأساسي المتمثل في إسقاط الدولة السورية وإخراجها من دائرة المقاومة ومواجهة مشاريعهم ومخططاتهم.

ولنا ثقة بسورية شعبا وجيشا وقيادة بتحقيق الانتصار على هؤلاء الأعداء مهما بلغت التضحيات لان التاريخ يعلمنا بأن النصر دائما حليف الشعوب المناضلة المدافعة عن حقوقها المشروعة، عن أرضها وحريتها، وكرامتها، وعن استقلالها  وسيادتها وهذا ما تمارسه سورية بكل قدرة واقتدار ومنذ أكثر من4  سنوات.

سورية صاحبة حق، والحق المنتصر في نهاية المطاف.

نؤكد على أن الانتصار قادم قادم ، ونحن نشاهد ونرى ما يحققه الجيش العربي السوري مع المقاومة اللبنانية والوطنية السورية من إنجازات وانتصارات على الأرض رغم التضليل الإعلامي المعادي لسورية وانجازاتها.

قد يعجبك ايضا