نوال السعداوي : “لسّه الأغاني ممكنة”.. / باسل الرفايعة

 

باسل الرفايعة  ( الأردن ) الثلاثاء 25/8/2015 م …

نوال السعداوي التي تجاوزت الخامسة والثمانين، لا تزالُ مزعجةً جداً لمراكز الجهل وأطرافه. أخبارٌ مُفبركة متقطّعة، مثل أمنياتٍ خائبة، عن وفاتها، تبثها مواقع الكترونية اسلامية، ويلوكها مدّونون ومغرّدون من جيوش “الجهاد الالكتروني” ايّاه.

مُزعجةٌ جداً هذه المُفكِّرة والروائيّة والناقدة والطبيبة، حتى وهي تعاني من أمراض الشيخوخة. نجت بأفكارها، وباختلافها، وبضوئها الغامر من عتماتٍ كثيرة. من السجن والنفي ومحاولات التفريق بينها وبين زوجها. نجت من الطغاة والقومجيّين، ومن إرهاب الجماعات الاسلامية، وها هي تعيشُ في بيتها، وتشعُّ بين الركام والظلام، مثل لؤلؤة.

المرأةُ العظيمةُ التي رفعتْ يدها لتتكلم، وصوتها ليصل أبعدَ من الصدى، وكتبت لأجل الانسان، لأجل الأمكنة المغلقة على الماضي، وتُسمّى اوطاناً، على سبيل المجاز. لأجل المرأة وحريّتها وتحريرها من قوانين الماضي والموروث والذكور. المرأةُ التي داوت كثيراً من جراحنا في الأجساد والأذهان.

نوال السعداوي التي فضحتْ “عورةَ” الكذب المتستّر في هيئة رجل متديّن، يُطلقُ النار على من يخالفه، ويسعى بالقنابل والبنادق إلى فرض تاريخ قبيحٍ على المدارس والشوارع والحدائق، ويحفرُ قبوراً ضيقةً لوأد النساء، كما لو كنّ خطايا. لن ينسى الانسان العربيّ حينما يحكّ عقله ليتذكّر نوال السعداوي، ولن تنسى الثقافة العربية عبقريّتها وفضلَها، ولن تنسى المرأة شجاعتها الاسطورية.

لن تموتَ الايقونةُ نوال السعداوي، وستعيشُ أكثرَ مما يتمنّى الملثّمون الذين يُعدون مراسم الاحتفال. مثلما تعيش الأفكارُ العظيمةُ، والانجازاتُ الاستثنائيةُ أبعدَ من الأعمار والزمن. مثلما تعيش نادين غورديمير، وتوني موريسون، وماري كوري.

نوال السعداوي: “لسّه الأغاني ممكنة”..

قد يعجبك ايضا