مطالب المتعطلين في الأردن والحلول البائسة / د. صبري الربيحات

*وزير أسبق …




في بلد يستضيف اكثر من مليون عامل وافد يقف المئات من ابناء حي الطفايلة مطالبين بفرص العمل. العشرات من الشباب الواقعة اعمارهم في العشرينيات والثلاثينيات يحملون شهادات جامعية في الادارة والاداب والعلوم والهندسة يعتصمون للفت الانتباه الى معاناتهم.

اللغة التي يستخدمها الشباب عقلانية ووازنة وتحتاج لمن يستمع لها جيدا. “نحن لا نريد ان نذهب لبيع المخدرات.. ولا نريد ان نسرق او نتجه للتهريب. بإمكاننا ان نحصل 200 دينار في اليوم لكننا نريد عملا حتى نعيش بكرامة”. هذا ما يقوله الشاب الذي يوجه خطابه لضباط الدرك الذين يقفون على مقربة منهم.

“انا احمل درجة ماجستير. انا عاتب على أبي الذي كان يمنعني من اللعب كي ادرس. لم يقل لي انك ستحتاج الى واسطة. أنا نادم على كل الاوقات والليالي التي امضيتها في الدراسة. هذه السنة التاسعة وانا انتظر الدور. اين هو الدور؟ “لقد سئمت حكاية الصبر”، بهذه الكلمات يصرخ شاب آخر.

اعتصام ابناء الحي لم يكن الاول ولن يكون الاخير في سلسلة الحراكات المطلبية التي تفاقمت بعدما بدأها المتعطلون من ابناء العقبة، الذين تم وعدهم بالتشغيل في المؤسسات والشركات خلال اسبوعين من تاريخ فضهم للاعتصام. ما ان عاد ابناء العقبة الى مدينتهم حتى تقدم ابناء معان فالطفيلة فالكرك فذيبان على التوالي. وفي كل مرة يبتدع المسؤولون الحكوميون ترتيبات خاصة لاحتواء التحرك وتطويق التداعيات المحتملة للحراكات الاحتجاجية.

الحلول التي قدمت وتقدم لمشكلة البطالة حلول تخديرية تعكس حالة الفوضى والعجز وغياب الرؤيا لدى القائمين على الملف الاقتصادي وبرامج التشغيل والتنمية. في حالة العقبة استخدمت الدولة نفوذها في تكليف الشركات والمؤسسات الربحية والخدمية على ايجاد شواغر لاستيعاب اعداد اضافية من العمالة غير المدربة دون النظر للآثار المحتملة لهذا التدخل على اداء وانتاجية وبيئة وقيم المؤسسات التي شاركت في هذه الخطة.

قد يعجبك ايضا