كفى صمتا.. كفى لَكْنَنَة وبسبسة / فيصل طه

 

فيصل طه ( فلسطين ) الثلاثاء 18/8/2015 م …

ينتشر في بلادنا وأوطاننا الارهاب والقتل والذبح بكل أشكاله المتخيلة وما ابعد، ونُبرّرُه ونُقرِن كلمات البسبسة واللَّكْنَنة حال تحفظنا منه، نتفهم ما ننكره قولا ونصمت على ما ندعيه جرما، انفصام صارخ وجُبن مهين جاثم على الصدور الهامدة، “وما لجرح بميت ايلام”، هل يُعقل لمن يدعي ثقافة ووطنية ان يُشرعن ذبح الاطفال والنساء والعجزة وقتل الابرياء، ومحو الآثار وسلخ التاريخ بحجج واهية أَعتاها تنحني خجلا امام استغاثة ام، ودمعة طفل؟ وهل لمذابح أهلكم الدائمة تبرير ترتاحون اليه هروبا من المسؤولية الصماء؟ وهل يُعقل لمن يدعي الإسلام دينا سمحا له ان يصمت أمام أشرس وأعتى اعتداء على الاسلام في تاريخه؟ فقد سُلِب الإسلام عُنوة الى ضده، حيث فٌرِّغ من محتواه الرحيم، ودُعِّش بفتاوى الذبح بالتكبير، والبسملة والجهاد بنكاح الحرائر جهرا، وسَبيُ العفيفات من الامهات والاخوات والزوجات قهرا، وسرقة كل ما أوتِيَت أياديهم الملطخة دمًا وعارًا، وتدمير ما حافظ عليه الإسلام وحَماهُ خلال مئات السنين من حضارات شعوب العالم المختلفة والمتنوعة ومن مقامات وقبور وشواهد الصحابة والأولياء الصالحين وتكفير غيرهم من الناس ومن المسلمين المؤمنين، والقائمة الدموية تطول وتطول.. ونُبرّر!!

على الوطنيين والقوميين العرب والمسلمين واحرار العالم الوقوف حالا وبدون تأتأة أو بسبسة ضد داعش وجميع مشتقاتها، وفضح كل من يتعاطف مع هؤلاء المجرمين، أعداء الإسلام والعرب والإنسانية جمعاء، وعدم اعتماد الانتقائية السخيفة والهشّة، بأننا ضد الإرهاب الداعشي في موقع معين دون سواه، لا نرمي بلحمنا للذئاب المفترسة لنحمي لحمنا، ولا نرمي بأولادنا الى الدببة التي تلاحقنا لنحمي أولادنا، أو أنفسنا، فنُؤكل يوم أُكِلْنا، وأُكِلنا يوم صَمْتِنا، ويوم بَرّرنا، بإمكاننا الآن، وقبل فوات الاوان، بالكلمة الجريئة والصرخة المدوية وبالتعاضد المُتَراصّ بيننا جميعا، ان نوقف نزف الدم وهَدرِه، وان نجتثّ هذا السرطان الخبيث من جذوره المروية من أعداء الانسانية، من قوى الاستعمار والهيمنة، ومن الصهيونية والرجعية العربية التي هي أسباب بلاء شعوبنا وذُلِّها.

كفى صمتا، كفى همسا، كفى تأتأة، بل قولا جريئا، صارخا، صادحًا يُسمع صداه من به صمم، اننا ضد داعش وزعانفه، ضد الاحتلال وظلم الانسان، ضد الارهاب وصُنّاعه، ضده بكل أصنافه..

إننا ضد الإرهاب قولا لا لُبس فيه ابدًا

 

 

قد يعجبك ايضا