لم يبق امامهم سوى ايجاد فلسفة لتسمية الفساد في العراق / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 18/8/2015 م …

اسهب وزير النفط عادل عبدالمهدي في التحدث عن الفساد المالي والاداري  من على موقع  صفحة الوزارة  الاعلامي لكنه شانه شان الاخرين من الموجودين في السلطة كان يورد ارقاما وبالمليارات من الدولارات اما  نهبت واما اهدرت  محاولا كالاخرين ان يظهر  نفسه ” نظيف اليدين” وهو الذي يواصل وجوده في هذا المستنقع الاسن  ” الذي  اعقب الغزو والاحتلال والذي يطلقون عليه  مسمى ” عملية سياسية”  دون ان يتطرق الى سرقة بنك الزوية الذي سالت فيه دماء ايضا   ربما ان سرقة بنك الزوية التي تدور الشبهات حول المقربين منه ومن  مجلس الحكيم الاعلى كانت بالدينار العراقي وليس  بالدولار ولهذا السبب تجاهلها  ولم يعر لها اهمية وزير النفط الحالي ونائب رئيس الجمهورية قبل ذلك ولاندري ما المنصب الذي ينتظره بعد “   الاصلاحات  الاخيرة ” .

 عبدالمهدي  تحدث عن ميزانيات  العراق منذ  عام 2003  وقدرها بنحو ” 850″ مليار دولار  لكنه فسم الفساد الى ثلاثة اقسام  وتساءل عن معنى الفساد بالقول ” هل هو السرقة والتلاعب  الشخصي بالمال ام انه هدر بسسب النظم وقواعد الصرف والعمل والرقابة والتخطيط  التي اعتادت عليها الدولة او الاثنين معا”.

 ماشاء الله نحن كنا غافلين عن وجود مثل هذه النماذج  والعبقريات التي تفصل لك الفساد تفصيلا مثلما هناك من  اخذ يورد امورا هي اقرب الى  نظريا ت وغيبيات عفلق في كتابه الموسوم ” في  سبيل البعث” انه وزير الخارجية الحالي الذي لم يسلم من حديثه حتى ” مؤسس الوجودية التي برزت واختفت في حقبة الستينات ” جان بول سارتر وعشيقته ” سيمون دي بفوار” واخذ يزجها في احاديثه  بطريقة  مقرفة ومثيرة للغثيان .

 الاول وزير النفط ونائب رئيس الجمهورية قبل ذلك ربما ينتظره منصب جديد  في التشكيلة الحكومية بعد ان ” فسر لنا الفساد تفسيرا على طريقة ” وفسر الماء بعد الجهد بالماء “  اننا لم نكن نعلم  ان هؤلاء  فلتة زمانهم  في المجلس الاسلامي  فتراهم يتنقلون من منصب وزير الداخلية الى منصب وزير المالة الى منصب وزير  المواصلات ومفسر ” الفساد” هو الاخر فلتة في المجلس  وله تجارب سياسية عديدة منها كونه كان شيوعيا ثم انقلب الى بعثي ثم تحول الى اسلامي ولاندري ماذا ستكون الخطوة القادمة نحن بالانتظار.

 الفساد يعني الفساد في كل شيئ ” مال ” واخلاق “وسلوك “وممارسات”. فلا يوجد ” فساد حميد” وفساد  خبيث ” على طريقة  تسمية السرطان” ولايوجد ” فساد ” احمر وفساد ابيض وفساد اسود وفساد بمبي” وعلى طريقة الالوان لان عمى الالوان قد يحجب الباحث عن طبيعة الفساد ولايستطيع ان يميزه.

الفساد الذي يشهده العراق   منذ عام 2003 وحتى الان هو” لصوصية بامتياز” وتحايل” وهدرللمال العام والتلاعب بثروات الوطن. انه فساد يسمى ما يمارسه ” حرامي”  مثلما  يسمى حرامي من سطا على بنك الزوية وسرق الاموال ؟؟

لايوجد فساد درجة  اولى او درجة ثانية او اربع نجوم  او خمس نجوم على طريقة الفنادق .

من يسرق من  اموال العراق فهو ” حرامي” يجب ان يخضع للمحاكمات  سواء تلك السرقة كانت عبر ” غسل الاموال” او على طريقة  تاجر ” الشنطة” كما يقول المصريون .

كفى فلسفة وضحكا على العراقيين الكل يصيح نعم ” هناك فساد وهناك هدر للمال ويجب محاسبة المفسدين .

اذا كان الوزراء  والنواب والمسؤولين على كافة  المستويات ينادون بضرورة ملاحقة الفاسيد واجراء الاصلاحات فمن هو الفاسد والذي يستحق الملاحقة؟؟

هل هو الشعب العراقي الذي ابتلى بهؤلاء ” الذي يطلقون على انفسهم “  كيانات ” وهم اقرب الى ” العصابات ” والمافيات “؟؟

ام ان من سطا على المال العام جاءوا  من كوكب اخر و ونزلوا  بمركبة فضائية  واقتحموا المنطقة الخضراء التي تغص بالسراق واللصوص الذين لم يغادروها  وادمنوا عليها مثلما ادمنوا على السحت الحرام  منذ اتى بهم سيد نعمتهم ” الى الحكم بعد ان غزا البلاد  واحتلها وعبث بمقدرات العراقيين  ولايزال يعبث  من خلال ” داعش ” ومن لف لفها .

 لاتتفلسف ايها الوزير “  للفساد والفاسدين وجه واحد”  انت تعرفه جيدا مثلما يعرفه الاخرون من الذين ” ياكلون وايوصوصون” منذ عام 2003 دون ان يشعروا ولو مرة واحدة بالخجل او الذنب  او ان نلمس من ايا   منهم شعورا يدلل على ” وطنية او حب للعراق والعراقيين ” فجميعكم دخلاء على العراق واهله ؟؟

قد يعجبك ايضا