مفهوم الانتماء ومفهوم الارتماء / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأحد 31/3/2019 م …




ان الاختلاف بين الامم أمر طبيعي وضروري وحتمي بحكم الطبيعة البشرية والقوانين والتشريعات والقيم والعادات الاجتماعية ، والتي تتحرك الشعوب في فلكها افراداً وجماعات .

كذلك فان الاختلاف الايجابي يدعو الى التجديد والتطوير نحو الافضل كذلك الابداع والابتكار ، بحيث يدفع الحياة الانسانية لاي مجتمع من اجل التطور والتقدم والرقي .

ولا يتم ذلك الا بضوابط لا تخطئها عيون الخبراء الاجتماعيين وعلماء الاجتماع والبحث والارشاد ، حيث يكون الانفتاح المدروس والمحسوب اخذاً وعطاءاً دون ان يذوب مجتمع متحفظ في مجتمع انفتاحي متحرر من كل القيم والمباديء الاجتماعية والاخلاقية ، اي اننا نأخذ من تلك المجتمعات الغربية ما يروق لعيونننا ولعقولنا ويتفق مع ديننا وتراثنا .

ولقد بدأنا نشاهد كثيراً من الدول العربية اصبحت تفكر بطريقة الدخول في جحور الظلام والضباب وأخذت تسير سير البلهاء لا يحسنون التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم ، حيث تأخذهم مدنية الغرب المنفتحة فتسحرهم ببريقها دون تمييز بين غث وسمين ، وهو ضعف حضاري يغلفه غياب الوعي الجماعي مختزلين التاريخ منبهرين بالطفرات الحضارية او الخداع الحضاري الذي فيه مضرة اكثر منه نفعاً .

ولقد تغيب عن حاضرنا كثير من المصطلحات العربية ذات الهوية الوطنية وتم استبدالها بمصطلحات غربية ، فلقد استحدث الغرب مصطلح صراع الحضارات بدلاً من التعايش الانساني ، والذي يمكن فهمه من قول الله تعالى ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) الحجرات .

اننا لسنا ضد اي انفتاح على المجتمعات المتحضرة والمتطورة ، ولسنا ضد التعايش مع الاخرين فهذا مطلب شرعي وانساني واجتماعي ، ولسنا ضعفاء نخشى الحوار معهم على مواقع التواصل الاجتماعي او نهرب منهم .

لكننا بحاجة الى التحصين الثقافي لنحافظ على هويتنا ونحافظ على مفاهيمنا وقيمنا الدينية والاخلاقية التي تضبط سلوكنا وتحافظ على التنشئة الاسرية والتعليمية ، فهي رصيد نفسي اخلاقي وثقافي ، وهي ملامح حضارتنا التي نعتز ونفتخر بها ، وهي عنوان تماسك الاسرة والمجتمع في نسيج واحد ، وعنوان لصلة الارحام والتكافل والتضامن .

وأي تنازل عن قيمنا الثقافية والاخلاقية او شريعتنا الاسلامية والدينية باسم الحداثة او العصرية سوف يعدل من مفهوم الانتماء الى مفهوم الارتماء والسقوط لصالح الغرب ، ونضج شبابنا ووعي الاهل هو مطلب اجتماعي ، فنضج الفرد يعرف من خلال طريقة واسلوب وآلية ارتباطه وتعامله وسلوكه مع المحيط الذي حوله والتحكم بالغرائز والمظهر .

فهناك خطر يهدد المجتمعات الانسانية في خصوصيتها الثقافية والحضارية وفي أمنها الفكري وفي هويتها الوطنية ، في ظل الاندفاع نحو الانفتاح الكامل على تلك المجتمعات بعاداتها وتقاليدها حتى بمصطلحاتها والفاظها .

فهناك قيم جوهرية نابعة من الدين وهذا يحتاج الى ارادة ذاتية واسلوب حكيم برؤية شاملة الى الواقع من كافة جوانبه المتعددة ، من اجل اكتساب المناعة ضد ضعف ابنائنا من الانخراط في مفاهيم منحرفة وعادات وسلوكيات منحرفة .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا