مقالة للكاتب / حمادة فراعنة .. وتعقيب رئيس تحرير ” الأردن العربي ” عليها

 

الأردن العربي ( السبت ) 8/8/2015 م …

** الإسلام السياسي لم ينتصر

** إيران كإيران انتصرت بعيدا عن مذهبها الشيعي أو أقليتها الأكبر الفارسية.

** الإسلام السياسي العربي والتركي : الإخوني الوهابي التكفيري الإرهابي هزم

مقالة حمادة فراعنة التالي نصها بعد هذا التعقيب ،تتضمن حقائق من جهة والغاماً كعادته في مقالاته من جهة أخرى ، وبخاصة ما قال في هذه المقالة أن إيران اشتغلت (كطرف مقرر باسم الشيعة )وولاية الفقية، وهذا كما نرى قول غير دقيق ،

أما قوله بان الإخوان المسلمين إنتصروا فليس دقيقاً أيضاً البتة ، صحيح أن الولايات المتحدة الامريكية عقدت اتفاقا مع مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان لتحويل البوصلة عن صراع بمواجهة الكيان الصهيوني إلى صراع سني ـ شيعي ، وصراع عربي ( فارسي ) والإنشغال عن النضال ضد أمريكا واركانها في الإقليم إلى صراع ضد الأنظمة العربية وبخاصة سورية وليبيا والعراق واليمن وغيرها بدعاوى الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية فيما الدول الممولة للخريف الأمريكي هي أفقر الدول لتلك الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية ..

لكن هذا الاتفاق ؛ لا يعتبر انتصاراً للإسلام السياسي ، بل هو سقوط استراتيجي مريع .

 وصحيح أن الربيع الإرهابي الإخوني التكفيري الوهابي النكاحي الأمريكي  الصهيوني حقق ابتداء بعض الإنجازات على حساب المصالح القومية العليا للأمة ، لكنه اخفق بعد ذلك في مصر وتونس واليمن وفلسطين ولبنان ، وبالتالي لا نستطيع القول أن الإخوان المسلمين وأضرابهم انتصروا .

أما إيران فقد حققت إنتصاراً ـ لكن ليس بصفتها دولة دينية أو مذهبية ، أو بصفة أنها دولة أكثر مواطنيها شيعة ولا لأن الأقلية الكبرى فيها فارسية ولا لأنها تشتمل على رقعة كبيرة من أرض فارس التاريخية ، ولكن لأنها امتلكت قيادات أدارت الصراع بأكبر قدر من الحكمة والتماسك واستثمار القدرات الذاتية والتصالح مع شعبها ، كما أفادت من الظرف الدولي الصاعد لروسيا والصين ودول البريكس وأمريكا اللاتينية ، ولأنها جزء من محور أكبر وتحالفات دولية كبرى أيضا، ولأنها جزء من محور المقاومة .

وللعرب دور في تحقيق هذا الانتصار ، فـ (هيافة ) خصومها واعدائها منهم وتبعيتهم المطلقة لأمريكا ساعد على إنتصارها ، وصمود أصدقائها وإنجازاتهم على الأرض كسورية والمقاومة اللبنانية وبعض الفصائل الفلسطينية كـ الجهاد الإسلامي والشعبية القيادة العامة ، ومن اليمن المقاومون  المناهضون للتحالف السعودي والقاعدة وغيرهم ، كما لتوازن سلطنة عُمان دورا في إنتصار إيران .    

لذلك نصل إلى خلاصة مفادها أنْ الإسلام السياسي لم يحقق إنتصارات سياسية ، بدليل أن إيران لم تخض الصراع كـ دولة إسلامية أو غير إسلامية وإنما كدولة تنتمي لمحور مقاوم أشمل مناهض للشيطان الأكبر ( الإمبريالية العالمية ) وتعبيراتها الأوروبية والصهيونية والإقليمية الرجعية العربية والتركية .

أما الإسلام الإخوني الوهابي الإرهابي التكفيري الأمريكي ( الذي يخوض صراعاته على أسس مذهبية وطائفية وإثنية جهالية ) فهو يعاني من فشل كبير ساعة فساعة على كل جبهات القتال وعلى الصعد السياسية والإعلامية ، واتفاق أمريكا معه لا يعني انه حقق انصارات،    كما أن مكانة إسلاميي تركيا النيتوية تراجعت كثيراً ، وهم في طريقهم إلى اضمحلال .

محمد شريف الجيوسي

رئيس تحرير ” الأردن العربي “

………………………………….

………………………………….

وفيما يلي مقال فراعنة كما وصلنا دون أدنى تدخل :

إنتصار الإسلام السياسيمداخلة الكاتب السياسي / حمادة فراعنة

ندوة تقييم الأتفاق النووي – صحيفة الرأي

يوم 27-7-2015

لن يقل اتفاق فيينا الذي تم التوصل إليه يوم 14 تموز 2015 ، وأقره مجلس الأمن يوم 20 تموز تحت الرقم 2231 ، بين إيران والقوى الست الكبرى ، لن يقل أهمية بنتائجه عن نتائج الحرب الباردة 1990 أو نتائج الحرب العالمية الثانية 1945 ، إن لم يكن على مستوى العالم ، وهو كذلك ، فعلى الأقل ستكون له نتائج هامة على مستوى منطقتنا العربية ومحيطها الإقليمي ، فهو نتاج حرب سياسية عقائدية عابرة للحدود ، بين إيران الدولة ، وإيران ولاية الفقيه ، وامتداداتها الإقليمية وتوابعها في لبنان وسورية والعراق واليمن وغيرهم من طرف ، والولايات المتحدة الأميركية ومعسكرها من طرف آخر.

فقد قادت الولايات المتحدة ومعها إسرائيل ، وأصدقاء واشنطن من النظام العربي وحلفائها الأوروبيين ، حرباً شرسة متعددة الأشكال والأدوات ضد إيران بما فيها المقاطعة الاقتصادية ، والحصار المالي ، والتحريض المذهبي ، بهدف إضعافها واستنزافها والدفع نحو تركيعها ، كما حصل مع مصر عبد الناصر ، وعراق صدام حسين ، واليمن الاشتراكي ، وسوريا الأسد  ، وكما سبق وحصل مع الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية.

نتائج الحرب العالمية الثانية أدت إلى صمود الاتحاد السوفيتي وشراكته في الانتصار على المعسكر النازي الفاشي وولادة المعسكر الاشتراكي ، وأدت إلى نظام الرأسين والكتلتين والنظامين العالميين ، بينما كانت نتائج الحرب الباردة لصالح المعسكر الأميركي الأوروبي ، وهزيمة فادحة للمعسكر الاشتراكي ، وقيام نظام القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة ورئاستها وسياستها وخدمة مصالحها وأولوياتها.

فشل الحرب الأميركية الأوروبية بأدواتها وأشكالها المتعددة ضد إيران ، صنعت نتائج هذه الحرب ، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد 21 شهراً من المفاوضات المتصلة المتقطعة ، وجولة نهائية استمرت 17 يوماً ، وضعت حداً لملف التصادم والمقاطعة منذ أكثر من 12 عاماً ، ولكن بسبب نتائجها غير الحاسمة لمصلحة أحد طرفي الصراع بعكس ما حصل في الحرب العالمية الثانية ، وبعكس ما حصل في الحرب الباردة ، جعلت من نتائج الحرب الأميركية الأوروبية الإسرائيلية ضد إيران أرضية ومقدمة لسياسة جديدة وعهد جديد من التفاهم بين المعسكر الإيراني ومعسكر الولايات المتحدة باستثناء تل أبيب الرافضة لهذه النتيجة ولهذا الاتفاق ، الذي شكل بداية سياسة وعهد تفتحان على التعاون أكثر مما هو على التصادم والحرب ، ودلالة ذلك قبول إيران لبعض الشروط المجحفة بحقها مثل التخلي عن 98 بالمائة من مخزون اليورانيوم المخصب ، وقبول التفتيش للتحقق من الالتزام المترتب عليها ، واستمرار الحظر على الأسلحة لمدة 5 أعوام ، والحظر على الصواريخ البالستية لثمانية أعوام مقابل فك الحصار التدريجي عنها وإلغاء قرارات مجلس الأمن السبعة المتضمنة فرض المقاطعة بأشكالها المتعددة الاقتصادية والمالية والصناعية وغيرها عليها ، وبذلك فتح الاتفاق بوابة التطبيع الدولي مع طهران ، واستعادة أرصدتها المالية المجمدة ، وتصدير حر لمنتجاتها النفطية ، والتعامل معها باعتبارها دولة خارج مواصفات الشيطنة والإرهاب والعزلة ، بل أحد دوافع التوصل لهذا الاتفاق الرهان الدولي على دور إيراني مباشر يتصدى لتنظيمي “القاعدة” و”داعش” إقليمياً ودولياً .

وعليه يمكن وصف اتفاق فيينا النووي بين إيران والبلدان الستة ، على أنه اتفاق متوازن يعكس نتائج الحرب غير الحاسمة بين طرفي الصراع ، ويعكس صمود إيران أمام قوة خصمها وحروبه ضدها ، مثلما عكس قدرتها على مواصلة دورها على عدة جبهات ، جعلت منها قوة إقليمية ، لها أنياب ومخالب مؤذية خارج حدودها ، وهو ما عطل خيار الولايات المتحدة لاستعمال القوة المسلحة والتدخل العسكري المباشر لحسم المعركة ضد إيران ، كما حصل في أفغانستان والعراق وليبيا ، فقد امتلكت إيران قوة ردع حال دون المغامرة العسكرية الأميركية ضدها وعطل الرغبة العدوانية والتحريض الإسرائيلي نحو الخيار العسكري ، وقد ساعد إيران وسورية نحو عدم التدخل العسكري ضدهما استعادة روسيا لمكانتها التي فقدتها على أثر نتائج الحرب الباردة ، وقد كان بارزاً قرار مجلس الأمن الذي جاء على أرضية التفاهمات والاتفاق بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي أطراف التفاوض مع ألمانيا أمام إيران ، ما يدلل على أهمية ما تم التوصل إليه وانعكاساته المباشرة في الانفراج الدولي وهزيمة القطب الواحد وبروز حالة دولية ذات طابع تعددي مشترك ، سيكون لإيران فيه دور أساسي ومقرر وشريك وخاصة في الوضع الإقليمي العربي الذي تتمتع فيه إيران بدور قوي وفاعل ومؤثر.

 

إنتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة  ، لم يكن مقتصراً على قدراتها الذاتية  ، وصمود إيران أمام قوة الهجمة الأميركية ضدها  ، والتوصل إلى صيغة تفاهم بينهما  ، لم يكن صدفة  ، بل إعتماداً على عوامل مساندة يقف في طليعتها الأسلام السياسي  ، فقد وظفت الولايات المتحدة ، بالتعاون مع العربية السعودية ، ومعهما حركة الإخوان المسلمين ، وأدواتهم الفكرية والسياسية في العالم العربي ، وظفوا الإسلام والدين والجهاد ، طوال مرحلة الحرب الباردة ، في المواجهة الغربية الشاملة ضد الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي ، ونجحوا في ذلك على نحو متدرج ، إلى أن حققوا الانتصار في نهاية الحرب الباردة عام 1990 ، حيث جاءت النتائج لصالحهم ، بهزيمة المعسكر الاشتراكي والانحسار للتيارين اليساري والقومي.

كما وظفت إيران الإسلام أيضاً في معركة حماية نفسها وثورتها ونظامها السياسي ، اعتماداً على إيقاظ المارد الشيعي ، عبر حزب وفلسفة ورؤية ولاية الفقيه ، مرشد الثورة الإسلامية ، الذي امتد نفوذه وتوسع أتباعه ليشمل كل المواقع الجغرافية والبشرية التي يتواجد فيها أصحاب المذهب الشيعي بدءاً من العراق وسورية ولبنان واليمن والخليج العربي ، إضافة إلى باكستان وأفغانستان والهند وأوسع من ذلك ، مسجلة نجاحاً ، باعتبارها حاضنة للمرجعية الشيعية والمعبرة عنه.

ولهذا نجحت إيران في أن تفرض نفسها كطرف مقرر باسم الشيعة ، وأن تجلس على طاولة المفاوضات من هذا الموقع جنباً إلى جنب ، ونداً بند ، مع البلدان الرأسمالية الأساسية في العالم ، فكانت حصيلة معركتها الانتصار والتوصل إلى اتفاق نووي يوم الثلاثاء 14 تموز 2015 ، والذي يعتبر بحق تحولاً في السياسة الدولية ، وتغييراً للوضع الإقليمي ، باتجاه الإقرار بالدور الإيراني ، واحترام مصالحه والإقرار بمكانته.

ويعود نجاح إيران من خلال التوصل إلى اتفاق فينا ، إلى عدة عوامل أساسية يمكن إجمالها بما يلي:

أولاً: حُسن الاختيار الإيراني لمصادر قوتها الذاتية وتوظيف أدواتها الدينية والمالية في معركتها ضد أعدائها وخصومها ، وبراعة تسللها الإقليمي عبر إيقاظ العنصر الشيعي واستعماله أداة عقائدية لمصلحة إستراتيجية الدولة المرتبطة بنظام ولاية الفقيه وجعلهما قضية واحدة لعنوان واحد.

ثانياً: اختيار أحد أهم عناصر توحيد المشاعر الشعبية العربية برفع شعار العداء لعدو العرب القومي وهو المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي ، وذلك عبر تسليح ودعم وتغطية احتياجات حزب الله اللبناني وحركتي الجهاد وحماس الفلسطينيتين إضافة إلى الجبهة الشعبية القيادة العامة ، ما جعل من إيران دولة مندمجة في المعركة العربية ضد العدو الإسرائيلي ، بل هي تقف في طليعة العرب للدفاع عن مصالحهم القومية والدينية. 

ثالثاً: حماية جبهتها الداخلية من أي اختراق أمني وسياسي أوعقائدي أو قومي ، رغم وجود تعددية قومية لديها من الفرس والعرب والأكراد والبلوش وغيرهم ، ورغم وجود تعددية مذهبية من شيعة وسنة ، وهذه التعددية هي إحدى عوامل التفجير المستخدمة في العراق واليمن والسودان وسورية ، ولكن الدولة الإيرانية بقيت متماسكة ، تحت راية ولاية الفقيه وسياسته ورؤيته ، وهذا التماسك هو الذي قطع الطريق على أي محاولات هادفة لزعزعة جبهتها الداخلية ، أو إضعافها ذاتياً.

رابعاً: تحاشي التورط في أي عمل إرهابي مباشر ، تنفذه قوات أو أجهزة الأمن الإيرانية ، فبقيت أجهزة طهران نظيفة من التورط أو الإدانة الدولية ، وبقي دور إيران وأجهزتها مسانداً وداعماً لفصائل ومنظمات غير إيرانية خارج حدودها ، وهي سياسة ناجحة جعلت إيران في منأى عن الاستنزاف واستنكافها عن دخول معارك مباشرة رغم توفر الحروب البينية المتعددة على حدودها في أفغانستان وباكستان والشيشان والعراق واليمن.

 وبذلك بقيت طهران محافظة على خط سير سياسي مؤثر على تطور الأحداث الجارية من حولها ، بدون أن يكون لها دور مباشر في القتال باستثناء الدور الاستشاري أو التدريبي لقواتها خارج الحدود مستفيدة من تجربة معركتها مع العراق إبان نظام الرئيس الراحل صدام حسين ، وهكذا بدت إيران ذات نفوذ قوي خارج حدودها عبر توظيف قدراتها العسكرية والمالية والعقائدية بدون أن تتورط في أي من الحروب البينية المحاذية لحدودها ، وهكذا بات دورها نحو حزب الله في لبنان ، وأنصار الله الحوثيين في اليمن ، والأحزاب والفصائل العراقية ، مؤثراً ، ما شكل لها عامل قوة ضاغطاً ومقرراً في سياسات البلدان المجاورة وأكسبها دوراً مقرراً على المستوى الإقليمي أعطاها القوة والحضور والنفوذ على المستوى الدولي.

خامساً: هزيمة العراق واحتلاله وسقوط نظامه القومي فتح الطريق أمام إيران لإزالة أي عقبات تعترض تمرير برامجها وسياساتها وتوسيع نفوذها الإقليمي ، إضافة إلى غياب أي دور مؤثر للسياسة الخليجية خارج مصالح وسقف ومطالب الولايات المتحدة في المنطقة العربية ، ولذلك بقي الدور الخليجي أسيراً وتابعاً ومنفذاً للسياسات الأميركية وفاقداً القدرة على حرية الاختيار ، ولا يملك مشروعاً قومياً يحمي مصالح الخليجيين ودورهم المرتبط بالمصالح القومية العربية.

سادساً: استعادة روسيا لدورها وتأثيرها الدولي والإقليمي المباشر ، وتحالفها مع إيران ومنعها التدخل الأميركي المباشر سواء في سورية ومن قبلها في إيران ، والحيلولة دون استعمال أميركا القوة العسكرية ، كما حصل مع كل من أفغانستان والعراق وليبيا وإسقاط أنظمتهم عبر التدخل المسلح في غفلة من الموقف الروسي الذي كان مشغولاً بأوضاعه الداخلية بعد الانهيار السوفيتي على أثر الحرب الباردة ، ولذلك شكل الدور الروسي ومعه الصيني مظلة حماية داعمة للسياسة الإيرانية.

لهذا الأسباب إضافة إلى الرهان الأميركي الأوروبي على دور إيراني مباشر للتصدي لتنظيمي القاعدة و»داعش» ، دفع الولايات المتحدة لإعادة الاصطفاف وتغيير التحالفات والرهان على قوى جديدة صاعدة عابرة للحدود في العالم العربي استناداً إلى طرفين أولهما ولاية الفقيه ، وثانيهما حركة الإخوان المسلمين بما لكل منهما دور ومكانة ومصداقية على المستوى الجماهيري ، ولهذا وقع التفاهم الأميركي مع هذين الطرفين الإسلاميين ولاية الفقيه الشيعية ، وحركة الإخوان المسلمين السنية ، بديلاً للنظام العربي الذي تم استهلاكه وفقدان شعبيته وخسران شرعيته بعد أن تم استنزاف توظيفه طوال عشرات السنين خدمة للمصالح الأميركية ومعاركها وخاصة في أفغانستان والعراق.

قد يعجبك ايضا