الدخان الأسود يهب على الرزاز / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الثلاثاء 26/2/2019 م …




ليس دفاعا عن دولة الرئيس د.عمر الرزاز ،ولكن الحقيقة يجب أن تقال ،وهي أن رئيس الوزراء الذي يتم تكليفه ،لا يمنح الصلاحيات الكاملة التي يتوجب التسلح بها ،كي يحقق شيئا للعباد والبلاد،وهذا هو سبب فشل كافة الحكومات الأردنية المتعاقبة ،لأن رئيس الوزراء فيها يكون كبيرا للمراسلين فقط ،وانا هنا لا انتقص من أحد،ولكنها الحقيقة المرة .

عندما يكلف رئيس الوزراء بقيادة الحكومة ،يجد إرثا هائلا من التحديات بانتظاره ،وتبرز له نيبا بعد نيب كل يوم ،منها أن الشعب يتوقع منه تغيير الواقع المر هكذا وبكبسة زر،دون علم من الجميع أن مشاكلنا في الأردن ليست بسبب أحد في الداخل، رغم الفساد المستشري ،ولكنها مفروضة علينا من الخارج،وهناك قرار دولي غير معلن وهو “بقاء الأردن ضعيفا وفقيرا لكن موجودا يتم التنقيط في حلقه نقطة نقطة كي يبقى حيا”.

يواجه رئيس الوزراء أي رئيس وزراء هجمات غير مبررة عليه من قبل بعض الإعلاميين الذين يبداون بالطخ عليه في الأسبوع الأول من توليه المهام الرسمية ،كما أنه شخصيا يجد نفسه في مواجهة تشكيل وزاري غير متجانس ،وهذان السببان من اهم أسباب فشل الحكومات الأردنية المتعاقبة.

عندما جيء بدولة الرزاز رئيسا للوزراء على انقاض حكومة د.هاني الملقي- إثر الحراك الأردني الذي شهد تجانسا ما بين الدوار الرابع وقرى الأردن مثل قرية بيت راس مثلا ، التي أشعلت النار في  الإطارات منتصف الليل،وهذه ظاهرة عز نظيرها ليس في الأردن فحسب بل فيالعالم الثالث قاطبة ،لأنها شهدت تنظيما ولا أدق-توقع البعض أنه ساحر ماهر ،سيقلب الاوضاع رأسا على عقب ،ويحيي الميت،لكن ذلك لم يحصل لأن د.الرزاز لا يمتلك الصلاحيات الكاملة والكافية التي تعينه على القيام بدوره خير قيام،كما أنه لا يقود حكومة برلمانية حزبية لديها برامج إقتصادية وسياسية يمكن ان يحاسب في حال فشل تطبيقها،ناهيك عن طاقمه الوزاري الذي أعاد تحميل 16 وزيرا من حكومة الملقي،ولا ننسى البعض الذين  أصبحوا وزراء بدون إمكانيات مبهرة لديهم تؤهلهم لأن يكونوا وزراء بمعى الكلمة.

يتعرض د.الرزاز هذه الأيام بحملة مدروسة من الهجمات الإعلامية التي لم تنطلق من فراغ طبعا،بل هي مبرمجة ،وهناك تحشيد إعلامي لإظهار الحكومة الرزازية بأنها حكومة فاشلة ،لم تستطع توفير فرص عمل لنحو 700 ألف عاطل عن العمل،وهناك من يدعو الرزاز للإعتراف بفشله في حل مشكلة البطالة ،والسؤال هنا :هل أعطي الرزاز إمكانيات ليبدأ بحل هذه المشكلة الإقتصادية التي تمثل لغما إجتماعيا يكاد ينفجر في أي لحظة،وها نحن نشهد مسيرات عاطلين عن العمل من المحافظات المهمشة إلى العاصمة لتؤم الديوان الملكي.

صحيح ان هناك تجاوزات تؤذي الجميع مثل ما جرى مؤخرا ،وتم تعيين مسؤولين كبارا في وظائف محددة تدر عليهم آلاف الدنانير شهريا ،مع انهم ليسوا بحاجة للوظائف فقد بلغوا من الكبر عتيا ،وكان أجدر ان نستغل رواتبهم لتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل،وهذه ليست مسؤولية الرزاز.

مطلوب تغيير قواعد اللعبة في حال أردنا خلق نظام سياسي يؤدي مهامه ووظائفه على اكمل وجه ،والمطلوب على الأقل تعيين الكفاءات في المناصب العليا ،لا إعتماد المحسوبيات والتنفيع ،وأن ندخل مرحلة الحكومة البرلمانية ،وأنا أعتقد أننا لن نصل إلى هذه المرحلة إلا بعد الكونفردالية البغيضة.

 

قد يعجبك ايضا