إيران وصهاينة العرب في الميزان / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الأربعاء 18/2/2019 م …




يحار الحليم لدى تقليبه صفحات الملف العربي-الإيراني،وأول ما يصدمه أن صهاينة العرب كانوا يسلمون بدور شرطي الخليج القذر للشاه المقبور، الذي كان بنكا مركزيا وبئر نفط لمستدمرة إسرائيل ، شأنه شأن صهاينة العرب،وكان وكيلا لأمريكا في المنطقة،كما كان عينا لمستدمرة إسرائيل على العراق وإستغلاله الأكراد العراقيين لمشاغلة الجيش العراقي على الدوام ،وكان رمز للديكتاتورية والإستبداد، إلى درجة إنهم كانوا يقولون آنذاك أن إيران عبارة عن سجن شاهنشاهي كبير يضم في ثناياه كافة أبناء الشعب الإيراني.

كان الشاه المقبور يفرض “كوتا”تجنيس على دول الخليج العربية،وكان أمره مطاعا وطلبه مجابا والكل يتسابق على لحق حذائه الإمبراطوري، ولم يجرؤ أحد حتى على “إستغابة”إيران الشاه ،ولكن الأمور إنقلبت رأسا على عقب بعد خلع الشاه وعدم السماح لأي من أصدقائه في العالم على إستضافته ،وأوعزت واشطن للسادات أن يؤويه بحكم المصاهرة فقط،مع أنه كان يستضيف زعماء العالم ،ويجلسهم على مقاعد من ذهب خالص في الحمامات الإمبراطورية ،ويقدم لهم الطعام والشرا ب في اوان ذهبية خالصة.

بعد إنتصار الثورة الإيرانية كشر صهاينة العرب عن أنيابهم التي تقطر سما زعافا،ورتبوا أوراقهم مع أمريكا لتخريب المنطقة من خلال إشعال الحرب العراقية –الإيرانية التي تمنينا صادقين لو لم ينجح صهاينة العرب في إشعالها ،وكانت النتيجة وفق الخطة المعدة سلفا تدمير العراق ،وليّ ذراع الكويت حتى الكسر، لثارات سابقة وبسبب منجزات الكويت الحضارية التي عجز صهاينة العرب الذين يفوقون الكويت عددا وعدة وثراءأ ان ينجزوه ،لأن ثرواتهم كانت تذهب لأمريكا ومستدمرة إسرائيل ،نظير السماح لهم بالبقاء.

من منظور صهاينة العرب فقد تسببت إيران في إصطفافهم مع مستدمرة إسرائيل ضدها ،مع أن ما قامت به لا يعيب وهو فخر لهم ولنا معا،فقد أحدثت منجزات ثورية أغاظت القاعدين مع الخوالف الذين عثر عليهم المندوب السامي البريطاني في صحراء التيه اليهودي بجزيرة العرب ،وإتفق معهم على مقاولة يضمن لهم حكم الجزيرة بعد قمع حكامها الأصليين من عرب شمر وآل رشيد،مقابل ضمان موافقتهم على تأسيس مستدمرة إسرائيل الخزرية، إبان كانت فكرة على الورق يحار فيها مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل،وقد حصل السير كوكس على وثيقة من الملك عبد العزيز آل سعود بخصوص موافقته على تسليم فلسطين والقدس لليهود.

حتى لا نكون من المطبلين المسحجين لإيران ‘فقد أخطا قادة الثورة في إيران  بإعلاناتهم المتكررة أنهم سيصدرون ثورتهم إلى المنطقة ،مرتكبين بذلك خطأ جسيما ،وهو أن الثورة ليست صندوق بندورة ،بل هي فكر وممارسة على أرض الواقع ،واظهروا إنهم لم يقرأوا الواقع العربي  كما يجب أن تكون القراءة ،لأن البيادر العربية وحتى يومنا  هذا،جاهزة تلقائيا لإستيعاب أي شرارة في الجو،وأكبر دليل على ذلك ما حدث بعد ان حرق التونسي الشهيد محمد البوعزيزي نفسه في تونس ،وإنتقلت الشرارة إلى كافة أرجاء الوطن العربي ،المبتلى بصهاينة العرب.

“الخطيئة “الثانية  التي إرتكبتها الثورة الإيرانية ضد صهاينة العرب هي طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، من سفارتهم في طهران وتسليمها لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وهذه طعنة حادة في قلوب صهاينة العرب،بينما كانت “الخطيئة “الثالثة  إحتجاز العشرات من الأمريكيين وإفشال عملية الإنزال الأمريكي في صحراء طبز في محاولة لتحريرهم ،الأمر الذي أخزى صهاينة العرب الذين يستضيفون كل الإستدماريين في صحاريهم.

أما الخطيئة الرابعة فهي دعم إيران للمقاومتين اللبنانية والفلسطيني ،ولا أنكر ان هذا الدعم جاء تنفيذا للأجندة الإيرانية المشروعة حالها حال أي دولة تمر في ظروف إستثنائية،وقد أنهكت غزة الجيش الصهيونية بفضل الدعم الإيراني والقطري على حد سواء،ولا ننسى الدرس المؤلم الذي لقنه حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيا صيف العام 2006،عندما تصدى لآلة الجيش الصهيونية المدمرة وصمد لنحو الشهرين ،ونلوم بدورنا تصريحات بعذ القادة الإيرانيين الذين قالوا أن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء وهذه سقطة سياسية.

والسؤال هنا أن صهاينة العرب الذين يعادون إيران “الشيعية” الذين يتهمونها بدعم المقاومة الشيعية في لبنان ، لماذا لم يؤسسوا مقاومة سنية في لبنان وفلسطين، مع أن المقاومة الفلسطينية موجودة ولكنهم أجهضوها لصالح مستدمرة الخزر في فلسطين .

الغريب في الأمر أن صهاينة العرب يعادون إيران ،وأعلنوا إصطفافهم مع مستدمرة إسرائيل ،ويبررون ذلك بأن المد الشيعي خطر عليهم ،والسؤال هو :أن تركيا دولة سنية فلماذا يعادونها أيضا؟

خلاصة القول أنه لا يجوز معاداة إيران ومصادقة مستدمرة إسرائيل،فإيران لم تتآمر على القضية الفلسطينية بعد خلع الشاه ،ولم تتهم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب ،كما إنها لم تحاصر الأردن ماليا ،ولم نسمع أن طهران أرسلت فريق إستخبارات لإغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني بالتنسيق مع النتن ياهو،ولا بد من التساؤل :لو أن صناع القرار في إيران قرروا إعادة علاقات إيران بمستدمرة إسرائيل فما الذي سيحدث؟سوف تقر تل أبيب لطهران بالسيطرة على كل مساحة الخليج وإتسام ثروته معها مناصفة ،فهل يفيق صهاينة العرب من غيبوبتهم حد سبات التسي تسي؟

قد يعجبك ايضا