ثائر وليس كل من ثار بثائر / وفاء نزار سلطان

 

وفاء نزار سلطان ( الثلاثاء ) 28/7/2015 م …

هو “ثائر” من دمشق وليس كل ثار بثائر ، هو من رفع صوت الحقيقة ليدخل كل بيت وحارة وقرية ومدينة بدافع من الحس الوطني ، والخوف على الوطن .

ثائر لم يكن مجرد اسم يتم ذكره في نشرات الأخبار ، وإنما كان الواقف على خطوط التماس ، يروي حكايات الصمود لرجال صدقوا ما عاهدوا الله واستبسلوا وقاوموا حتى استشهدوا في طريق الكرامة .

بكلمات جريئة وصادقة خط مسيرة الفداء بصوته وبطولاته ، ونذر نفسه لخدمة القضية ونصرة الحقيقة والدفاع عن الأرض ، حمل هموم الناس فكان أهلهم وصوتهم وبوحهم وصدى مآسيهم .

هو نسر دمشق المحلق في سماء الصحافة ، يرفع الصورة سلاحاً في وجه البهتان ، ويزين الحزن برقيق الحروف ليحيك رواية الوطن، ويجبل عبث الهوى ويبعثر شعر “دمشق” على حافة الليل ويسميها حبيبة، رفيق المحاربين والمناضلين من رجال جيشنا الباسل ، فالعدسة ببصيص النور تنقل أسرع ، والصوت لا بد أن يصل ولو بعد حين ، والكلمة هي الحرف الصادق لسطور البقاء لتحيا سوريتنا .

هو “ثائر العجلاني ” الذي ارتقى شهيداً في حي جوبر شرقي “دمشق” ، بعد أن أصيب بشظية كانت سبباً في ارتقائه سلم الشهداء ، بعد أن ارتقى سلم الصحافة موثقاً للحرب على سوريا ، ومناصراً لقضية الوطن ضد الإرهاب ، ولكن قوة السلاح البارد أشد وطئة من الإقدام والعظمة .

جاهز يا “ثائر” ولكن ليس لمعركة المليحة أو للوقوف على خط جوبر ولا لنقل الأحداث من مطار دير الزور ولا على شطآن الياسمين في دمشق ، جاهز يا “ثـائر” للشهادة ، فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .

كنت فارس الصحافة ولكل فارس ميادينه ومعاركه ، فبرعت بالنصر كما الشهادة ، ستظل رمزاً أعلى لحب الوطن واحترام الذات والشفافية والرصانة ومغروساً في الوطن الذي أحبك وأحببته وأعطيته كما أعطاك وتركت فيه بصمتك .

يا ابن سوريا الأسد وعرين العروبة بيتها ، ستبقى رفيق الجراح التي تغتال أحلامنا في هذا الزمن الصعب ومعركتنا طويلة ضروس تمضغ عزتنا وتقتل أمانينا ، وسيظل قلمك ناراً تضيء الكفاح ، فأمدد يديك من الردى فالفجر فجرك والنصر خبز يديك .

رحمك الله يا ثائر ، ورحم الله شهداء الوطن ، ولأهلك الصبر والسلوان ، ولنا في غياب قلم الحق فاجعة في زمن الشدة ، فموت الكبار محنة للوطن .

سنبقى قادرين على صنع النصر ، فاسمك المطرز بحروف الضياء سيغزل الشمس التي ستجلد العتمة .

 

 

قد يعجبك ايضا