بين حركة المقاومة وحركة التحرر الوطني / المبادرة الوطنية الأردنية

 

الأردن العربي ( الأحد ) 26/7/2015 م …

التمييز في المضمون بين مفهوم المقاومة ومفهوم التحرر الوطني نقطة انطلاق ومقدمة لفتح حوار، قد يكون إشكالي لناحية الظاهر، و في الوقت ذاته قد يكون توافقي في الجوهر وفي المضمون.

المنطلق: تعريف المقاومة بكونها اسلوب عمل ورد فعل، من قبل فرد أو مجموعة أو مجتمع، على فعل قهري أو استغلالي أو استعبادي أو احتلالي أو عدواني، يمارسه فرد أو مجموعة أو دولة، بسبب تضارب المصالح، بالإضافة إلى امتلاك فائض قوة يستخدم ضد جزء من المجتمع أو ضد مجتمع بكله أو ضد دولة أو منطقة، تستدعي المجابه من قبل من وقع عليه الظلم والاضطهاد فحركة المقاومة بنية مشروع المهمة الواحدة، مشروع رفع شكل الاضطهاد القائم، وليس القضاء على سبب الظلم والاضطهاد.

في المقابل: حركة التحرر الوطني بنية مشروع استراتيجي شامل، مشروع متكامل ، مشروع تحرر وطني مرتبط بالتحرر الاجتماعي، حركة التحرر هي بنية وظيفية تمتلك مشروع مستقبلي، وتصور مستقبلي لمشروع مجتمعي منشود، يربط مهمات التحرر الوطني بمهمات التحرر الاجتماعي، كون هذا الربط يشكل شرطية إنجاز مشروع التحرر.

الايدولوجيا التقدمية ليست شرطية بالنسبة لحركة المقاومة، بينما هي – الايدولوجيا التقدمية –  شرط أساس لحركة التحرر الوطني، كون مشروعها ذاته مشروع تقدمي تنويري توعوي تثقيفي، يحمل أجمل وأنبل وأرقى القيم الإنسانية،  مشروع مركزه الإنسان على الأرض، وهدفه سعادة الإنسان من خلال إلغاء الاستغلال والاضطهاد والتمييز بكافة صوره، الطبقية والفردية، وأي خيار غير هذا الخيار نتيجته الحتمية انتكاسة مشروع التحرر الوطني، والشواهد كثيرة، فكثير من حركات التحرر التي اعتمدت اسلوب المقاومة المسلحة أو المقاومة السلمية وقدمت شعوبها الضحايا قرابين للتحرر، أنجزت أم لم تنجز مهمة طرد الاستعمار، أو دحر الاحتلال أو خلع حاكم مستبد…الخ، بقوة الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، تحولت في النهاية إلى أدوات في يد العدو الذي حاربته، تحولت إلى قوى تابعة تمارس كل الممارسات القبيحة ضد الوطن ومصالحة، وضد الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة.

الوعي التاريخي المتراكم لدى الجماعات والأفراد التقدمية يقودها إلى خيار التحرر الوطني، الذي يتضمن المقاومة أسلوب عمل لمواجهة العدو الطبقي والوطني.

” كلكم للوطن والوطن لكم”

 

قد يعجبك ايضا