الامارات .. لمصلحة مَن كل هذا الدمار ؟ / احمد عبدالله الشاوش

 

 احمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) السبت 25/7/2015 م …

لاندري نحن اليمانيون حتى اللحظة سبب اندفاع دولة الامارات العربية المتحدة لشن عدوانها الجائر ضد الشعب اليمني الذي يكن للإمارات كل تقدير ، ومازال المواطن في حالة ذهول من الموقف المشين والجريمة النكراء التي أقدم عليها أبناء وأحفاد حكيم العرب الشيخ ” زايد” رحمة الله عليه ، صاحب العقل الرشيد والرؤية الثاقبة والاجماع العربي والايادي البيضاء .. الذي لو طلب من اليمنين بكافة اتجاهاتهم ورؤاهم خوض البحر لخاضوه حباً ووفاء ، كما نصروا خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام ، باعتبارهم الجنود المجندة والمخزون البشري للعروبة والإسلام.

لمصلحة من كل هذا العبث والمقامرة والمتاجرة بأرواح الأبرياء من أبناء الشعب اليمني وقنص الطفولة ، وتفحيم الجثث ، وترميل النساء ، وهدم المدن والاحياء السكنية على سكنيها آنا الليل والنهار ، واشعال الحرائق ، وتدمير المستشفيات ودور العبادة ، والمباني الاثرية ، والبنى التحتية في صنعاء وعدن وتعز ولحج والحديدة وصعدة وحجة واب وغيرها ، عند كل اذان وإقامة وفرض وأثناء صلاة التراويح والقيام وليالي القدر وايام العيد !!؟ دون أي ذنب اقترفناه ضد اشقائنا في الامارات ، ولمصلحة من تتدفق الجنائز والتوابيت للجنود الاماراتيين الذين يتم ارسالهم الى المستنقع اليمني دون اي قضية منطقية وعدم التعرض لدمهم وعرضهم واموالهم وبلادهم ؟ .

ماذا لو بُعث الشيخ زايد من لحده وشاهد مآسي ودمار أبناءه !.. ما يُحزن القلب ويُدمع العين أن العدوان الاماراتي ضد إخوانهم في الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والاواصر الأخوية هو نتاج للحماقات والسفه السياسي والسقوط الأخلاقي وعدم الشعور بالمسؤولية وتقدير الأمور والاستغراق في متابعة أفلام ” هوليود ” !! وعدم الاكتراث لعبر التاريخ الذي أدى الى السقوط والانزلاق ” والتآمر ” الغير مبرر الذي صعق الشعب اليمني ، رغم اننا في اليمن لم يصدر منا أي ايذا لهذه الدولة العزيزة على قلوبنا عبر التاريخ ، وبهذه المخاطرة والارتهان الرخيص والرهان الخاسر تكون الامارات قد فتحت باباً من أبواب الفتنة ووجهت طعنة كبيرة في خاصرة الشعب اليمني ، خلقت رأي عام ناقم وساخط مطالباً بالثأر والقصاص واللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المحاكم الإنسانية للنظر في مجازر الإبادة الجماعية التي أقدم عليها العدوان ” الاماراتي” آجلاً ام عاجلاً و بالتزامن مع جرائم آل سعود والامريكيين.

لقد حبا الله الامارات بالثروات النفطية وميناء دبي وغيرها ومَن عليهم بالرخاء والاستقرار الا ان الانسان خُلق هلوعا ، و ان شياطين آل سعود وطواغيت بريطانيا وامريكا اثاروا فيها الطمع والتشويق للسيطرة على ميناء ” عدن ” !!

ورغم ذلك التآمر مازلنا نحن اليمانيون لم نفق من صدمة ” قدوة ” الامارات ومازالت المصائب تلاحقنا من جور ذوي القربى وبالذات من أبناء وأحفاد زايد ، رغم أننا في حالة جهاد مع النفس ونحلم بشربة ماء ولقمة عيش ومسكن آمن والولوج الى التعليم وأحداث تنمية لمواكبة العصر، ولأننا لم نسيء يوماً الى الامارات وشعبها ونعلم علم اليقين ان العدوان لا يقره شعب الامارات او بعض امرائها الغيورين وانما تورطت فيه قيادته الأقل خبرة وحنكة ونباهة ضاربة بالقيم والقوانين الدولية عرض الحائط ، رغم اننا لم نحتل شبراً من حدودها اوجزرها او نمارس القرصنة و الإرهاب على حدودها وشواطئها ولم ولن نتآمر على نظامها واستقلالها لثوابت وقيم مغروسة فينا أباً عن جد.

عتاااابنا كبير وصبرنا اكبر وصمودنا بلاحدود ، وليعلم حكام الامارات التي نصب لهم السفهاء من آل ىسعود فخاً ان اليمن ” عصي ” ومقبرة للغزاة وان البوارج والصواريخ والمتفجرات الامريكية والاسرائيلية وجحافل المرتزقة من داعش والقاعدة واعوانهم على مستوى الداخل والخارج لم تهز لليمنيين الشرفاء شعرة او ترعبنا لان ليس لدينا مانخسره وأيماننا المطلق بالله عز وجل بلاحدود وعدالة السماء قاب قوسين او ادنى ، لأننا نعلم ان لكل أجل كتاب ، وان السعودية عبر تاريخها الاجرامي وممارستها لإرهاب الدول المستضعفة وتنفيذ أجندات الاستعمار قد سقطت رهاناتها في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وطردت من ارض السعيدة وعملائها الى غير رجعة بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م التي اختزلت ثورة شعب واستقلال وطن ضد الطغيان السعودي الذي اغراق الوطن العربي بالصراعات بعد عشرات السنين من التسلط والتآمر والقتل والاختطاف وشراء الذمم وتصدير الإرهاب .

وكان الاحرى والاجدر والانفع ان يوجه قادة وامراء الامارات نسور الجو وأسلحتهم الفتاكة وقناصاتهم وجيشهم لتحرير جزيرة ابوموسى وطنب الكبرى والصغرى ووقف تسلط الرياض على حدودها .. فالعبث مع اليمن لم يجد والسيطرة على مينا عدن أضغاث أحلام فالأحزاب اليمنية والقيادات السياسية متقلبة كالطقس ، لان الفكرة التي سوقها آل سعود للإمارات محكوم عليها بالفشل ومجرد طُعم لضرب استقرار وامن دولة الامارات ، لاسيما بعد ان أصبح النظام السعودي غير قابلا للبقاء ، وبريطانيا تحاول بكل مااعطيت من قوة استعادة نفوذها في الجنوب.

والغريب ان يتحول حكام الامارات الأكثر وداعة وهدوء الى قتلة للشعوب وتدمير الدول لفقدان الرشد السياسي ولكونهم اصبحوا ” دُمى ” في ايدي ولي ولي العهد السعودي الذي يبحث عن زعامة على جثث ودماء الأبرياء من اليمنيين الذين يفخرون بتاريخهم وحضارتهم الضاربة في أعماق التاريخ و يمثلون اصل العرب وسيوف الإسلام ، ومازلنا وسنظل ندفع الثمن الكبير في عصر انحطاط القيم واختلال الموازين وغياب العدالة الدولية ورغم ذلك فان النصر نراه قريب وسقوط آل سلول ومن والاهم قريب لان عدالة السماء تأبى الا ان يتم الله نوره .

وأخيراً :

لا تظلمن اذا ماكنت مقتدراً فالظلم أصله يأتيك بالندم

تنام عينيك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

قد يعجبك ايضا