ماذا تعرف عن الميثاق الملّي .. تلمود العثمانية الجديدة ؟

دام برس : دام برس | ماذا تعرف عن الميثاق الملّي .. تلمود العثمانية الجديدة ؟



الجمعة 18/1/2019 م …

الأردن العربي –
لتوضيح مفهوم (العهد الملي أو الميثاق الملي ) نوضح أنّه (قَسَمٌ ) يتضمن ستة بنود تمّ إقرارها عام 1920 عشية انهيار الكيان العثماني و في أواخر جلسات مجلس المبعوثان ، يهمنا من هذه البنود ما يتعلق بالحدود مع الجانب السوري و العراقي حيث تضم حدود الميثاق (كسب و جسر الشغور و إدلب و حلب و مناطق شرق الفرات و الجزيرة السورية و الموصل و كركوك .
إنّه يمينٌ أقسمه الأتراك و تركوه يتفاعل مع الزمن متحركاً بقوة العنصرية و الهمجية الإرهابية التي قام عليها أساساً الكيان العصملي .
اليوم و نحن نقترب من الذكرى المئوية لهذا الميثاق تتسارع خطوات العثمانية الجديدة المنبعثة على يد الاخونجي الإرهابي أردوغان حيث ساهم بكل ما يستطيع عبر الإرهاب الدموي الداعشي و فصائل الإرهاب الأخرى في تهيئة الظروف الموضوعية في الشمال السوري و العراقي لتنفيذ حدود التلمود العثماني .
إنّ مسألة التاريخ عند الصهيونية العثمانية الاردوغانية مهمة جدا فهو قد تعمد دخول (دابق ) في ذكرى دخولها من قبل السلطان العثماني قبل 500 عام و تعمد دخول مدينة عفرين و رفع العلم التركي فيها مع الذكرى المئوية لاندحار العثمانية و خروجها من عفرين في 18/3/1918.
اليوم تتسارع الأحداث بوتيرة عالية و تتضح معها آليات التنسيق الامريكي التركي الإسرائيلي لتدمير الدولة السورية بالضغط عليها من الشمال و الجنوب و إذا كانت الدولة السورية بجيشها الباسل قد تمكنت من تدمير كيانات الإرهاب داخل الجنوب السوري و بالتالي لجم و قطع الذراع الصهيونية التي مارست التدمير المنظم لجسد الوطن في محافظات الجنوب و تمكن جيش الوطن من تكسير أجنحة الحلم الصهيوني بالوصول للفرات عبر الجنوب غير أنّ رديف الصهيونية و مؤسسها العصملي و إرهابيوه مازالوا يعربدون في الشمال السوري من خلال أذرعتهم الدموية المجرمة فصائل ما يسمى الجيش الحر و جبهة النصرة و ما زال التنسيق الثلاثي الصهيوني التركي الأمريكي في مستوياته لتحقيق حلم الصهاينة الاتراك و اقتطاع الشمال السوري الذي يعتبرونه أرضاً تركية
و يعتمد الأتراك على ثلاثة قوى لتحقيق احلامهم التوسعية الاستعمارية
أولها : العمق الاستراتيجي الناتوي فتركيا هي الجدار العازل لهذا الحلف و صخرة الصدّ التي يعتمد عليها لامتصاص تفوق الشرق اقتصاديا و سياسيا و عسكريا على الغرب .
ثانيا فصائل الإرهاب الداعشي وغيره من نصرة و أحرار الشام و غير ذلك يدفع بها لتموت افتداء لحلم العصملي حيث قُتل من هذه الفصائل (71) ألف إرهابي على الأقل و حتى الآن .
ثالثاً (بعض)القوى الكردية بمسميات مختلفة حيث تعتبر ذريعة و سبباً وجيها من وجهة نظر قوى كثيرة في العالم ..فيتكرر سناريو عفرين بأسماء جديدة و تبقى هذه القوى تتخبط لا تعرف رأسها من ذنبها و لا تفهم دورها في اللعبة الامريكية التركية الصهيونية
إن سياسة التتريك المتبعة اليوم في مناطق سيطرة الفصائل الإرهابية التركية تجري على قدم وساق مع التغيير الديموغرافي الذي بُنيت عليه السياسة التوسعية التركية في القرنيين السابقين .
خاتمة
على الرغم من قتامة الصورة التي تم تظهيرها في المقال هذا غير أني أحب توضيح ما يلي
هذه الصورة بدت كذلك لأني ناقشت الرؤية العدوانية التركية و لم أتحدث عن قوى المقاومة و خطها و محورها ..
و في الواقع أعتبر الشعب السوري الذي قاوم أعتى عدوان إرهابي في التاريخ قادر من خلال أبنائه و وعية و إرادته و تمسكه بوحدته شعبا واحدا أن يدحر هذا المخطط و يدفنه في ذكراه المئوية و تحرير الارض السورية المغتصبة و على رأسها لواء اسكندرون ..
و على بعض القوى أن تدرك أن تجربة عفرين و نحن على أبواب مرور عام على بدء عملية (الخنجر المسموم )كما سماها أحد الرفاق يجب أن تدرك أن قضية عفرين كقضية تدمر او جسر الشغور ..هو مركب واحد في بحر من الطغيان ..و لا نصر لهذه القوى و لا بقاء لها و لا للوطن بغير الاندماج التام مع الرؤية الوطنية الشاملة تحت راية جيش الوطن جيش العزة و الكرامة الجيش العربي السوري
سوريا لن تركع
الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون – المقاومة السورية – حلب

قد يعجبك ايضا