الزعيم األتاريخي للامة.. والاختراق الاجنبي / عبد الحفيظ أبو قاعود

 

عبد الحفيظ أبو قاعود* ( الأردن ) الإثنين 13/7/2015 م …

الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية التي اعتمدتها حكومة الارهابي اسحق رابين عام 1976 ،التي جاءت على ضوء تقييم نتائج حرب تشرين /اكتوبر 1973؛استهدفت في شقها السياسي اقناع الرئيس المصري الراحل انور السادات عبر وزير الخارجية الامريكي كيسنجر باجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل وانهاء حالة العداء معها واخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني الى امد غير منظور،فكانت معاهدة “كامب ديفيد”1979، وملحقاتها؛” أوسلو1993، والعربة”1994 . الخطةالاسرائيلية ؛ أملت كل هذه “الخربطات”في مشرق الوطن العربي ومغربه!!،واسست منظومة التحالف الامني الاقليمي للدخول في عصر” العلوالصهيوني”،لاخضاع “الامة والملة” للنفوذ الاسرائيلي والاختراق الغربي المتصهين،وتعميم ثقافة التسوية لاجراء مصالحة مكشوفة مع”الدولة العبرية “في فلسطين المحتلة ، والارتهان الاقتصادي لمنظمة التجارة العالمية واذرعها الدولية والشركات متعددة الجنسيات وعابر ألقارات ،والحروب الاقليمية وبالوكالة والحروب الاحتلالية والكونية ،ونهب الثروات والمقدرات الطبيعية لخدمة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة وصولا ل”شرق وسط الكبير”بطبعة سايكس – بيكو متجددة . فالنفوذ الإسرائيلي والاختراق الاجنبي ل”الامة والملة “أصبحا يتحكمان في القرارات المصيرية ليس في دول الطوق فحسب ،بل تعدته إلى المنطقة والإقليم ،وأعطت دورا للمافيا الافسادية في كل ما يحدث في البلاد من “خربطات” مؤذية!! سواء التعدي على الحريات العامة وتحويل البلاد إلى بقرة حلوب لفئة “البزنس والإقطاع السياسي”،التي تمتلك الادوات والدعم الخارجي للمساهمة في تنفيذ الشطر الثاني من المؤامرة الاستعمارية لتفتيت المشرق العربي الى “شرق اوسط جديد” وفق المقاس الغربي المتصهين إلى كانتونات طائفية وعرقية وإثنية،بهدف مد المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة بشريان الحياة من جديد وبشرعية “يهودية الدولة “في المئوية الاولى ل”سايكس بيكو” !!!. معطيات جديدة بدأت تظهرعلى السطح وتتفاعل حول العالم منها؛ النتائج الأولية ومخرجات الحرب الكونية؛من سورية وعلى سورية ،وتلاشي القطبية الأحادية ،واستعادة روسيا لدورها الدولي بعودة القطبية الدولية المتعددة من خلال تكوين نظام دولي عادل جديد ،وانهيار منظومة التحالف الإقليمي، وتنامي محور”المقاومة”، وتهاوي النظام الإقليمي العربي” منظومة جامعة الدول العربية”. هل “الامة والملة” بحاجة إلى مخطط إستراتيجي “مايسترو “لإدارة الاركسترا السياسية في المشهد السياسي العربي لاستعادة “الامة والملة” دورهما الحضاري الانساني في عصر الربيع العربي ؟!!!. وهل تنامي المجموعات الارهابية التكفيرية في المشرق العربي ليمتد إلى كافة المناطق ؛مقدمة ليكون الاقليم على حافة صراع بين”هلال شيعي”و”قوس سني” إفتراضيين؟!!!. نتائج الحرب الكونية على سورية ومن سورية .واحتمال انكفاء الامبريالية الأمريكية إلى الداخل،وتفكيك قواعدها العسكرية الثابتة والمتحركة حول العالم،وخروج المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة من دائرة الحماية الامريكية والقضاء على ظاهرة الارهاب التكفيري؛ مسأئل حيوية ومهمة ،وتلعب دورا ريئسيا في رسم المستقبل العربي في تغييرالمسار التأريخي ل”ألامة والملة” ليكون لها مكانا تحت الشمس للانطلاق الى عصر التنوير العربي من خلال دورة حضارية انسانية ثالثه . غياب أوتغيب ووأد” المايسترو” مخطط ألمستقبل العربي ،الامر الذي يدعو الى البحث عن المنقذ والمخلص والزعيم التاريخي ل”ألامة والملة” في أعتاب الذكرى المئوية الاولى ل”سايكس-بيكو” 2016،لاعادة صياغة نظام دولي عادل ومتعدد الاقطاب والثقافات ، ويعيد الدور التأريخي المتجدد للمشرق العربي للخروج من حالة الانكساروالتبعية للاجنبي ،ويرسم افاق المستقبل للاجيال الاتيه للعيش في دولة مدنية ديمقراطية لها مرجعية دينية تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلميا. فالدولة الوطنية العربية أصبحت ممزقة مهددة بالتلاشي،والموارد العربية مستباحة،والقواعد العسكرية الأميركية قائمة ومنتشرة في العديد من المناطق العربية وخاصة في الخليج العربي ، و”القوى الثورية ” في عصر ما يسمى بالربيع العربي يتسابق بعضها في استدعاء الأجنبي والخارجي لمقارعة بعضها على الآخرأوغيرها،وإسرائيل تتدلل وتتدخل دون خوف حقيقي في اللحظة الراهنة. احتضان تيارسياسي عروبي عريض يسعي لإقامة دولة مدنية ديموقراطية ، تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلميا مع توافر شروطها اللازمة وأولها الاستقلال الوطني ـ القومي ، وتقوية الاقتصاد الوطني ،وحماية الكتلة الشعبية من الوهن والضعف ،وتحرير الاسلام من خاطفيه،وولوج عصرالتنوير العربي الجديد المناظر لعصرألتنوير الأوروبي ، تكون توجهاته تحرير الارض والانسان العربي بالغاء سايكس بيكو في ذكراها المئوية الاولى ،وانهاء النفوذ الاسرائيلي والاختراق الغربي المتصهين ،وانهاء دور منظومة التحالف الامني الاقليمي ،ووضع حد للاطماع التركية في المشرق العربي لعودة هيمنة السلطنة العثمانية من جديد عبر قوس سني افتراضي،يحتاج الى “مايسترو” زعيم وطني تأريخي. تمكين”الامة والملة” من المضي في العمل على المسارالسليم بالعمل على تقوية التوجه الوطني ـ القومي التقدمي اجتماعياً واتخاذه منارة لتحديد الاتجاهات الصحيحة وترتيب الأولويات القومية,،بهدف استئنــاف التطور الحضاري العربي ،ومنعاً لاختطـــاف الاسلام على يد مدعي التغريب “الدواعش” بزيف دعوى احتكـــار الانتـــماء الحضاري ل “ألامة والمله”، بالانفراد أو التفرد المزعوم ؛ يوجب التصدي ومواجهة النفوذ الاسرائيلي اولا ،والاختراق الاجنبي المتعاظم في البلاد العربية والاسلاميةثانيا،بحيث أصبحت الولايات المتحدة الامريكية ؛الامر والناهي ،ومرجعية القرار السياسي والاقتصادي العربي والاسلامي،وإسرائيل غائبة حاضرة في الحياة العامة العربية والاسلامية ،وتعلن عن شراكات إستراتيجية مع ممالك ومشيخات في الخليج، ناهيك عما توفره اتفاقيات كامب ديفيد والعربة واوسلومن نفوذ وتدخل في الحياة العامة العربية في دول الطوق والخليج العربي. هل يتبلور في التاريخ العربي المعاصرعقد اجتماعي يطرحه زعيم وطني تاريخي لاعادة صياغة الحياة السياسية في البلاد العربية من جديد وفق رؤية شاملة ومتوازنه لدولة إتحادية مركزية مدنية ديمقراطية في بلاد الشام وأرض الرافدين تكون لها مرجعية دينية؟!!!. فقد أصبحنا نرى فرق الاركسترا السياسية في البلاد العربية، تدار من قبل المافيا إلإفسادية مباشرة وعبر وصفات إرشادية من غرف مغلقة في السفارات الأمريكية والاسرائيلية في الإقليم،ومحطات المخابرات الأمريكية المركزية في القواعد الثابتة والمتحركة حول العالم،والموساد الاسرائيلي. هل أصبح إحياء دور”المايسترو” مطلوبا لاستعادة امتلاك أوراق اللعبة الدولية لولوج”الدورة الحضارية الانسانيةالثالثةل”ألامة والملة”،وبات أمرا ملحا وضروريا ليطرح مبادرة لإعادة صياغة الحياة السياسية والعامة من جديد وفق عقد اجتماعي جديد يؤسس للتناوب السلمي على السلطة في دولة مدنية ديمقراطية في المشرق العربي؟!!!. هل الزعيم الوطني التاريخي المنتظركان السباق بطرح معادلة عقد اجتماعي على امتداد الوطن العربي الكبير لدولة مدنية ديمقراطية لولوج مبدأ التناوب السلمي على السلطة؟!!!. الخلاصة والاستنتاج؛ الزعيم الوطني ألتاريخي المنتظر.. طرح مبادرة شهيرة لحل المسألة السورية؛ شكلت منارة لانطلاقة جديدة في العمل السياسي العربي لتعيش”الأمة والملة “إرهاصات الدورة الحضارية الانسانية الثالثة، تمهد الطريق لنظام دولي عادل،وليكون لهما ؛مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات ، يحترم الاقوياء وألضعفاء على حد سواء.فالزعيم الوطني والقائد التاريخي المنتظر ،هو؛”مايسترو”مستقبل “ألامة والملة” ،هو؛بحق المخطط الاستراتيجي” ليطرح مشروعه العظيم؛مشروع العقد الاجتماعي لبلاد الشام وارض الرافدين أولا،ليكون الأنموذج لعرب بلاد الشام وارض الرافدين في دولة مدنية ديمقراطية تتناوب مكومانها السياسية والاجتماعية السلطة سلميا،يعيد ل”الامة والملة”أمجادها لحاضرومستقبل تليد ثانيا وذلك من خلال:- – عقد اجتماعي جديد ل”الامة والملة” اللتان تنشدان الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية ؛يؤسس لمشروع دولة عربية موحدة في بلاد الشام وارض الرافدين؛ عاصمتها دمشق قلب العروبة النابض،ومقدمة لإلغاء مخرجات إتفاقية سايكس- بيكو،ودفن مؤامرة الشرق الأوسط الجديد في الذكرى المئوية الاولى لها في عام 2016 . – دولة مدنية دمقراطية تتناوب مكوناتها السلطة سلميا ذات مرجعية دينية ، هي ؛الطريق السليم لولوج عصرالتنوير العربي عبر دورة حضارية انسانية ثالثة ل”الملة والامة “. – الاستراتيجية الدفاعية القتالية لمحور المقاومة العربي الاسلامي للتحرير،الهادفة الى التحام جيوش ومجاهدي محور المقاومة مع الجيش العربي السوري للقضاء على المشروع التكفيري الارهابي”الدواعش” ؛هي المحورالرئيس لاستراتيجية الزعيم الوطني التأريخي المنتظر لتحرير الارض والانسان العربي في فلسطين المحتلة. – عصرالتنويرالعربي المقبل لدورة حضارية انسانية ثالثة ل” الامة والملة”؛عنوان رئيس وعريض في فكر وتفكير الزعيم الوطني التاريخي المنتظرفي الذكرى المئوية الاولى ل”سايكس بيكو في عام 2016. – ادارة الصراعات مع الاخربعبقرية وحكمة الفاروق ودهاء معاوية،ويدرك ترتيب الاولويات في القضايا القومية؛هي ؛احدى المهمات الاساس للزعيم الوطني التاريخي المنتظرفي عصرالتنوير والتحرير.

* صحافي ومحلل وناشط سياسي

قد يعجبك ايضا