عدوان فرنسي صهيوني على لبنان / غالب قنديل




غالب قنديل ( لبنان ) الخميس 27/12/2018 م …
خبران مهمان برزا اليوم :تصريحات مانويل ماكرون من أفريقيا التي اتهم بها حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية والعدوان الصهيوني المتجدد من الأجواء اللبنانية على الشقيقة سورية.
خبران يشيران بكل أسى إلى اننا بلد منقوص السيادة بسلطة سياسية خاضعة ومتفرجة حتى اليوم رغم اننا بلد المقاومة البطلة التي دحرت الاحتلال الصهيوني بتلاحمها مع الجيش اللبناني الباسل بضباطه وجنوده الذين برهنوا في السنوات والأشهر الماضية عن استعداد كبير للتضحية وبذل الغالي والنفيس دفاعا عن الوطن والشعب لكنه العطب المتمادي في الإرادة السياسية للحكومات المتعاقبة.
أولا يستمر التمادي الصهيوني في العدوان على لبنان وخرق سيادته أرضا وبحرا وجوا بينما تصمم السلطة السياسية على خضوعها المستمر للوصاية الأميركية التي تحظر تنويع مصادر سلاح الجيش الوطني وتمنع تزويده بأنظمة الدفاع الضرورية لردع العربدة الصهيونية حيث لا تكفي قدرة الردع الصاروخي المتصاعدة لدى المقاومة التي ترعب العدو وتمنعه من المغامرة بشن حرب جديدة ضد لبنان وحيث بات الجيش المظلوم والمحروم أسيرا للمشيئة الأميركية التي تحمي مخلب الاستعمار وقاعدته العسكرية المدججة إسرائيل.
الخضوع اللبناني للابتزاز الأميركي والغربي يتجسد بصورة مشينة في رفض الهبات التي عرضت علينا لتعزيز قدرات الجيش والقابلة للتوسع بتزويد جيشنا الأبي بشبكات الدفاع الصاروخي جوا وبحرا وبصورة تتكامل مع شبكات المقاومة الرادعة وباتفاقات تعاون مع إيران وروسيا التي باتت جارة للبنان تتواجد وحداتها المقاتلة على الساحل السوري وفي حوض المتوسط قبالة الشواطئ السورية اللبنانية بينما تمنع  الوصاية الأميركية على حكومتنا توقيع أي اتفاق للتعاون مع الأسطول الروسي رغم ما يوفره ذلك من تعزيز لقدرات الدفاع عن السيادة المنتهكة بينما اعلنت إيران غير مرة عن استعدادها التام لتقديم مستلزمات الدفاع الوطني التي يحتاجها الجيش اللبناني لمجابهة العدوان الصهيوني المستمر.
ثانيا تستمر الاستباحة الصهيونية للأجواء لبنان بقصد العدوان على سورية والحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ انطلاق الحرب الاستعمارية  الصهيونية الرجعية ضد الشقيقة سورية مصممة على تعطيل جميع فرص التنسيق الدفاعي مع الجيش العربي السوري وتدير ظهورها لإمكانية كبيرة يتيحها هذا التنسيق بعد نجاح الشقيقة السورية في إعادة بناء دفاعاتها الجوية وتمكنها من ردع العدو الصهيوني وحيث أثبتت فاعلية حاسمة في التصدي لغارات العدو بطيرانه الحربي وبصواريخه من الأجواء اللبنانية وحيث يمكن بالحد الضروري من التنسيق اللبناني السوري إقامة جدار دفاعي واحد يحمي الأجواء اللبنانية السورية الواحدة وقد تحول الموقف اللبناني تسهيلا صامتا للعدوان الصهيوني على سورية.
إن أي وطني تحرري لبناني متمسك باستقلال والسيادة الوطنية يشعر بالعار المشين من هذه الوضعية التي تكبل جيشنا الوطني وتحرمه من ادوات الدفاع الوطني لمجرد تحصن بعض الساسة بأحقادهم وكراهيتهم وبرهاناتهم العدائية الخائبة اتجاه سورية وقيادتها تنفيذا للمشيئة الأميركية ولارتهانهم إلى وصاية سافرة تحدد لهم الممنوعات على حساب مصالح لبنان العليا واستقلاله.
ثالثا تصريحات مانويل ماكرون عن تشكيل الحكومة هي تدخل معلن وقبيح في شؤون لبنان الداخلية وهي تحريض ضد قوة سياسية شعبية لبنانية أثبتت انها الحريص على المصالح اللبنانية العليا وعلى وحدة اللبنانيين كما هي المقاومة التي حمت شرف وحياة جميع اللبنانيين بتصديها للعدو الصهيوني وبردعها للعنجهية الصهيونية وبفاعليتها الحاسمة في التصدي للغزوة التكفيرية وفي الأمرين كانت السياسة الفرنسية مكرسة لدعم المعتدين على لبنان ففي جميع حروب إسرائيل كانت فرنسا شريكا رئيسيا في المظلة الدولية الداعمة بقيادة الولايات المتحدة كما كانت شريكا رئيسيا في دعم واحتضان حشود القاعدة وداعش التي هددت بلدان الشرق العربي وخصوصا سورية ولبنان والعراق.
ما هو شان ماكرون بتشكيل الحكومة اللبنانية ؟ وماذا لديه فيها غير عمولات قروض سيدر المشؤومة؟ وماذا يريد من استهداف حزب لبناني والتهجم عليه بسبب مواقفه السياسية في شأن لبناني داخلي خالص هو تشكيل الحكومة ؟ وكلام ماكرون ليس سوى الصدى لتصريحات اميركية صهيونية تستهدف حزب الله وهو كذلك فاتورة مدفوعة لقاء اموال الحكومات الرجعية العربية المشاركة في دعم الكيان الصهيوني وفي الحرب على سورية.
هل سيتصرف المسؤولون اللبنانيون بما يمليه الحد الأدنى من اعتبارات الدفاع عن السيادة والاستقلال ام انهم ملتزمون بالخرس المعيب على تدخل ارعن مكشوف الأهداف في شؤون البلد الداخلية وعلى استمرار العدو في التطاول على السيادة ؟ لاشك ان السيد ماكرون القادم إلى الإليزيه من غولدمان ساكس يريد القاء القبض على القرار اللبناني بتفويض اميركي ولذلك تزعجه مواقف حزب الله المناضل والملتزم بمنع إلحاق لبنان بمنظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية في المنطقة.

قد يعجبك ايضا