الاردنيون يستذكرون الشهيد معاذ الكساسبة في الذكرى الرابعة لاستشهاده




الثلاثاء 25/12/2018 م …

الأردن العربي – محمد الخوالدة – مرت يوم امس الذكرى الرابعة لاستشهاد الطيار العسكري الاردني معاذ الكساسبة الذي سقطت طائرته الحربية اثناء مهمة في اطار التحالف الدولي يوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر 2014 لقصف مواقع تنظيم داعش الارهابي في منطقة الرقة بسوريا ، فهبط بالمظلة في نهر الفرات حيث اسره ارهابيون من هذا التنظيم.
وظل رحمه الله محتجزا لدى التنظيم الارهابي الى ان تم في الحادي والثلاثين من شهر يناير يناير 2015 اعدامه بمشهد بشع هز وجدان العالم قاطبة بشعة اثارت مشاعر العالم ، وقد بذلت الدولة الاردنية جهودا حثيثة للافراج عنه الا ان التنظيم الارهابي وجريا على عادته في الاجرام والتجرد من الانسانية افشل كل هذه الجهود .
واذا كان ماحصل للطيار معاذ قد ادمى قلوب كل الاردنيين وذوي الضمائر الحية في العالم فاني لفقده رحمه وقع اكثر ايلاما لدى اسرته واصدقاء معاذ ومحبية وما اكثرهم .
وفي هذه المناسبة كتب شقيق معاذ المهندس جواد الكساسبه يقول :
“عام 2014 و في مثل هذه اللحظات تماما كنت في سهرة في بيت أحد الاقارب و دق جرس هاتفي لتكون هذه الدقة و هذا الاتصال و هذه الكلمات آخر ما سمعته من فم الشهيد البطل معاذ الكساسبة.
كان حينها يحدثني عن موضوع شخصي كنت قد طلبته منه و هو عبارة عن اغراض يجلبها لي معه خلال إجازته المقبلة التي لم تأتِ.
واضاف لاحظت أنه غير مرتاح خلال الحديث و استفسرت منه عن سبب عدم إرتياحه فحدثني بقلب الاخ أنه تكلف بمهمة غريبة عليه قليلا و لا اخفي أنه كان لحظتها في حالة من الريبة و حتى أنه استعجل بإنهاء المكالمة لأن هاتفاً جاءه من قائده لكي يعطيه تعليمات لم أعرف ماهيتها لحظتها لكنه قال سأعود اكلمك و لكنه لم يعد الى الان.
لا أنكر على نفسي و لا على غيري انني قد تسللت الرهبة و الخوف و الارتياب مما سمعته من الشهيد و قد لاحظ ذلك من كنت في ضيافتهم عند عودتي للجلسة رغم أنني غادرتهم عند الحديث ، .امضينا ليلتنا و لم يعد للحديث معي و لكنه كان قد تحدث مع إحدى اخواته البنات و التي تحتفظ بحديثه الى الان.
“وتابع” المهندس جواد :كان من ضمن حديثه لي تلك الليلة أنه سيخرج بمهمة فجر الغد بمرافقة أحد زملائه و أنه سيكون القائد و غير ذلك مما لا ارغب ذكره و انطلقنا الى الدوام في الصباح و يشهد الله اني لم أكن مرتاح لكن لم يخطر ببالي و لو للحظة انني سوف اسمع خبرا بعد أقل من ساعتين يهتز له العالم، و بدأت الاخبار بالتوارد و كنت انا انتظر سماع اسم معاذ و لكني لا اريد ذلك رغم اني اعلم علم اليقين أنه هو من كان في هذه المهمة و هو أخبرني بذلك و لكن قلت لربما أنه ليس هو و لا أنكر أنني كأخ لا اتمنى لأي اخ أن يتلقى ضربة على الرأس كضربتي بمعاذ لذلك لم اكن أريد سماع الاسم رغم انني اعلم انه هو و نزلت الصاعقة على أذنيّ و اصابني انهيار كامل و لا اريد أن اعيد الأحداث لاني ذكرت كثيرا حولها.
قبل ايام كنت برفقة ابنتي ميرا في السيارة و هي تطلب أن تستمع إلى الفيديو و تلعب بالهاتف شأنها شأن كل الاطفال و قبل أن اعطيها اسمعتها قصائد قيلت في عمها البطل الشهيد و الله كانت صامتة تماما و هي تستمع دون أن تعترض و هي الطفلة التي لا يستهويها الشعر على وجه التأكيد بينما أنا ذرفت بعض الدموع و عندما انتبهت لي و هي تجلس بحجري و انا أقود السيارة حتى داخل شوارع عمان فقالت لي:
بابا ليش بتعيط انت زلمة ما بصير فوجدت أن الطفلة اقوى شكيمة مني في حضرتك يا معاذ الكساسبة ف والله لو ذرفت دموعا بقدرك لنشف ماء جسدي و لم اوفيك حقك كيف لا و انت صاحب المواقف و صاحب الشومات.
الحديث كثير يا بطل و لكني اجزع من الوقوف في حضرتك كثيرا
معاذ يا منية الابطال في اليوم العظيم، هذا أحد الابيات التي قيلت فيك في بيت مدربك في الطيران رحمك الله يا صديقي.

قد يعجبك ايضا