رايخ الماني اختفى في الاربعينات ورايخ امريكي يتبلور / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري  الربيعي ( العراق ) الإثنين 6/7/2015 م …

اتفق معسكران  متناقضان  كما هو معروف ايديولوجيا  وخصمان  بل عدوان لدودان  لبعضهما البعض على التعاون   لمواجهة المانيا الهتلرية في الحرب الكونية التي وضعت اوزارها عام 1945 بالحاق الهزيمة ب” هتلر” حيث جرى تقسيم  اوربا بعدها بين الطرفين في مؤتمر عقد في يالطا بحضور زعماء الدول المنتصرة وفي مقدمة تلك الدول روسيا بزعامة  الرئيس جوزيف ستالين وبريطانيا بزعامة تشرشل والولايات المتحدة التي شاركت في الحرب عند نهاياتها فكان انزال النورمندي لكن الجزء الاكبر من الحرب والضحايا تحملته روسيا التي قدمت اكثر من 20 مليون شهيد تضاهي  اعداد الذين يتحدثون زورا عن محارق وهمية وهاهي روسيا وشعبها المناضل  باتت تخضع للابتزاز الامريكي الان وهو  ابتزاز  يذكرنا بابتزاز النازي ولم نعد نرى سوى ان ممارسات رجالات ” البيت الابيض” تذكرنا بممارسا رجالات الرايخ

اتفق المعسكران  الشرقي والغربي  لشعورهما بان المانيا النازية ارادت ان تهيمن على العالم وهاهي الولايات المتحدة تتخذ ذات الخطوات التي  اتخذتها المانيا الهتلرية في التعامل مع الدول الاخرى  منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991  وحتى هذه اللحظة  واخيرا اقرت روسيا التي لطالما تحدثت عن” شركائها” الاوربيين وعن الولايات المتحدة الامريكية باعتبار انها   تقود هؤلاء الشركاء تحدثت اخيرا وبصراحة  عن ” عقيدة امريكية عسكرية عدوانية” وهذه  المرة الاولى التي تصف فيها موسكو العقيدة العسكرية الامريكية ب” العدوانية”.

 وللتدليل على عدوانية واشنطن التي لاتختلف عن عدوانية برلين الهتلرية في   الاربعينات لايحتاج الى شهود  لان ممارسات الولايات المتحدة طيلة السنوات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي تؤكد ذلك  والخطوات التالية التي اتخذت بعد انهيار الاتحاد  السوفيتي  والتي تستهدف    الانفراد بالقرار الدولي  ومحاصرة   روسيا  تعد دليلا واضحا على عدوانية واشنطن .

 من تلك الخطوات توسعة  حلف شمال الاطلسي ناتو الذي لم تعد له ضرورة بعد اختفاء ” حلف وارسو” عام 1991  عقب الانهيار  السوفيتي بل ذهبت واشنطن الى ابعد من ذلك عندما توسعت عسكريا شرقا لتضم دول البلطيق الثلاث استونيا  ولتوانيا ولاتفيا التي تعد خاصرة روسيا الشمالية  ثم توجهت الى  دول اخرى مثل الجيك  وبولونيا لاقامة منظومة الدرع  الصاروخية في اوربا بحجة حماية اوربا من الصواريخ الايرانية وهي كذبة مفضوحة تدلل على ان قادة  البيت الابيض ” كذابون حتى النخاع”” لايختلفون عن مسيلمة”  ولم تكتف واشنطن  بوجود قواعدها العسكرية في كورية الجنوبية واليابان والمانيا التي فرضت عليها واشنطن  ان تتحول بعض مدنها الى  قواعد ” امريكية عسكرية” ووصل الحال الى ان تعلن المانيا مرارا عن امتعاضها  من عمليات تجسسية امريكية على  كبار المسؤولين  في المانيا  التي تشهد تظاهرات دوما ضد الوجود العسكري  الامريكي وبالذات ضد النفايات  النووية الامريكية بعد ان حولت الولايات المتحدة الامريكية جزءا من اراضي  المانيا الى ” مزبلة للنفايات النووية” ماذا عن ” العراق” وغيره من  الدول التي دنست احذية عساكر واشنطن اراضيها ؟؟.

 ولايغرنكم الامر  وحتى بريطانيا” التي كانوا يسمونها” العظمى” باتت تنفذ مايخطط له البيت ” الاسود” فهل ننسى غزو العراق  وتبعية  حكومة بليرالذيلية “    كما ان  للوجود العسكري  الامريكي في دول اخرى مثل ايطاليا اما الشرق الاوسط فحدث ولاحرج اساطيل جوالة وقواعد عسكرية ثابته .

 وللتذكير فقط فان واشنطن كانت قد غزت جزيرة غرينادا في الثمانيات واستحوذت على الجزيرة وشردت حكومتها الوطنية  واستخفت بكل القرارات الدولية التي وضعت على  رفوف  البيت الابيض عندما غزت  العراق وافغانستان”.

اما كل هذا الذي اوردناه  مدعاة  للاشارة على ان هناك ” رايخا” جديدا ظهر للوجود  بعد اختفاء الرايخ الالماني ” ظهر في البيت الابيض تقوده الادارات الامريكية سواء كانت جمهورية ام ديمقراطية   وان هذا الرايخ  الجديد المستهتر والمستخف بالشعوب  يتطلب وجود معسكر يقف بوجه  وبوجه  حلفائه مثلما وقف العالم ضد الرايخ وحلفائه في اليابان وايطاليا خلال الاربعينات ويكبح  جماحه  خاصة وان روسيا وعلى لسان الرئيس بوتين اكدت ان هناك ” عقيدة امريكية عسكرية عدوانية” مما يعني انتفاء الحاجة الى تسمية” شريك او شركاء” .

 ان المعسكر موجود وبقوة عسكرية لايستهان بها فضلا عن وجود قدرات اقتصادية هائلة في ” الصين وروسيا الى جانب دول اخرى انضوت تحت مسمى ” دول بريكس” وحتى  بعض من الدول التي تناهض المشروع الارهابي الامريكي الخليجي الذي يعبث في منطقتنا لوضع حد لصلف واشنطن وحليفاتها الغربيات .

فهل  ستتحرك هذه الدول  قبل فوات الاوان لتفويت الفرصة على” رايخ العم سام” ودواعشه وداعميهم من حكام خونه في المنطقة ؟؟

قد يعجبك ايضا