شهداء فلسطين … خمس وثمانون عاماً إنقضت على استشهاد الأبطال الثلاثة / محمد العبدالله

 

محمد العبدالله ( فلسطين ) الأربعاء 17/6/2015 م …

النجوم الساطعة في سماء الوطن

الذين أعدهم المستعمر البريطاني في سجن مدينة عكا 17 / 6 / 1930

 عطا الزير / صفد      

محمد جمجوم / الخليل     

فؤاد حجازي / الخليل                         

بابتسامة الواثق بالنصر وبعدالة قضيته التي ضحى من أجلها، قابل فؤاد حجازي، جلاده. كان الأول الذي اقتيد لمنصة الإعدام. لكن محمد جمجوم  أصر على مزاحمة عطا الزير الذي كان مقرراً ان يكون ثانيهم ليتغلب عليه، ويفوز بالشهادة ،قبله.

في الوصية التي تركها فؤاد حجازي، نقرأ:

—————————————————–

_ في اليوم السابق لموعد إعدامهم، سمحت لهم حكومة المستعمرين البريطانيين، بكتابة رسالة، وجهوها لـ” سليم عبد الرحمن” إحدى الشخصيات الوطنية،  جاء فيها :

(…الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، الا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وان تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للاعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر).

*خلد الشاعر ” إبراهيم طوقان ” الشهداء الثلاثة بقصيدته التي حملت عنوان : الثلاثاء الحمراء… وفيها :

وطـن يسيـر الـى الفـنـاء بــلا رجــاء

والــداء لـيـس لـــه دواء الا الابـــاء

ان الابـاء مناعـة ان تشتمـل

نفس عليه تمت ولّما تقهر

*أما الشاعر الشعبي ” نوح إبراهيم ” فقدم مرثية للأبطال الثلاثة، جاء في مقدمتها :

من سجن عكا وطلعت جنازه

محمد جمجوم وفؤاد حجازي

وجازي عليهم يا شعبي جازي

المندوب السامي وربعو عموما

———————————————————

لم تتوقف تداعيات هبة البراق” العفوية” ( آب / أغسطس 1929 ) التي تفجرت في القدس عند حدود المدينة ، بل تعدتها لتصل لعشرات المدن والقرى والبلدات. وكأمثلة، وليس للحصر، فقد شهدت مدن( نابلس والخليل وبيسان وصفد ويافا وحيفا ) أعنف المواجهات بين العرب واليهود ، كانت حصيلتها مفاجئة لحكومة الانتداب البريطانية ، فقد سقط من اليهود في جميع هذه الأحداث (133) قتيلاً و(339) جريحاً. ومن العرب (116) شهيداً و (232) جريحاً.

كانت بنادق ورشاشات وقذائف الجيش البريطاني تفتك بالمواطنين العرب. ومن لم تصبه رصاصات عساكر المستعمر ، تمت ملاحقته واعتقاله وزجه بالمعتقلات . وقد تعرض أكثر من تسعمائة عربي وحوالي مائة يهودي، للمحاكمات، التي أصدرت بحقهم أحكام قاسية ، منها إعدام (26) شخصاً بينهم (25) عربياً ويهودي واحد. وقد اضطرت سلطات الانتداب تحت الضغط الشعبي وتدخلات بعض الهيئات الرسمية العربية والدولية لتخفيض أحكام الإعدام  إلى ثلاثة هم: عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي .

كشفت هبة البراق التي شكل الفلاحون والمهمشون وبعض المتعلمين في المدن والقرى، قواها وحاملها الاجتماعي،عن غياب/صمت كامل للأحزاب والقوى الممثلة للإقطاع السياسي والعائلي و ” الوسطاء والسماسرة ” ، وعن ضعف واضح في بنية القوى والأطر الأكثر ثورية وجذرية. وعلى ضوء ذلك، وأمام إصرار بعض الشباب على مواجهة الهجرات اليهودية المتزايدة، التي توفر لها حكومة الانتداب  كل الدعم والتأييد. وفي محاولة لملء الفراغ في ميادين الصراع، ظهرت بعض ” الزعامات المحلية” التي حاولت ” لملمة ” عشرات الشباب بإطارات محدودة، تفتقر للخبرة والوعي والتدريب ،لمواجهة خطط التوسع اليهودية، من خلال عدة عمليات عسكرية . لكن الفردية والعفوية ، وشدة البطش والقمع الذي ووجهت به تلك الظواهر كـجماعة ” الكف الأخضر في مناطق صفد وعكا”، سارعت في تفككها وتلاشيها .

                                                                                                                            

 

 

قد يعجبك ايضا