تظاهرات البصرة المشروعة والاهمال الحكومي واصابع الاجنبي / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن مظاهرات البصرة

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 8/9/2018 م …




لاشك ان التظاهرات التي اندلعت في محافظة البصرة ومحافظات عراقية اخرى في جنوب ووسط العراق  هي تظاهرات  مشروعة  اذا استثنينا اعمال الشغب التي تقف وراءها ايادي   مخابراتية اجنبية .

مشروعية تلك التظاهرات تاتي بعد ان عجزت  الحكومات المحلية والاتحادية بل  تجاهلت وحتى نعمدت اهمال  مطالب  مهمة تمس حياة المواطنين  واوصلت الحال الى ما هو عليه الان  ليس في البصرة وحدها بل في عموم العراق.

لكن الشيئ المثير للاستغراب ان محافظات الغرب والشمال العراقي التي تعيش هي الاخرى اوضاعا  بائسة  وتتحكم بها شخصيات منتفعة من الماساة العراقية  بقيت تتفرج ولاندري ان كان هذا  الموقف اللاابالي ناجم عن شماتة ام ان غرب وشمال العراق يشعر بالسعادة في ظل ممثليه”  في السلطة الحاكمة وبرلمانها الهزيل  منذ الغزو والاحتلال  ”   ضمن ” جوقة اللصوص” الذين تمادوا واستخفوا بالعراقيين في ظل مسرحية انتخابات مزورة هللت لها الولايات المتحدة في اطار ” ديمقراطيتها  الزائفة ”   وفي ظل دستور مشبوه تعد جل بنوده مجرد الغام وهاهو اللغم يتفجر في البصرة لجرها وبقية المحافظات  الجنوبية الى حرب بل” عرقنة ” تلك الحرب  لتكون شبيهة  بحرب لبنان  التي اوصلت البلاد الى مانشهده الان ” بلد بلا حكومة” ولا مؤسسات  وحتى اكداس النفايات  تتحكم بها المحاصصة .

ان من وضع الدستور العراقي ” الفخ” كان يخطط لذلك وهاهي نتائج هذا الدستور الذي لم يمسه احد رغم مخاطره منذ اليوم الاول الذي جرى فيه تسمية رئيس  جمهورية كردي وتحديدا من الاتحاد الوطني الكردستاني وليس من  سواه من الاحزاب الكردية مما جعل الكر يتدافعون بالمناكب من اجل هذا المنصب الى جانب الحصول على  مناصب سيادبة اخرى وتجكم  عائلة  ” بارزاني” في الموارد وتحول الشعب الكردي الى شعب يبحث عن رغيف الخبز حاله حال بقية العراقيين في المحافظات العراقية الاخرى.

واصبح وفق  الدستور المسخ  رئيس الحكومة” شيعيا” ورئيس البرلمان “سنيا”  وتحول العراق الى اشبه ب” الدويلات”  المقسمة على اسس ” طائفية” وقومية  وبعد كل هذا الدمار  والتشرذم ياتي من ياتي  من ذات الوجوه القميئة ويتحدث عن ” حكومة عابرة للطائفية  لكن بعد  خراب البصرة وفق ” المثل العراقي”.

وبما ان  التظاهرات كانت عفوية وليست منظمة يصبح والحالة هذه من السهل الاندساس في صفوفها واخراجها  عن اهدافها المشروعة وهو ماحصل حيث جرى حرق وتدمير  منشئات هي اصلا تابعة للعراق ولشعبه وليس للسلطة الحاكمة المنبوذة من جميع العراقيين  ولا  للاجنبي كما تم حرق مقار تابعة لجماعات شاركت في الحشد الشعبي من اجل التخلص من ” الارهاب” وداعميه   فضلا عن  استشهاد عدد من المتظاهرين برصاص حي اطلق من قبل جهات   امنية وغيرها .

في الوضع العراقي الذي تعبث فيه  اجهزة استخبارات اجنبية ووجود سفارات  يصل عدد العاملين فيها الى ” الالاف”” السفارة الامريكية ” مثالا ان   معظم  هؤلاء الجواسيس يعملون تحت الغطاء الدبلوماسي   يصبح  من    اليسر التحكم باية  تظاهرة عفوية وحرفها عن سيرها   وهدافها المشروعة   من اجل  الحاق الضرر بالذين يطالبون بحقوق مشروعة حتى لو وصل الحال للمطالبة باسقاط الحكومة الفاشلة سواء في المركز او  الحكومة المحلية.

ان التدخل الامريكي السافر والعلني في  مسالة فرض رئيس للحكومة في  العراق ينفذ الاجندات الامريكية  هو ما لمسنا عندما تحولت بوابة ” السفارة الامريكية” في المنطقة الخضراء ” وهي  بمثابة  دولة داخل الدولة نظرا لحجمها  والعدد الهائل  من العاملين فيها ”  تحولت  الى اشبه بالبوابة المقدسة التي يحج لها ” نواب” في “برلمان المسخرة”.

وتجري عملية  نقل هؤلاء ” النواب” بسيارات تابعة للسفارة  علنا ان كل  ذلك يؤكد  امكانية تحريك جماعات بعينها لارتكاب افعال تتنافى ومفهوم التظاهرات السلمية وهو ما حصل في البصرة وانتبهت له  لجنة التنسيق مؤخرا  عندما  وقعت اعمال تخريب متعمدة  في المحافظة استهدفت اطرافا محددة  بعينها دون سواها.

ان الكل يعرف ان  ايران ليست وحدها التي تتدخل في الشان العراقي بل ان هناك اطرافا اخرى وفي مقدمتها بريطانيا  الولايات المتحدة التي تتواجد قواتها العسكرية على ارض  العراق في الغرب والشمال  وتحدبدا قرب بغداد في مناطق التاجي وسط صمت حكومي فضلا عن تدخل دول الجوار العراقي الاخرى في الشان العراقي ولن نستثنى احدا بعد ان تحول العراق الى  ” الرجل المريض ” في المنطقة بسبب هؤلاء المتسلطين  على الحكم منذ غزوه واحتلاله عام 2003 وحتى الان

 

قد يعجبك ايضا