البرازيل ترفض قبول سفير تل أبيب كونه مُستوِطنًا و مدارس البرازيل ترفض الرقص تحت شعارٍ إسرائيليٍّ




 الخميس 16/8/2018 م …

الأردن العربي – كتب زهير أندراوس –

في الوقت الذي تقوم دول عربيّة وإسلاميّة بالهرولة نحو التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وفي الوقت الذي تُشارك البعثات الرياضيّة من تل أبيب في بطولاتٍ تجري في دولٍ خليجيّةٍ، في هذا الوقت بالذات، تتلقّى الدولة العبريّة الصفعة تلو الأخرى من دولٍ غربيّةٍ، بسبب سياستها العدوانيّة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ، وبشكلٍ خاصٍّ في قطاع غزّة المُحاصَر، فمؤخرًا ‘لنت العديد من المدن الرئيسيّة في كلٍّ من إسبانيا وإيطاليا عن مُقاطعة إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها، وطالبت في الوقت نفسه بفرض حظرٍ عسكريٍّ عليها في مجال تجارة الأسلحة.

وكانت البرازيل، وجهّت صفعةً مُدّويّةً ومُجلجلةً لتل أبيب السنة الماضية، عندما رفضت قبول تعيين داني ديّان، سفيرًا لإسرائيل، لكونه من غلاة المستوطنين، وحاولت وزارة الخارجية التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو ثني البرازيل عن قرارها، إلّا أنّ مساعيها باءت بالفشل، وبقي المنصب شاغرًا عدّة أشهر على أملٍ بأنْ تُغيّر البرازيل قرارها، إلّا أنّه في ناهية المطاف، اضطُرّت تل أبيب لتعيين سفيرٍ آخر مكان المستوطِن ديّان، الذي تمّ تعيينه قنصلاً لإسرائيل في مدينة لوس أنجلس الأمريكيّة.

واليوم الخميس، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في الخارجية الإسرائيليّة، كشفت النقاب عن إخفاقٍ سياسيٍّ آخر كان من نصيب دبلوماسيّة تل أبيب، حيث رفضت جميع مدارس رقصة السامبا البرازيليّة- التقليديّة تبنّي اسم إسرائيل خلال الكرنفال الذي يجري سنويًا في الدولة.

وبحسب المصادر عينها، تابعت الصحيفة، باشرت سفارة تل أبيب قبل عدّة أشهر بحملةٍ هدفها إقناع أحدى مدارس السامبا بتبنّي اسم إسرائيل خلال المهرجان، لأنّه يستحوذ على اهتمامٍ كبيرٍ من وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة، وبالتالي فإنّ خطوةً من هذا القبيل ستُساهم في تحسين صورة إسرائيل، المُشوّهة أصلاً.

وتابعت المصادر قائلةً إنّ الجهود الإسرائيليّة بُذلَت ضمن احتفال الدولة العبريّة بالذكرى السبعين لإقامتها، مُعتبرةً أنّ هذا المشروع في تل أبيب كان بالنسبة للخارجيّة رأس الحربة، ولكنّ الرياح لا تجري كما تشتهي سفن دولة الاحتلال، فبحسب التقرير السريّ الذي أرسله القنصل الإسرائيليّ في العاصمة البرازيليّة، دودي غورن، إلى الخارجيّة في تل أبيب، تبينّ، شدّدّت الصحيفة العبريّة، على أنّ السفارة والقنصليّة عملتا بشكلٍ مُكثّفٍ على إقناع إحدى مدارس السامبا الكبيرة بالمُوافقة على الطلب الإسرائيليّ، وفعلاً وافقت في بداية الأمر إحدى المدارس على الاقتراح الإسرائيليّ، بعد أنْ جندّت دولة الاحتلال أحد الأثرياء اليهود الذي يعيش في البرازيل بالتبرّع بمبلغ مائة ألف دولار للمدرسة المذكورة.

ولكن، تابعت المصادر، مع اقتراب موعد المهرجان في البرازيل، والنشر في وسائل الإعلام المحليّة عن الأعمال التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزّة، من قتلٍ وجرحٍ فلسطينيين كانوا يتظاهرون ضمن “مسيرات العودة”، وهدم مبانٍ في قطاع غزّة بواسطة قصفها بطائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ، بدأت المدرسة بالتراجع عن موافقتها، خشيةً من ردّ الفعل الفلسطينيّ والمحليّ أيضًا، الأمر الذي قد يؤدّي إلى المسّ بسمعة المدرسة، وخسارتها للنقاط، كما قالت المصادر الإسرائيليّة.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّه من ناحية الخارجيّة في تل أبيب فإنّ المشروع كان عبارةً عن خطوةٍ كبيرةٍ لتحسين صورة إسرائيل، ولكن بعد عدّة أشهر على الشروع فيه تمّ وأده بعد أنْ قامت المدرسة المذكورة بإبلاغ القنصليّة الإسرائيليّة في العاصمة البرازيليّة قبل عدّة أيّامٍ، بشكلٍ رسميٍّ ونهائيٍّ، أنّها ترفض المُشاركة في المشروع، الأمر الذي نزل كالصاعقة على تل أبيب، واختتمت الصحيفة قائلةً إنّ المدرسة التي كانت ستُشارك في المشروع الإسرائيليّ قررت الرقص في المهرجان التقليديّ تحت شعار مُحاربة الفساد في البرازيل.

جديرٌ بالذكر أنّ كرنفال السامبا السنويّ يُقام في مدينة ريو دي جانيرو البرازيليّة، حيث تُشارك العديد من الفرق الموسيقيّة الشهيرة لجذب عشرات الآلاف من السياح من مختلف أنحاء العالم، ويُظهِر هذا الاحتفال التنوّع والأصول المتعددة في البرازيل، والتقاطع بين التقاليد المسيحيّة التي أتت مع البرتغاليين، والسامبا ذات الجذور الأفريقيّة، وهو ما يعكس حكايات ثرية حول التاريخ والحاضر.

قد يعجبك ايضا