فشل الحوار الفلسطيني أشد خطرا من الانقسام / د. عبد الستار قاسم




د. عبد الستار قاسم ( فلسطين ) السبت 4/8/2018 م …

تم عقد لقاءات فلسطينية فصائلية عدة مرات، وتم التوصل إلى اتفاقيات معلنة بين الفصائل بخاصة بين فتح وحما، ولكن لم نتوصل إلى نتيجة بسبب عدم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. والمشكلة الكبيرة هنا هي أن الإعلام ينقل للشعب الفلسطيني دائما بشرى التوصل إلى اتفاقيات لإنهاء الانقسام، ثم لا يلبث بعد أسبوع أو شهر أو شهرين أن يزف للشعب الخيبة والإحباط ، وأن الفصائل بدأت عمليات التشهير والاتهامات المتبادلة من جديد. وهذا كان له أثر كبير على معنويات الشعب الفلسطيني، وعلى شعور العديد من الناس بالانتماء والالتزام بالقضية. وهو أشبه ما يكون بفرح كبير شارك فيه الناس، وقبل أن يعود كل واحد إلى بيته يموت العريس فينقلب الفرح إلى مأتم.

أشغلت الفصائل الشعب الفلسطيني على مدى سنوات بحوارات فاشلة، وبتصريحات إعلامية تحمل طابع التمني وفي داخلها الفشل الذريع. فبدل أن يركز الشعب الفلسطيني على مواجهة الاحتلال، تم تحويل أنظاره إلى مسألة سخيفة أوصلته إليها فصائل ادعت أنها تريد تحرير فلسطين.  لا يكفي أن الفصائل منقسمة وأساءت للشعب الفلسطيني بانقسامها ومنافساتها الإحباطية، وإنما أدى حوارها الفاشل إلى تعميق الشعور بالفشل لدى عامة الناس. لقد شلت الفصائل تركيز الشعب الفلسطيني وشتت المواقف حول مختلف القضايا، وفي مواجهة الإجراءات الصهيونية المتنوعة والمستمرة ضد عموم الشعب. الفصائل لم تتصرف أبدا بمسؤولية، وعقد الاتفاقيات مع الصهاينة كان الركن الأساس في تهاوي الوحدة الوطنية الفلسطينية. المفروض أن الفصائل تعلمت أن عليها ألا تقدم على خطورة سياسية تثير الخلافات وتؤثر على جوهر ومكانة القضية الفلسطينية.

ولهذا نقول للفصائل أن تتوقف عن الحوار إلا إذا كانت على نية قوية بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. وفي كل الأحوال على الفصائل ألا تمس المقاومة الفلسطينية التي هي مصدر عزنا، والقادرة على الدفاع عنا في مواجهة الصهاينة.

فهل يذهب المتحاورون هذه المرة إلى القاهرة للمبيت في الفنادق والبحث عن الشهوات، أم أنهم جادون في إنقاذ الشعب الفلسطيني من سوء أعمالهم؟ وإذا كان من المتوقع أن يحصل فشل جديد فالأفضل أن يبقى الانقسام، وفكّوا عنا. ما قمتم به حتى الآن من محاولات رأب الصدع أشد خطرا على الشعب الفلسطيني من الانقسام.

قد يعجبك ايضا