السويداء في السويداء من القلب .. في السويداء من قلب العرب وجبلهم ! / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري الاردن العربي
ديانا فاخوري ( الأردن ) الخميس 26/7/2018 م …
ولن تنجح أية عملية لزراعة الوطن البديل من خلالها ..



كان ذلك منذ سنوات قليلة يوم استولت جبهة النصرة على اللواء 52، بالتزامن مع وصول المعارك الى مشارف السويداء من ناحية ومجزرة قلب لوزة/ادلب و علنية تنفيذها من الناحية الأخرى!
تذكرنا حينها مجازر العصابات الصهيونية في فلسطين (دير ياسين وكفر قاسم مثلآ) و وظيفتها الاجتثاثية التهجيرية تمهيدآ لزراعة أو صناعة الوطن البديل!
يريدون لنا, في التحليل النهائي, أن نستسلم الى أن ما شاهدناه أو شهدناه بالامس القريب و البعيد ليس سوى الموسيقى التصويرية بالعزف على الدم والرماد سعيآ لتفتيت الشعوب والمنطقة, وتدمير الحضارة والتاريخ والجغرافيا, واحراق الأرض والغابات !
حاولوا ما شئتم .. سايكسوا وابكوا ما اسطتعتم .. بلفروا ما بدا لكم!
من “الف ليلة و ليلة” الی “ليالي لاس فيغاس” – ترمبوا او “طرنبوا” ما طاب لكم!
شقاقات، خلافات، نزاعات، الهاء، اشغال، تقسيم، تجزئة، تفتيت، تفكيك، تشظية، شرذمة .. حاولوا ما شئتم ..
فلسطين هي القضية، و بترول/غاز الأمة هو الأساس .. اما “مدن الملح – الجزء السادس” فبقلم دونالد ترامب!
في الوقت الذي قامت “فورين بوليسي” بنشر وثائق ال CIA  بخصوص الانقلاب الامريكي ضد حكومة مصدق في ايران عام 1953، قام دونالد ترامب باستكمال  خماسية “مدن الملح” لعبد الرحمن منيف باضافة جزء سادس: “من التيه الی الظلمات و بالعكس” .. “سادس”، بالصدفة جاء “سداسيا” بالاذن من مظفر النواب ..
فأركان النجمة ست بالكامل//
يا محفل ماسون ترنح طربا//
أما اصبع كيسنجر فقد خبر و عرف أن الأست هناك سداسي بالكامل .. و مازال هذا الاصبع يعبث هناك .. مازال هذا الاصبع يلاعبنا الطرنيب و يتلاعب بنا .. أقاموا “أحياء صهيون” كمستوطنات يهودية في فلسطين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .. و جاؤوا بايمانويل ماكرون الی الايليزية مطلع القرن الحادي و العشرين ليؤسس للنموذج الجديد: قصة نجاح شخصية يدعمها المجتمع المدني و تستوحي الليبرالية الزئبقية المسخ .. منتج تحالف المصارف و اسرائيل و الماسونية – مؤسسة روتشيلد المالية!
ألم يتحدث بابلو نيرودا عن “تلك الامريكا التي تقتل البريق الذي في عيوننا”؟! .. ألم يقل محمود درويش “أمريكا هي الطاعون و الطاعون امريكا”?!
نعم اولئك اعداؤك يا وطني .. اولئك أصدقاء اسرائيل و أعداء المقاومة و حزبها الغالب .. يريدون لمصافي و مصبات النفط و شبكات السكك الحديدية و الاوتوسترادات من بنغازي الی اللاذقية أن تمر و تلتقي بفلسطين المغتصبة .. يريدون لاموال العرب أن تستمر في صناعة المقابر في سوريا و العراق حتی تقوم فيها أنظمة تعلنها مناطق مفتوحة للاسرائليين .. في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلوا الفرح كما أنشد مظفر النواب .. اولئك أعداؤك يا وطني – جاؤوا بداعش و النصرة استكمالا لداحس و الغبراء!
يريدون لنا أن نلاقي دينيس روس بكل حمولته اليهودية، و جاريد كوشنر و صحابه مبعوثي هيرتزل الی المنطقة .. يدعوننا الی عدم القلق من “الشقيقة اسرائيل” .. و يرون أنه يحق لنا أن نقلق من ايران صاحبة البعد الاري الذي يتقاطع مع البعد الاري في الشخصية الجرمانية و يشيرون الی أن الصليب المعقوف مستوحا من شعار ايراني قديم متصل بطائر الهوما .. ثم يستفيضون بتحذيرنا من ظهور “هتلر الايراني” الذي سيغزو الشرق الأوسط بعربه و يهوده!
من هنا تمخضت عبقريتهم البراجماتية عن ضرورة التحالف بين العرب و أشقائهم اليهود ضد الأعداء الغزاة “الايرانيين، الفرس، المجوس، الصفوبين، الرافضة والعجم” .. و لتسقط او تذبح أو تشتت (بضم التاء) منظومة المقاومة و الممانعة!
اما الجريمة الداعشية الجديدة في السويداء فتكشف مجدداً حجم الهزيمة المدوّية التي تعرّض لها المشروع الصهيواعروبيكي و تبرز حجم الإنتصارات التي يحققها محور المقاومة الامر الذي دفع الاعداء لتحريك طائراتهم  وأدواتهم على الأرض عنفا و توحشا و دما استهدف المدنيين .. اليوم في السويداء و هم “يدعشون” في فلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي .. كان اسمهم (أو بالأحرى بعض اسمائهم) الهجانا, الأريجون و البلماخ .. بالأمس احرقوا علي الدوابشة في نابلس وقبله أحرقوا محمد أبو خضر في القدس ..
قاموا برمي القنابل في المقاهي؛ يافا /17 اذار 1937
قاموابرمي القنابل علی الحافلات؛ صيف اب ايلول 1937في غير منطقة في فلسطين
قاموا برمي القنابل في الاسواق الشعبية؛ حيفا / 6 تموز 1937
قاموا بتفجير الفنادق ؛القدس/ 22 تموز 1946
قاموا بتفجير السفارات؛ روما / 1 تشرين الاول 1946
قاموا بتفخيخ سيارات الاسعاف؛ بتاح تكفا / 31 تشرين الاول 1946
قاموا بتفخيخ الطرود البريدية؛ اهداف بريطانية/ حزيران 1947
لا داعي للاستغراق في التفسير والتحليل. هذا هو السياق السياسي والتاريخي المعاصر لداعش التي كانت تعرف حينها بالمليشيات الصهيونية .. هل داعش والنصرة وأخواتها وكافة المشتقات مجرد أسماء حركية ل بلاك ووتر (Blackwater)، أو أكاديمي (Academi)، او لربما الخوذ البيضاء (White Helmets)؟
فيا قوم اعقلوا .. انزلوا عن الأشجار و تعالوا ليوم مرحمة و كلمة سواء .. صوبوا البوصلة نحو فلسطين و وجهوا البنادق الی تل ابيب .. و اقرأوا: “نصر من الله، وفتح قريب” .. تحيا السويداء، تحيا سوريا لتحيا فلسطين و الأمة!

قد يعجبك ايضا