الأسد… يرسم الفرحة على شفاه أهل درعا ويغضب آخرين / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 2/7/2018 م …

تتجه الأبصار نحو الجنوب السوري، حيث التقدم السريع والإنجازات بالجملة التي يحققها الجيش العربي السوري على التنظيمات المتطرفة المسلحة ومرتزقتها، وعلى ما يبدو بأن معركة  تحرير درعا لم تسر مجرياتها وفق ما كانت تتمناه هذه التنظيمات، فتحولت درعا من ثمرة ستقطفها إلى جمرة من نار استحالت أياديها من القبض عليها، فإذا بدرعا وأبناءها ينتفضون ضد هذه التنظيمات ويمدون أياديهم للجيش السوري معلنين اختيارهم للوطن الكبير “سورية”.




فمنذ بداية معركة درعا وحتى لحظات كتابة هذا المقال تسير معركة استعادة الجنوب السوري من قبضة الجماعات المسلحة، وفق الخطّة المرسومة من قبل القيادة العسكرية السورية وحلفائها، وسط حشد عسكري لم تشهده محافظات الجنوب منذ بدء الأزمة، إذ تنهال صفعات الهزائم على وجوه التنظيمات الإرهابية التكفيرية بقبضات الجيش السوري على كافة المحاور القتالية، ووفق النتائج التراكمية للمرحلة الزمنية منذ انطلاق عملية تحرير درعا  فقد حرر الجيش خلال عملياته العسكرية في ريف درعا أكثر من خمسين بلدة وقرية مع انضمام عشرات البلدات إلى عملية المصالحة، منها قرى الجيزة والسهوة في ريف درعا الشرقي، بالإضافة إلى بلدات علما والحراك و الغارية الغربية والكرك الشرقي والمسيفرة، كما انضمت بلدة داعل بريف درعا الشمالي للمصالحة، وبدأ المسلحون بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري.

ومن خلال قراءة جغرافية السيطرة للجيش السوري من الناحية الاستراتيجية يتضح بأن الاستيلاء على تل الزميطية المشرف على الطريق الحربي بين ريفي درعا الشرقي والغربي واضعاً المسلحين بين فكي كماشة إذ لم يعد باستطاعة المسلحين استخدام هذا الطريق ، الذي يمتد جنوب مدينة درعا، وتقلص الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم على الحدود مع الأردن، كما يعتبر المكمل للطوق العسكري التحصيني لمحافظة درعا من كافة الجهات ويغلق الباب كلياً في وجه التنظيمات  الإرهابية بإيجاد أي ثغرة تمكنهم من التنفيس على عملائهم في الجبهة الداخلية للمدينة والذين هم على وشك لفظ أنفاسهم الأخيرة

في إطار ذلك فشلت أدوات أميركا في تغيير الواقع في سورية، فلم يجد الأميركيون وسط اللحمة الوطنية الكبيرة بين جميع المكونات السورية في محاربة التنظيمات المتطرفة إلا التسليم بالأمر الواقع وإعلان فشل المخطط الطائفي الذي كان معدّاً لهذا البلد، كما فشل مشروع غرفة العمليات المشتركة “موك” لخلق خاصرة رخوة تكون منطلقاً لإسقاط الجنوب السوري، بعد أن غيرت سورية خارطة سيطرة المسلحين، وأربكت أمريكا والعدو الصهيوني وحلفاؤهم فانتقلوا من القلق والاتهام، إلى التهديد، بعد أن أدركوا أنهم اليوم أقرب إلى إعلان الهزيمة في الملف السوري من أي وقت سبق. 

اليوم وبعد المتغيرات الأخيرة وفشل التنظيمات المتطرفة وحلفائها باتت معركة  الجيش السوري واضحة ومحسومة النتيجة، خاصة بعد نجاحه في تحرير عدد كبير من مناطق الجنوب السوري، ويبدو أن ساعة الصفر لتحرير المناطق الأخرى قد حان موعدها، فاليوم بشائر النصر تطل من مدينة درعا، في إطار ذلك فإن مكاسب الجيش السوري التي تحققت في مختلف المناطق هي مؤشر واضح بأن التنظيمات المتطرفة ومرتزقتها قد بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة جراء شدة الضربات الموجعة التي تتلقاها هذه التنظيمات من الجيش، إذاً الكرة بكل وضوح فى ملعب الجيش السوري المتقدم نحو الأمام دون تردد، ويمكن القول هنا إن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية، وهنا فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والجيش السوري يواصل إنتصاراته، والذي قام بقلب الموازين, وأسقط حسابات أمريكا والغرب وذيلوهم في سورية.

مجملاً…. إن سورية اليوم تطرق أبواب النصر، وما تعيشها التنظيمات المتطرفة ومرتزقتها من خيبة في ظل الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري ، نقرأ فيها واقعنا فيها أن الجيش أسقطهم وحافظ على سورية من السقوط، وبذلك خسر الغرب وأدواته رهاناته العسكرية ولم يعد يراهن سوى على تفكيك تماسك الجبهة الداخلية، وهذا الرهان بدأ يسقط أمام وعي شعبي عال ، وحنكة سياسية وأمنية ملموسة في تعاطيها مع الامور، يتضح ذلك من خلال ما أكده الرئيس الأسد، بقوله “إن الأزمة في سورية في نهايتها” ، في صورة تؤكد على التلاحم الشعبي، والتضامن بين جموع الشعب السوري، الذين احتفلوا كل منهم في ساحات مختلفة عن الآخر، ورددوا شعارات قريبة من بعضها البعض لتبعث رسالة واضحة وهي التمسك بالوحدة الوطنية ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة العدوان ومخططاته والاستمرار في رفد جبهات العزة والبطولة دفاعا عن سورية مهما كانت التضحيات.

[email protected]

قد يعجبك ايضا