طلّعوا “زيفنا” / صالح عبدالكريم عربيات

 

صالح عبدالكريم عربيات ( الأردن ) الأربعاء 27/5/2015 م …

على ما يبدو أبطال المناصب في بلدنا لا يشبهون سوى أبطال الافلام الهندية: ففي الفيلم الهندي اعتدنا أن ينجو البطل من 8000 طلقة كلاشنكوف، و120 قنبلة يدوية، و 77 صاروخ أرض – جو، وحين ينتهي القصف العنيف باتجاه البطل كنّا نغض البصر _ من هبلنا _ حتى لا نشاهد البطل وقد أصبح لحمة “مفرومة” شغل مخشي.. لكن ، المفاجأة كانت دائما أن البطل لا يصاب بأي أذى بل على العكس ينهض وينفض الغبار عن بنطلونه ويمسك الرشاش ويبدأ بالرد: كل طلقة يطلقها هذا البطل من رشاشه تقتل عشرين، وكل طلقة تسقط طائرة أو تدمر بارجة بحرية.. والكارثة أنه حين يفرغ الرشاش من “الفشك” يمسك البطل “قنوة”، ويهجم على المعسكر فلا يخرج منهم أحد سالما.. وحين يتقين البطل أنه أنهى مهمته وقتل جميع الاعداء يجلس في ظل شجرة ويأخذ “غفوة” .. في تلك الاثناء يكون أحد الاعداء قد تظاهر بالموت ولايزال على قيد الحياة.. فينهض ويمسك الرشاش مستغلا “غفوة” البطل .. فيقترب منه بهدوء ويصوب رشاشه على بعد متر واحد من “صباحه”، وحين يضغط على “الزناد” يصحو “البطل” على الصوت فيخفض رأسه مباشرة فتأتي الطلقات جميعها بالشجرة.. فيجن جنون البطل وتحمر عيناه ولا يشاهد حوله سوى “علبة بيبسي” فارغة فيلتقطها ويضغطها بأسنانه ويقذفها باتجاهه فتقطع رأسه عن جسده.. وهكذا ينتهي الفيلم دون حتى أن تتسخ كندرة “البطل” !!

حتى وقت قريب كنت أعتقد أن أبطال الافلام الهندية هم الاكثر خيالا وبعدا عن المنطق والواقع، وذلك حتى ظهر أبطال المناصب الاردنية، ووضعوا الهنود في “جيبتهم” الصغيرة.. فأبطالنا وعودتهم الى تسيد المشهد لا يصدقها عاقل او مجنون !!

المسؤول الاردني تجده متهما ببيع نصف البلد، وتلاحقه 8000 شبهة فساد، و120 قضية لصلصة، و 77 قوشان بيع مقدرات.. وحين تتيقن أنه سيمضي بقية حياته في الجويدة.. تكون المفاجأة دائما أنه لا يصاب بأي أذى بل على العكس ينجو من جميعها.

وتجده يغادر المشهد السياسي مرة أخرى دون حتى أن يتم سؤاله لويش سوّيت هيك ؟!!

سيدي.. إن كان أبطال الافلام الهندية أخرجونا من منطق الواقع الى منطق الخيال الواسع.. فأبطال الافلام الاردنية على ما يبدو راح يطلعوا “زيفنا” !!

 

قد يعجبك ايضا