موسكو وصبرها ردا على سلوك انقره الانتهازي / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن كاتب
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 14/6/2018 م …
ربما البعض يجهل شيئا عن سياسة ونهج “روسيا” منذ تولى الرئاسة فيها فلاديمير بوتين وصبره منقطع النظير وحزمه اذا تطلب الامر سواء على سياسة تركيا الانتهازية بزعامة ” اردوغان” والمحيطين به من داعمي ” الاخونجية” او في التعامل مع سياسة واشنطن التي تتسم بالاستهتار والعجرفة والاستخفاف بالاخرين منذ تولى ” ترامب الرئاسة حتى في تعامله مع حلفائه الغربيين وحركاته البهلوانية التي تدلل على انه لايصلح ان يقود دولة بحجم الولايات المتحدة في ظل الاوضاع العالمية المتازمة في اكثر من منطقة جراء تصرفاته ومواقفه المتناقضة ونرجسيته وعدم احترامه للمواثيق الدولية وتطاوله وتطفله على المفاهيم والقيم التي يتحلى بها الاخرون .




من يدري ربما بغامر ترمب يوما لتلحق الكارثة بالبشرية جراء سياسته كونه رئيسا ليس مامون الجانب ولايمكن الوثوق بعهوده متقلب المزاج ” شيزوفرنيي” الممارسة تحيط به مجموعة من المغامرين سواء في ” الخارجية ” او البنتاغون او ” مؤسسات الدولة الاخرى مخابراتية وامنية.
انظروا كيف ينبش التاريخ حتى مع جيرانه ” كندا” مثلا التي اتهمها بانتهاك سيادة ” البيت الابيض ا والمكسيك التي يحاول ان يفرض عليها طلبات غير واقعية اما اوربا فقد ضاقت ذرعا بتصرفاته وحربه الاقتصادية ضدها ولولا اتزان وحكمة واقتدار وعقلانية وحزم ” الرئيس الروسي بوتين” وترامب يعرف ذلك جيدا لكان امر العالم اليوم في خبر كان.
ولوكان القائد في روسيا شخصا اخر اقل دراية وخبرة وحزما من الرئيس بوتين بدهاليز السياسة الغربية لسمعنا ان هناك دويلات في روسيا وليس روسيا الاتحادية بقوتها الحالية عسكريا واقتصاديا وسياسيا التي تصدت بحزم للمغامر القابع في اروقة البيت الابيض واغضبته وجعلته يتهور ويمعن في سياسة العقوبات احادية الجانب ضد موسكو و التي لن ترتضيها العديد من الدول ظنا منه انه ربما يرغم روسيا بالاذعان لسياسة الغطرسة .
ترامب واهم حقا و ربما يدرك ان الرئيس بوتين والقيادة الروسية الحالية لن تتساهل مع كل ما يتعلق بامن روسيا القومي وهو ما اكده الرئيس بوتين والقيادة الروسية مرارا مثلما يدرك جيدا مدى صلابة الموقف الشعبي الروسي بالدفاع عن ارضه ووطنه ووقوفه خلف قيادته ولن يتساهل بهذا الامر عندما يتعلق الامر بالامن الوطني والقومي اذا اطلع ترامب على تاريخ الحروب التي خاضتها روسيا واخرها الحرب العالمية الثانية ضد الهتلرية .
وهناك اكثر من تجربة وامثلة كثيرة على ذلك لازالت ماثلة للعيان منها ” تجاوز انقرة ” عسكريا على احدى طائرات السلاح الروسي في اجواء سورية وكيف رد و تصرف بوتين ازاء تلك الصفاقة التركية التي كانت بايعاز امريكي لامحالة ولجس النبض مما اضطر اردوغان صاحب اللسان الطويل الى الركوع عند اقدام الروس والاعتذار علنا رغم محاولات تنصله من المسؤولية في بداية الامر لكنه في النهاية وامام صلابة الموقف الروسي خضع للارادة الروسية مثلما حصل ايضا في ” جزيرة القرم”.
ولن يكترث بوتين صاحب الخبرة الطويلة بمعرفته بدهاليز سياسة الغرب بكل التهديدات التي انطلقت من عواصم غربية وحتى من واشنطن نفسها التي استوعبت الدرس واخذت بالحسبان السياسة الصارمة ” لموسكو” ازاء كل ما يتعلق بامنها القومي ولن تتساهل بذلك ووصل الحال ان يحث احد الصحفيين الغربيين دول الغرب والولايات المتحدة على قصف وتدمبر الجسر الذي اقامته موسكو مع جزيرة القرم مثلما هدد بوتين اوكرانيا ان هي اقدمت على عمل يعكر سير الاولمبياد كما اشيع اخبرا .
هكذا كانت موسكو صريحة وواضحة لن تخشى احد دون تردد او خوف او مجاملة في مثل هذه المواقف الحاسمة رغم دبلوماسيتها الحصيفة وصبرها الطويل ؟؟.
انقرة يبدوا وبحكم انتهازيتها تواصل العربدات والعنتريات الخائبة محاولة استفزاز روسيا خاصة في جزيرة القرم لاسيما تلك التصريحات التي وردت على لسان جاويش اوغلو مثلما تحاول وعلى لسان اوغلو” بين فترة واخرى اطلاق ” بالونات” اختبار حول سورية ومصير الدولة السورية ورئيسها الشرعي منها مثلا وفي اخر تصرح له قال ” جاويش اوغلو” الاسد لن يكون قادرا على حكم سورية ؟؟
من القادر على حكم سورية اذا كان الاسد ليس قادرا على ذلك بكل هذا الصمود والتصدي للارهاب” المدعوم تركيا وامريكيا وغربيا وممولا من انظمة فاسدة وبمليارات الدولارات التي صرفت في حرب ضروس تتواصل حتى الان منذ عام 2011 اي سبع سنوات من الصمود و القتال المتواصل مدعوما من قبل الاصدقاء والحلفاء ؟؟
هل المرتزقة والعملاء الموزعين في عواصم التامر من الذين يلعقون صحون اسيادهم هم الاولى والاقدر بحكم سورية من حكومتها الحالية ؟؟
انقرة تواصل التخبط في سياستها ولا نعتقد ان ذلك بخاف على القيادة الروسية التي تحسب الامور بدقة وبعقلانية في تعاملها ومن منطلق القوة وليس الضعف ليس مع تركيا العضو في حلف ناتو العدواني وحدها بل مع جميع اعضاء ” ناتو” وقادتهم سادة البيت الابيض من الذين لاتروق لهم مسالة بروز موسكو المتصدى لمشلريع الهيمنة ومحاولة تحويل العالم الى قطب احادي الجانب .

قد يعجبك ايضا