متى تحتفل شعوبنا العربية بأعياد الاستقلال عفويا وحماسياً ؟ / محمود ” محمد شريف ” الجيوسي

 محمود ” محمد شريف ” الجيوسي ( الأردن ) الثلاثاء 26/5/2015 م …

نحن بالتأكيد نفخر .. بالاستقلال الحقيقي لوطننا العربي  .. الاستقلال اللذي يمكننا من أن تكون قراراتنا مستقلة وتحقق اكتفاء أمتنا الذاتي ، وقدرتنا على أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع .. الاستقلال الذي يؤمن قرارات مستقلة لقيادات أمتنا العربية ، ومجانية التعليم لشعوبنا العربية بكل مراحله .. ومجانية الطبابة .. والعدالة الاجتماعية في توزيع ثروات الأمة وفي التعيين والمقعد الجامعي ..

عندما يتحقق كل ذلك يكون الاستقلال حقيقياً .. ويكون مجد الأمة العربية الواحدة حقيقيا .. ونكون قد كرمنا واقتفينا أثر الشهداء ؛ الذين هم أكرم من بالدنيا وأنبل بني البشر.

ويكون الاستقلال حقيقيا ، عندما نسقط كل معاهدات الذل والعار مع الكيان الصهيوني ، وعندما نغلق أوكار الجواسيس وسفارات الكيان الصهيوني وسفارات الدول التي تتولاهم بالدعم والرعاية .

ويكون الاستقلال حقيقيا ، عندما تعيد دولنا سفراء الدول العربية الذين طردتهم ، أو اغلقت سفاراتهم ، فيما ما تزال سفارات الكيان الصهيوني في عواصم عربية مفتوحة ، ومكاتب تجارية مفتوحة في عواصم عربية أخرى ، وخطوط طيران مفتوحة تحت وفوق الطاولة ، مع كيان اغتصب أراض ومياهاً عربية ،  وأسر وقتل الأطفال والنساء والمسنين ، وارتكب المذابح وطرد المدنيين واستوطن وسرق الأعضاء الداخلية للأسرى والجرحى ، وحتى آثارنا وتراثنا الشعبي سرقه ، ودنس المقدسات وحول بعضها إلى مواخير وخانات للخيل وزرائب للدواب.

أسائل نفسي ما الفائدة من الاحتفال بعيد الاستقلال !! ونحن لا نستطيع رفض تطبيق وصفات مؤسسات المال العالمي ؛ التي خرّبت اقتصادنا ، لا نستطيع إنشاد العديد من الأناشيد الوطنية ولا قراءة الصفحات المجيدة من تاريخنا ، لأن هذا يخالف المعاهدات مع الكيان الصهيوني ، أسأل نفسي لم لا يكون خروج الناس للإحتفال بعيد الاستقلال تلقائيأ حماسياً بدوافع ذاتية ، تذهل الدولة والمسؤولين .

أختم بان الاستقلال الحقيقي يكون عندما ينتقد أي مواطن ؛ أي مسؤول في الدولة دون خوف أو قلق ، وعندما يكون في مستطاع المواطن إنتقاد أي مسؤول عربي على قدم المساواة بينهم دون تمييز ، فلا يسأل لم فعل هذا ، طالما هو لم يشخصن ذلك .

وقتذاك ستخرج مسيرات عفوية تحتفل بالأعياد الوطنية وفي المقدمة اعياد الاستقلال .