في ذكرى هزيمة الخامس من حزيران 1967/ الطاهر المعزّ

نتيجة بحث الصور عن في ذكرى هزيمة الخامس من حزيران 1967

الطاهر المعزّ ( تونس ) الجمعة 9/6/2018 م …

شن العدو الصّهيوني فجر يوم الخامس من حزيران 1967 هجوما جَوِّيًّا على مصر وسوريا، واستكمل احتلال أراضي فلسطين التاريخية التي بقيت تحت الوصاية الأردنية (الضفة الغربية وجزء من مدينة القدس) والمصرية (قطاع غزة) منذ حرب 1948، وكان الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي للعدو غير محدود (رغم بعض التصريحات الرسمية الفرنسية لاحقًا)، فكانت هزيمة للأنظمة العربية، بما فيها الأنظمة القومية، ومفاجأة سيئة للشعوب العربية، وخاصة للشعب الفلسطيني، بعد اكتمال احتلال وطنه وبعد ارتفاع عدد اللاجئين في الدّاخل أو في دول الجوار… تراجع دور مصر النّاصرية، بعد الدّعم الكبير الذي قَدّمته للشعبين الجزائري واليمني من أجل استقلال بلدَيْهِما، واستبدلت مصر الرسمية شعار التحرير (تحرير فلسطين) وشعار “ما أُخِذَ بالقُوّة لا يُسْتَرَدُّ بغير القُوّة”، بشعار “إزالة آثار العدوان” (عدوان 1967)، وقبلت حكومة مصر النّاصرية “مشروع روجرز” (على إسم وزير خارجية أمريكا) والقرار 242 لمجلس الأمن في الأمم المتحدة الذي ينْسِفُ جوهر قضية فلسطين، وارتفعت وتيرة حملات القمع ضد المعارضة التّقَدّمية وحركات الشباب والطلبة، ولكن أطلقت مصر الناصرية أيضًا “حرب الإستنزاف” (بدعم من الإتحاد السوفييتي) التي أزعجت العدو (الذي ارتكب مجازر مدرسة “بحر البقر” الإبتدائية ومجزرة مصنع “أبو سنبل” وغيرها)، كما كانت هزيمة 1967 مُحَفِّزًا للشعب الفلسطيني الذي بدأ الإعتماد على قواه الذّاتية وتكثيف عمليات المُقاومة المُسَلّحة…




شكلت هزيمة 1967 مرحلة لنهاية عهد بناء دولة ما بعد “الإستقلال”، ونهاية مرحلة الحكومات التقدمية والقومية وبداية لهيمنة الرجعية العربية بقيادة السعودية، المتحالفة مع الإمبريالية والصهيونية، رغم انتصار الثورة في اليمن وانطلاق المقاومة الفلسطينية المسلحة وتَبَنِّي نوع من “الإشتراكية” في الجزائر، وتأميم النفط في الجزائر والعراق وليبيا، وتأسيس “مجموعة 77″، وتكثيف المُقاومة في مُستعمرات البرتغال في إفريقيا (أنغولا وموزمبيق وغينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر…) تزامنت ذكرى النكبة وذكرى هزيمة 1967 هذا العام 2018 مع “مسيرات العودة” التي اقتصرت على غزة، وبقيت في حاجة إلى دعم بقية أجزاء الشعب الفلسطيني وشعوب العرب والتقدميين في العالم، في ظل هجوم امبريالي أمريكي غير مسبوق في همجيته وعنجهيته، ومن ذلك تحويل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس والسباب والشتائم التي طالت الشعب الفلسطيني ومناصريه من قِبَل حُكّام فرنسا وألمانيا وسويسرا، ناهيك عن حكام الخليج المدعومين أمريكيا لتخريب البلدان العربية وتقسيم شعوبها إلى طوائف… إن هذه الذّكرى مناسبة للتذكير بجوهر القضية الفلسطينية التي تُمثّل مسألة وجود الشعب الفلسطيني الذي يحاول الكيان الصهيوني وداعموه إلغاءه، وليست مسألة حدود وتقاسم الوطن مع الأعداء المُحْتَلِّين، وبذلك فهي قضية تحرر وطني، قبل بحث قضايا ثانوية مثل “ما هي عاصمة الدولة” الإفتراضية، ووجب طرح قضية اللاجئين المَطْرُودين من وطنهم، قبل طرح “حلول” (مُفَخّخَة) للمُستعمرين المُستوطنين (لأرض ووطن وبلاد اللاجئين المطرودين) والذي يحملون مائة جنسية وجاء معظمهم (أو آباؤهم ) من بلاد أخرى، ليس بغرض البحث عن شُغْلٍ أو مَلْجَأ وإنما بغرض استعمار وطن اسمه فلسطين بعد طَرْد سُكّانه… لا يجب الإلتفاف على القضية الرئيسية عبر تحويل اتجاه البوصلة عن ضرورة تحرير كل فلسطين، بكل الوسائل المُتاحَة والتي يمكن أن يبْتَكِرَها المقاومون…

قد يعجبك ايضا