أهم ما قاله الإعلامي ناصر قنديل في برنامج 60 دقيقة / فاديا علي مطر

 

 

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 5/1/2015 م …

 

تحدث رئيس شبكة توب نيوز الأخبارية ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية الأستاذ ناصر قنديل في أول حلقة  من سنة /2015/م عن توقعات وأبرز الأحداث للعام الجديد بداية ..

توقفنا في نهاية العام الماضي أمام أبرز العلامات التي تجعل العام /2014/ م يدخل مرحلة هامة في العلاقات الدولية والإقليمية ، ويفتح الباب لمرحلة جديدة كلياً…

لافتا أننا لم نتحدث عن نهاية “دراماتيكية ” للمواجهات وبداية ” دراماتيكية ” للتسويات ، لكننا قلنا ونحن أمام المسؤولية الكاملة عن كلامنا أن العام /2014/م هو عام الحسم وعام “الرابح “و “المهزوم” وحرب كسر العظم ، ومعه بعض التسويات الصغيرة الضرورية لاستمرار الحرب الكبرى الهادفة لإخراج إيران من الملعب عبر كسر سورية وكسر ظهر المقاومة عبر سورية ،باعتبارها الحلقة الأخيرة للاستثمار على المشروع الذي بدأ مع مطلع القرن /21/ ، والذي استعيض في حربي العراق وأفغانستان وجاء “بيكر هاملتون : كتقرير وتوصيات ورؤى للأنخراط ، ويكون في السياسة خط نهاية يمكن العودة إليه بعد الفشل على الرهانات والاحتمالات الأخرى ، ….

مضيفاً أن الرهانات والاحتمالات قد اختبرت ، وبدأت طريق العودة ، وهي خلاصة الحلقات الماضية ..

والخلاصة هي عن تجاهل روسيا وإقصاءها وتحويلها إلى مجرد قوة إقليمية ، وشطبها عبر المعادلة الدولية ، والتقرب من حدائقها الخلفية ، والدخول معها في حرب “كسر العظم ” …

والرهان على عزل إيران وتحويلها إلى مجرد قوة محلية نافذة لكن بلا أنياب ، وعاجزة عن التواصل مع القضية المركزية في وجدان العرب والمسلحين زهي “فلسطين” ….

والرهان على حل سياسي في قضية فلسطين يجمع “عرب الاعتدال” مع اسرائيل بدون إيران ..

والرهان على كسر ظهر المقاومة في لبنان وإسقاطها من فلسطين بغية الوصول في النهاية إلى القلعة وهي” سورية ” التي كان الرهان فيها على زمن “الأخونة ” القطري السعودي بواسطة القاعدة لأنهاك واستنزاف سورية ، وهذا كله وصل إلى طريق مسدود ……..

متابعاً أن الحرب على الإرهاب عادت لتتصدر الواجهة الدولية مع تراجع الأزمات التي كانت في الواجهة ، كالأزمة الأوكرانية والملف النووي الإيراني والصراع على سورية ، لتبدأ عملية الانخراط “التدريجية ” التي لايٌراد فيها خروج الأمريكي مهزوماً …

مضيفاً أنه  يمكن للأمريكي ان يتسامح بنسب كبرى نظراً لضيق الوقت وضعف الإمكانات ، مع قيادة حلفائه إلى موقع المهزومين ……

فيمكن في النهاية رسم المعادلة أننا أمام حروب كبيرة مع تسويات صغيرة ، لحساب بدأ التسويات الكبيرة مع استمرار الحروب الصغيرة …….

مشيراً أنه في قلب هذه القراءة ، قلنا أن العام /2015/ م هو عام السياسة الذي يستدعي أن نرسم له إطاراً سياسياً ، بالنسبة لسورية وأوكرانيا والملف النووي الإيراني ومستقبل البحرين والسعودية ومصر وتونس ، لرسم بعض التوقعات التي لاتتموضع في موضع التنبوئات ، لإاستقراء المسلك الذي ستسلكه …

منوهاً أن المسار الأول الحاكم هو العلاقة الأمريكية الروسية مع العلاقة الأمريكية الإيرانية ، وهما القائمتين الثابتتين التي ستنهض عليهما كل المعادلات الأخرى ، إي هي قراءة في العام /2015/ م ….

فالعلاقة ” الأمريكية ـ الروسية ” يوجد فيها مكون أساسي أسمه ” أوكرانية ” وبجانبه مجموعة كم العناصر التي ترسم سهل ألوان المشهد الروسي ، فمن الدرع الصاروخي في أوروبا والتي أعلن الرئيس “بوتين ” استعداده للمواجهة على أساسه ، ودخول أوكرانية إلى الأطلسي ، مع حرب الأسعار التي تحاول إفلاس روسيا والتي تقودها السعودية من لحمها الحي بالقبول أن يكون عائدها من النفط هو نصف العائد التقليدي ، إلى جانب العقوبات الأوروبية على روسيا والتي يعترف الروس أنها آذت الاقتصاد الروسي …..

 

مضيفاً أنه بالملف الأوكراني الذي راهن عليه الغرب أن يكون مصدر آذى لروسيا هو متوقف على أمرين ….

أولهم : إمكانية طرح مستقبل شبه جزيرة “القرم ” على أي مفاوضات لأنها مربض الأسطول الروسي ونافذة روسيا الإستراتيجية عبر البحار ، والتي قال الرئيس “بوتين” فيها أنها قدس أقداس روسيا التي لاتقبل روسيا أي طرح تفاوضي في موضوعها ….

وثانيهما : هو شرق أوكرانيا والمراهنة على أن تقول “كييف” بسحقه لتفرض حلاً واقعاً ، وبعدها يصبح الحديث عن تطبيع العلاقة ” الروسية ـ الأوكرانية ” …

مؤكداً أن الغرب قد سلم بحب سياسي ” أوكرانياً ” ، وأن شرقها هو قوة لايمكن كسرها عسكرياً ، وأن الرهان على تصوير النزاع ” أوكراني ـ أوكراني ” على أنه نزاع ” أوكراني ـ روسي ” هو أمراً منتهي …..

فالحديث الآن عن مسار سياسي قد بدأ ، بعد وقف إطلاق النار واجتماع لحنة التواصل ، ليبدأ الألمان مناشدة روسيا لبذل االجهد في تقريب وجهات النظر ، في مقابل أن الرئيس الأوكراني المحسوب على الغرب قد بدأ بالتراجع عن الخطاب السياسي التصعيدي والحديث عن دور روسي إيجابي ….

إي أنه في قلب الملف الأوكراني يبدو واضحاُ أن رؤى الغرب لاتسمح له بأن يتصرف على قاعدة من يملك اللعبة ، وهذا الغرب قد بدأ يتقبل التعامل مع الملف الأوكراني بطريقة تأخذ باعتباراتها المعادلات الجديدة …..

موضحاً أنه في الملفات الرديفة للملف الأوكراني ، قد بدأ الحديث أن سوق النفط سوف تسترد عافيتها في النصف الثاني من العام القادم …..

متوقعاُ أنه في ” نيسان ـ آيار ” سكون أمام برميل نفط سعره / 75 ـ 80 / دولار ، وفي حزيران سوف يكون سوق النفط قد عاد إلى توازنه ليكمل على سعر / 80 ـ 90 / دولار ، والذي سيكون الرهان هنا أنه هذا السعر هو سعر العرض والطلب ، ليتراجع الطلب في موسم الصيف بشكل طبيعي ، ولكن ندخل الخريف بعودة سعر ابرميل إلى /  120 ـ 125 / دولار ….

لتكون الأزمة النفطية أزمة عابرة وليست إستراتيجية يمكن الاستناد عليها لأكثر من سبب ….

منه أنه مع تدني سعر النفط تكون القدرة التنافسية لبضائع منتجة في العالم الثالث تبدأ بالارتفاع ، لأن كلفة الانتاج تصبح أقل بكثير ، لتصبح إمكانية التقارب في الأسعار لصالح منتجات العالم الثالث أقل ، والفارق في الأسعار بين الغرب وبين العالم الثالث المنافس مثل ( كوريا ـ تركيا ـ الهند ـ الصين ….) هو غير مناسب للغرب وأمريكا …..

لذلك هناك سقف لقدرة تحمل سعر نفط منخفض ، وتصبح القيمة المضافة هي التي تحدد سعر السلع والتي هي التكنولوجية  واليد العاملة النادرة في الغرب ، والتي لايمكن إتباعها لسعر النفط …….

وفي هذا السياق يستتطرد أن السعودية لديها قدرة تحمل تنتهي في مرحلة ما …

أما العقوبات فمن الواضح أنه كلما تقدم المسار الأوكراني سيغير الغرب عقوباته من نوع إلى نوع آخر ، أي انتقال من العقوبات التي تطال الأقتصاد والشركات الروسية إلى عقوبات بحق أشخاص وهذا بلا جدوى عملياً ، فهي عقوبات أعلامية في إطار التسوية السياسية …….

معتقداً أن قضية الدرع الصاروخي هي ليست وليدة الأمس ، فهي تحت عنوان ” الخطر الإيراني ” والتي لم يجرأ أحد على تقديمها أنها موجهة ضد روسيا ، ولكن روسيا اعتبرتها أنها موجهة ضدها وهذا صحيح ….

فكلما تقد التفاهم الغربي مع إيران ، كلما قلة الأسباب الموجبة معها لتقديم الأعذار بنشر الدرع الصاروخي …..

فنشر الدرع الصاروخي في أوروبا سيستدعي نشر روسيا لصواريخ في مياه المحيطات ، وهو يعيد نفس قدرة التوازن الحالية ، مستبعداُ أن يذهب الغرب إلى هذا الخيار ، ليبقى هذا الموضوع قيد النقاش حتى يٌضمن سير التسويات الإقليمية بأمان وسلام ، ليصبح بعدها النقاش عن تطمين غربي أمريكي لروسيا بعدم وجود خطر من نشر بعض الصواريخ في بعض الأماكن ……

 

لافتا أنه بوضع روزنامة للعلاقات الروسية الأمريكية ،سنكون  في الربيع أمام استقرار لسعر النفط ، واستبدال للعقوبات المفروضة على روسيا ، مع بقاء الدر الصاروخي مُواكباً لمسيرة التسويات الإقليمية حتى نهاية العام ، ليتم بعدها وضع أُطر تفاوضية ثنائية تبدد الخوف الروسي بالتعاون مع الغرب ، ملمحاً إلى أن المسار الروسي الأمريكي هو مسار إنفراجي وليس تصاعدي ، بالرغم من الرنة الأمريكية بعدم الاعتراف بروسيا كدور موازي في المعادلة الدولية ، والسبب هنا هو أن أمريكة تملك الرغبة ولكن لاتملك الأدوات …

منوهاً أن روسيا ليس لديها مشروع طموح يتخطى قدراتها ، فهي لاتطرح إلغاء الحضور الأمريكي في العالم ، مقابل الحضور الروسي في المعادلة الدولية المتقدم على الحضور الأمريكي ، رغم أن روسيا دولة كبيرة صاعدة في مقابل الشيخوخة الأمريكية …..

لأن التطلع الروسي هو تطلع عاقل ومتواضع وواقعي ، وأن الدور الروسي يتطلع للشراكة ، وهذه الشراكة تمليها القدرات التي يملكها كل من الطرفين في إدارة الشؤون الاقتصادية والسياسية والعسكرية عبر العالم……

فمهما حاولت أمريكا الإنكار تبقى حاجتها لتكريس الشراكة مع روسيا في كل الملفات ، ليبقى الإنكار موجوداً مع إقرار الشراكة على أرض الواقع ….

لافتاً أنه في الشق الإيراني الأمريكي ، قد قطع الملف الإيراني النووي شوطاً كبيراً لجهة الحديث الأمريكي عن الدور الإيراني المهم والكبير بلسان الرئيس الأمريكي ، وعنصراً حاسماً في الملفات الإقليمية أذا قبلت إيران الشروط الغربية في حل الملف النووي ، مع تلاشي معظم هذه الشروط ، ليبقى الشرط الباقي هو منح الغرب موافقة بالتفتيش الدوري للمنشآت الإيرانية عن طريق وكالة الطاقة ، وهذا لايوجد مانع إيراني له ، إذا ماسمح لإيران بلعب دوراً إقليمياً كبيراً ، فهو تمهيد أمريكي للإقرار بالدور الإيراني المضاعف ، وهذا ماأحتواه تصريح ” كيري ” عن الأربع شهور الأولى التي تمهد لوضع التسويات الإقليمية على نار هادئة بعد إنجاز أغلب التفاهمات التقنية …

مضيفاً أن ” عبد اللهيان ” نائب وزير الخارجية الإيراني بدأ بتطبيع العلاقة الإيرانية الإماراتية ، وأن التصعيد الحاصل في البحرين هو سعودي المصدر لإيجاد التكافؤ مع مايجري في اليمن بطريقة المقايضة ، وهي طريقة لاتجدي نفعاً ، فالعلاقة الإيرانية السعودية ستشهد تسخيناً في الوقت الحالي …

لنشهد حراكاً خليجياً لترميم المكسور وتجسر الهوة ، معتقداُ أن هناك تحضير لانتخابات في البحرين مع نهاية العام تلتقي عليها المعارضة والحكومة ، تحدد موازين الرأي العام البحريني ، وصياغة دستور جديد يأخذ بالاعتبار الأوزان التي ستفرزها الانتخابات ……..

منوهاً أن الوزن الحاسم سيكون لجهة المعارضة التي سيجعلها صاحبة السلطة في البلاد ، مع تقاسم الحقائب السيادية مع الملك ، وهو ماسيفتح الحل السياسي في البحرين ، دون أن يكون على مقاس التطلعات الديمقراطية الكاملة ، لضمان مصالح الغرب ………..

أما في الشأن اليمني فقد أكد قنديل أن المشهد الأقرب للتصور هو مجلس رئاسي يحل مكان ” منصور هادي ” ويضم القوى الأساسية الفاعلة مثل الحراك الشعبي والحوثيون وحزب المؤتمر بالإضافة إلى المجموعة الحالية الحاكمة مع حالة أو حالتين تمثل العشائر والجيش ……….

وهي الصيغة الأقرب للواقع بوضع لجنة صياغة للدستور يجري عليها الأستفتاء وتجري على أساسها الانتخابات ……..

مشيراً أن القضية الأساسية هي قضية جنوب اليمن ومصيره ، فهو مرجح ذهابه إلى دولة اتحادية بإقليمين ، لكل منهما حكمه السياسي ونظامه ودستوره ، مع نظام فدرالي مشترك لإدارة الإقليمين تحت عنوان سياسة خارجية واحدة ودفاعية وربما مالية في بعض أجزائها ….

فهو يضمن أشراك الجميع في الحكم ، ويخرج اليمن كورقة سعودية خالصة من التداول ، ويفتح الباب على يمن ديمقراطي وفرصة إصلاح ، وهو ماسينعكس مع الملف البحريني على الواقع السعودي الذي سيكون تحت ضغط ” داعش ” وتنامي الإرهاب من جهة ، ونمو اللبرالية من جهة أخرى ، والتي لها مرتكزات في النخب السعودية …..

 

مضيفاً أن السعودية خلال العام وربما الذي بعده أيضاُ ، هي ذاهبة إلى مزيد من الارتباك والانطواء بين تلاشي دورها الإقليمي في معادلة التوازنات وبين التحجيم ..

لنشهد ذهاباً عُمانياً وكويتياُ باتجاه إيران ، وحضور إيراني أكبر في العراق ، يعطي إيران مزيداً من القوة ، خصوصاً بعد الاتفاقية الدفاعية مع العراق ، والتي بدأت نتائجها تتضح بمزيد من التعافي العراقي مع علاقة وطيدة مع إيران ، لاتأخذ بيدها الرهانات الأمريكية على فشل الحلف المقرب من إيران ، ووجود داعش في العراق ….

وهذا ما جعل الأمريكي يطرح مساعدته للجيش العراقي في ” الضلوعية ” ، والذي لم تقبله الحكومة العراقية ، لتبقى في خيارها المستقل والقريب من الخيار الإيراني بمقاربة أزمات المنطقة ….

أما سورياً ، فقد أكد رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ، أنه من الواضح أننا نشهد حركة عسكرية لعدد من المواقع ، والتي توجها الرئيس الاسد بزيارته لجنود وصف ضباط وضباط جيشه في ليلة رأس السنة على جبهة “جوبر” ، وتأكيده أن كل ماسينتج في السياسة وغيرها هو عائد لإنجازات هذا الجيش ، الذي تراهن القيادة السياسية والشعب على إنجازاته ، وهو مااختصره الرئيس الأسد أنه بمقدار مايُنجز في الميدان والانتصارات ، يكون الحل السياسي قابل للتطبيق ، لأن سورية ستكون جاهزة للتفاعل معها ….

لافتاً أن هذه الزيارة ليست ” فلكلورية ” ولا ” بروتوكولية ” في رأس السنة ، فهي رسالة سياسية تؤشر لعام /2015/ م وتقول ان هذا العام هو عام الحسم العسكري ن وأن الرهان في سورية على الجيش العربي السوري …….

مضيفاً أنه سمعت من الرئيس الأسد كلاماً مباشراً وأتشرف بنقله إلى السوريين وغير السوريين  أنه ” أمام أزمات الأحزاب التي تعيش في السلطة تكلساً وترهلاً وبيروقراطياً ، وأمام الضغط الإعلامي والاجتماعي لإجراءات الكفاح ، تفكفك الكثير من عناصر تدخل الأحزاب العقائدية في مجتمعاتها مثل الشبيبة والاتحادات الطلابية وغيرها من أُطر التعبئة والبناء العقائدي ، وأنه أمام تسلل أمراض الفساد إلى اللغة الحزبية ، وكثرة المتلقين الذين يدخلون الأحزاب الحاكمة للوصول إلى منصب أو موقع ….

فإن الجيش العقائدي هو الحزب الحقيقي لأن مقياس التضحية والتكسب في الجيش مختلف ، ولأن الجدية في خدمة العقيدة ببوصلة الأمن القومي الذي تمثله حالة سورية ، والصراع مع إسرائيل وحماية المقاومة كلفته هي ” دماء مباشرة ” ..

مشدداً أنه بالمفهوم العقائدي يضع الرئيس الأسد يده على جرح حقيقي منذ العام /2000/م ، وهو أن الجيش هو حزب التغيير الحقيقي ، وهو القوة التي تحمي وتمنع إنزلاق سورية ، وهو المكان الذي يُستثمر فيه بالعقل قبل أي شيء أخر ..

مؤكداً أن الرئيس الأسد على تماس مباشر مع كل من تجاوزت رتبته نقيب ومافوق في الجيش ، وتربطه به علاقة عميقة تتخطى حدود مجرد المعرفة ، وبالتالي فإن بيانات التدريب اليومي والأنشطة والوضع الاجتماعي والمشاكل الشخصية وموضوع التسلح واستيعاب السلاح والتعلم والتطور الجامعي ، كلها تحت عينه وبإشرافه وعنايته وأهتمامه ….

ولهذا المعنى قال الإسرائيليون سنة / 2010/م أن ” الرئيس الأسد يُقدم على شيء خطير جداً ، وهو أنه يبني جيشاً سيكون جاهزاً للحرب في عام /2015/م   وهم يؤسسون على هذا المُعطى ” …

فقد وضع الإسرائيليون قرار سورية سحب جيشها من لبنان في موضع فرصة تأهيله وتكوينه على قواعد البنى القتالية …

مضيفاً أن هذا الجيش الذي نصفه بنية مقاتلة ، يحوي من كل بيت سوري جندي محارب  ، وهناك صلة بين الرئيس وهذا البيت ، أي أن هذا الجيش هو خشبة خلاص سورية ، فقد حمل هذا ” الجيش الشعبي ” تقاطعاً مع نظرة الرئيس الأسد لوقتية الحسم ، ولهذا كان التمهل في هذا القرار ….

وهو ماجسدته زيارة الرئيس الأسد ليلة رأس السنة ، ليقول أن هذا عام السياسة والمفاوضات المبنية على إنجازات هذا الجيش الأساسية والحاكمة ، وأنه سيكون آلة الحسم العسكري ضد ” داعش ـ النصرة ” ،….

منوها ان الحل السياسي في سورية لاينضجه إلا الجيش وأنجازاته ، ويترافق مع هذه الأنجازات حركة سياسية تقول باللسان الروسي : إما أن يكون الغرب مع الجيش العربي السوري وإما مع داعش والنصرة ….

 

وهذا الحل عوانه أن الرئيس الأسد هو عنوان سورية القادمة ، وأن الجيش هو أداة سورية ، وأن الأطر السياسية للدولة من حكومة وبرلمان يجب أن تتسع للمعارضين المستعدين للتسليم بحقيقة أن الرئيس الأسد هو الوجدان الجمعي للسورين ، وأن الجيش العربي السوري هو أداتهم لمقاتلة هذا الإرهاب ….

لافتاً أن الحل السياسي هو إيجاد مخرج للمعارضة التي تريد التموضع وراء الرئيس الأسد وجيشه ، وأن هذا المخرج هو الحل السياسي المناسب للغرب لأن المعارضة التي لاتؤمن بهذا الحل لانريدها …..

ولذلك المعارضة التي تحتاج لوزن برلماني غير موجود أصلاً ، تحتاج لموضع ، ولذلك سُلم الملف لـ”مصر” ، التي ثقلها مع الإخوان والقاعدة سيمنع حضورهم في المفاوضات ، وهي بذات الوقت وضع مريح للسعودية التي لاتستطيع الحضور بسبب الكيد الذي تخبأه ….

فمصر ستنتج وفداً معارضاً من عيار ” حسن عبد الهظيم ـ ميشيل كيلو ـ معاذ الخطيب ـ هيثم مناع ـ ……” للذهاب إلى موسكو والتشاور …

مؤكداُ أن سورية إلى الحسم العسكري وتأمين الطرق الدولية ، وأن مبادرة ” دي ميستورا” المعدة لحلب قد تنجح في الوصول إلى الجنوب السوري وإلزام الأردن الذي يبحث عن حل لمشكلة ” الطيار ” التي أثبتت أن هذا الحلف لايرتكز على قواعد متينة فهو أشبه بالحلف ” الكرتوني ” ، وهو ماسيُلزم الأردن بحل على قاعدة حل أمني يرافقه إغلاق الحدود …

فسورية للعام /2015/ م هي سورية المدن الكبرى والطرق الدولية والحدود الدولية بيد الدولة ، وهي وجهة النصر العسكري والنصر السياسي ، وعلى خلفية هاتين الوجهتين ستكون تجربة الانتخابات في عام /2016/ م القادم ، وإطلاق عجلة الإصلاح وتطبيع العلاقات مع سورية   ، والعودة إلى الاتجاه المعاكس الذي بدأ منه استهداف سورية منذ عام / 2011 /م …..

أما بالنسبة لتركيا فقد أكد قنديل أنها ستكون في العام القادم ذات وضع تصاعدي للأزمة الداخلية المؤسسة على الفشل الكبير الذي أصاب الحلم العثماني ، وفشل مشروع الأخوان ، والعجز عن جعل الغرب رأس حربة في المعركة مع سورية لحساب الميزان التركي ، والعجز على جعل تركيا شريكاً في المفاوضات مع إيران ، والعجز عن كسر شوكة مصر في المعادلة الغربية ….

مشيراً إلى أن انتقال الأزمة إلى الداخل التركي ستكون الثمرة الأولى في عام /2015/م ، والتي سنرى من خلالها اضمحلالا وضموراً وترجعاً   تركياً ، فهو عام الصراع ” التركي ـ التركي ” …

أما لبنان فقد لفت قنديل إلى إمكانية أنتاج رئيس للجمهورية في هذا العام ، وهو بالمختصر الرئيس الذي ترتاح له المقاومة ، منوهاً أن العنوان الأبرز هو العماد “عون ” ، فقد تقتضي الظروف للمناورة على أسم الوزير ” سليمان فرنجية ” أو الوزير “جان عبيد” ، مستبعداُ أسم قائد الجيش العماد”جان قهوجي” …

ولافتاُ إلى أن المعادلة هي رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة ، ‘ذا ماأراد “سعد الحريري ” رئاسة حكومة ، فلن يتفق هذا الطرح إلا مع تسمية العماد عود رئيساً للجمهورية أو نسبياً مع تسمية الوزير سليمان فرنجية ….

مشيراً أنع في حلول الربيع سنكون مع إنهاء لملف القلمون ومن عبره ملف العسكريين المخطوفيين الذي سيكون له نهاية إيجابية وليست دراماتيكية كما في البداية ….

.وتسليم الملف للقائد العام للأمن العام اللواء “عباس أبراهيم”، مع اختفاء الضجيج” الجنبلاطي ” ومسمياته الذي يشبه الزبد الذي يذهب جُفاء ، وماينفع الناس سيمكث في الأرض ، وهو التفاوض الجدي ، المبني على أسس والذي آن آوانه …

معتبراً أن لانتخابات في عام /2015/ ، والملف الرئاسي هو لما بعد شهر آيار للعام الجاري ، مضيفا أن المسعى الفرنسي هو مظهري فقط وأن العمق في التسويات هو ” إيراني ـ سعودي ” بالتأكيد ، مع مهلة الأربع شهور التي أعطيت للتفاوض …

 

أما فلسطينياً فقد أشار قنديل إلى أن الإسرائيلي هو في موقع الخاسر في مقابل كل مايجري لجهة مكانة إيران وتعافي مكانة سورية وأرتياح المقاومة ، وهو ماأدى لانهيار الحكومة الأسرئيلية ، ليعود إنتاجها بيد ” نتنياهو” ….

فبعدم وجود قوة تحمل أسرائيل على قاعدة ” حرب أو سلم ” ، يصبح الرهان على كسب الوقت من قبل الأطراف المتصارعة في الداخل الإسرائيلي تحت عنوان ” الوقت الأطول ” للبقاء في السلطة وهو ماينتهجه نتياهو …..

منوها إلى عودة حماس للتموضع في الخيار المقاوم ، وعدم تحمل ” محمود عباس ” لدفع فاتورة التفاوض بدون أمل مستقبلي ، مما سيؤدي إلى تصاعد أصوات الاستيطان في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، فهي فلسطين الذاهبة إلى مزيد من الاشتباك عام /2015/م دون أفق لحلول سياسية ، منوهاً إلى أنها ستحضر كقضية في الملفات الإقليمية التي لايمكن لأمريكا الاستغناء عن إسرائيل فيها ، ولايمكن لإيران وسورية التخلي فيها عن المقاومة ، لتعود حالة ربط النزاع إلى المكان الذي كانت فيه سورية قبل الأزمة ، والذي نجزم أنها بدأت بسببها ………

طريقة ” عبدالناصر ” ليس مطروحاً ، فهي في حرب مع الإخوان تستنزف الكثير من قدرتها ، بالإضافة لوجود طحالب القاعدة وداعش التي بدأت تتحرك فيها ، وهذا مايجعل الهم الأمني حاضراً ، والهم السياسي العروبي غير واضح ….

فمصر الدور لا الدولة بحسب تعبير ” محمد حسنين هيكل” تبحث عن دور لاتستطيع تحقيقه بإمكانياته ، لذلك موقعها هو مايعطيها هذا الدور بالتجاور مع السعودية لجهة حفظ ماء الوجه السعودي في الملف السوري …

مضيفاً أن عام /2015/ م بالنسبة لمصر عنوانه ” المخاض المصري المستمر ..

أما ليبيا فهي إلى مزيد إلى التشظي والحروب الأهلية ، ولكن قد تكون بوابتها الوحية للخلاص هي بقائها مع مصر والجزائر ضمن التعاون المثمر المستند إلى إرادة الليبيين الداخلي والغير نعبر عنها مؤسساتياً ….

ملمحا إلى الدور المصري الجزائري العسكري في ليبيا ، والذي يؤسس لحكومة فيها تريح الجوار ….

لافتاً إلى الدور الأوروبي الذي أستثمر بوضع اليد على ليبيا ، وأن أوروبا مازالت تحسب حسابها من النفط الليبي ، لذلك هي تحتاج إلى حكومة ضعيفة ومتشظية ، وهي العقبة الموجودة أمام ليبيا …..

فبعدم وجود إرادة أوروبية تمنح دوراً دولياً لمصر والجزائر من أجل حضور عسكري يحسم الوضع في ليبيا ، ستذهب ليبيا إلى وضع تكون فيه ” قنبلة موقوتة ” لكل الجوار ..

فعنوان ليبيا لعام /2015 /م هو “النزيف المستمر والحرب الأهلية المفتوحة ” إلى أن ينضج الحل العسكري الجزائري …

مختتماً أن تونس تستحق بجدارة أن تكون البلد الوحيد الذي عرف ربيعاً ، مضيفاً أن حزب النهضة في هذه المرحلة يتعلم الدروس الكثيرة ، فهذه الحركة التي تقول أن الشعب التونسي أعطانة الفرصة لم يسحب ثقته منا ، بدليل حصولنا على نسبة تصويت زادت عن الثلث ، ومنح منافسنا صفة الأغلبية التي لم تعطي إمكانية الحكم منفرداُ ، وهذا يُعتبر نضوج لجهة تقبل الخسارة نيابياً ورئاسياً …

فالتجربة التونسية تقول أن الربيع الحقيقي جرى عندهم ، بغض النظر عن النتيجة التي تقول أن ” السبسي ” هو امتداد لنظام بورقيبة وزين العابدين ، لكن هذه النتيجة أنضجت الأخريين……

مشيراً إلى أن القومي واليساري قد خسر خيرة ماعنده من ” شكري بلعيد” ورفاقه الشهداء ، هو أمام امتحان قابلية استعادة نفسه متسائلاً هل سيشكل الاتحاد العام التونسي للشغل رديفاً حقيقياً  لمعارضة تطرح الهم الاجتماعي والاقتصادي والاستقلال الوطني ؟؟….

فالحقيقة التونسية اليوم تقول أن ثمة أمل في أن تكون أمام تجربة بيصيرورة سلمية تتقدم وتتطور فيها اللعبة الديمقراطية ، لتقدم المزيد من النخب التي تطرح أسئلة جدية وتتفاعل مع حركة الشعب وتطلعاته ، مع استثناء أننا لم نسمع عالياً صوت ” فلسطين “في تونس هذه المرة .

تحرير : فاديا علي مطر

قد يعجبك ايضا