ندوة د. فايز رشيد في “المنتدى” الإشتراكي بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة تحت عنوان “حوارية فلسطين وجدلية التحرر القومي… قراءه في ازمة مشروع التحرر الوطني”

الإثنين 14/5/2018 م …




الأردن العربي –

جرت مساء السبت الماضي الموافق 12/5/2018 ندوة في المنتدى الإشتراكي  تحت العنوان المدوّن أعلاه بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة. ابتدأ د. رشيد  محاضرته محييا  الحضور, والمنتدى على دعوته له, ثم استذكر مقولة الشهيد “مهدي عامل” – مآساة الثورة أن تكون أداة الثورة عائقا لها- ثم ردد التساؤل الذي كان قد طرحه القائد د. جورج حبش: لماذا هزمنا؟ وفي الإجابة, تساءل المحاضر. هل نحن حركة تحرر وطني أم حركة ثورية؟, مبينا الفارق بين الفهمين, موضحا الشروط الأساسية للأخيرة:امتلاكها للقيادة ذات الأصول الكادحة,وللنظرية الثورية , وممارستها للنقد الثوري البنّاء. مفصلًا  , أن حركة العداء للإمبريالية هي ذاتها تتمثل  في التناقض  مع الرأسمالية المستغلة, ولأنه لا يمكن الفصل بين السياسة والاقتصاد , فإن الشرائح البورجوازية الكبرى في المجتمعات, لها مصالح مشتركة مع الرأسمالية في مختلف أطوارها , وبالتالي  من الطبيعي والحالة هذه أن تتقيد بالتبعية لها, مع العلم أن البورجوازية الكولونيالية ستظل تسعى إلى إيقاع حركات التحرر الوطني في سلسلة من الأزمات المتتالية. كما أوضح رشيد وجهة النظر الماركسية  حول “المسألة اليهودية” مستشهدا بما قاله ماركس ولينين حول هذا الموضوع, ومبينا خطأ اعتذار الرئيس الفلسطيني عمّا قاله حول الصهيونية, في خطابه في افتتاح الدورة اللاتوحيدية الأخيرة (23) للمجلس الوطني الفلسطيني مستشهدا بأقوال كتّاب ومفكّرين يهود وغيرهم على كل صحة ما قاله عباس حول الأضاليل والأساطير الصهيونية, مبينا وبالأحداث الملموسة الخطر الإسرائيلي على الدول العربية, كما خطة برناد لويس إلى تقسيم الدول العربية إلى 42 دويلة, وإلى مشروع بن غوريون المعروف بالخطة “دالت”

ثم تطرق المحاضر إلى الأوضاع الفلسطينية الحالية. مبينا أن آفاق التسوية باتت مسدودة تماما, وموضحاً, أنه في الوقت الذي تقتضي فيه مرحلة التحرر الوطني الفلسطيني, إنشاء الجبهة الوطنية الفلسطينية  التي تعزز المشروع الوطني الفلسطيني على أساس القواسم المشتركة ” الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطيتية”, يتكرّس الانقسام بين الضفة الغربية  المحتلة, وقطاع غزة المحاصر إسرائيليا…كما أشار المحاضر إلى ما سبق وأن أعلنه شامير في مفاوضات مدريد “من أن إسرائيل ستطيل المفاوضات عشرين عاما”, وبالفعل هذا ما حصل!موضحا عبثية نهج المفاوضات والإصرار عليه, متسائلا ” عن مطلق حركة تحرر وطني لم تنتهج الكفاح المسلّح لتحرير أرضها ؟ إضافة بالطبع إلى كل أشكال المقاومة, مستشهدا بأقوال المناضل نلسون مانديلا, الذي لم يساوم على وقف الكفاح المسلح مقابل إخراجه من السجن, رافضا طلب كلينتون منه بوقف هذا الكفاح, بالطبع بعد تحريره, أثتاء زيارته لأمريكا, مع العلم أن الجمعية العامة شرّعت المقاومة بقرارين واضحين للشعوب المحتلة , القرار 3034 لعام 1972, بما في ذلك “الكفاح المسلّح” القرار رقم 3314 لعام 1974. كما أوضح المحاضر السبل الكفيلة بالخروج من المأزق. تطرق د. رشيد إلى قرار الرئيس ترامب الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, وهو ما شكّل تغييرا شكليا في النهج الأمريكي السابق , وليس تغييرا سياسيا, فلا يمكن أن تكون أمريكا إلا منحازة لإسرائيل  وببغاء لها.ثم تطرق رشيد إلى الظروف التي أدّت إلى نموّ الإسلام السياسي, موضحّا كافة الاتجاهات فيه, وإلى الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية في العالم العربي, وإلى الظروف الإقليمية والمستجدات الرسمية العربية في الانتقال بالعلاقة والتطبيع  مع إسرائيل من السرّ إلى العلن, ومحاولة البعض الضغط على الفلسطينيين للقبول بما “تجود” به عليهم إسرائيل في صفقة القرن التي يحاولون تمريرها لتصفية القضية الفلسطينية .

كما تطرق المحاضر إلى المتغيرات الإسرائيلية على مدى مرور سبعة عقود زمنية على إقامتها الفسرية, بالتحالف مع قوى الاستعمار آنذاك, مشددا على هذا الارتباط العضوي المتين بين الجانبين, معددا حصيلة وأهداف : مؤتمر كامبل – بينرمان,  اتفاقية سايكس بيكو , وعد بلفور, ومضمون ورقة الضمانات الإستراتيجية الأمريكية لإسرائيل. أما بالنسبة للمتغيرات, فيتمثل أهمها في التالي :تنامي اليمين الأكثر تطرفا في الشارع الإسرائيلي طرديا مع سنوات وجود إسرائيل, السعي حثيثا نحو تطبيق شعار “يهودية الدولة”, قوننة العنصرية , فقد تم سنّ 142 قانونا عنصريا في السنوات الأخيرة , الصراع بين التوراتي والقانوني. محاولة تحويل الصراع إلى صراع ديني. أما الأزمات التي تستوطن إسرائيل ,فأهمها: عدم التجانس بين  الشرائح الإثنية اليهودية, ازدياد الهجرة العكسية, أزمة الديموغرافيا , أزمة تعريف من هو اليهودي, فشل تهويد أهالي منطقة 48 من الفلسطينيين العرب. أزمة الإحساس بالأمن, هاجس زوال إسرائيل. أما حول مخططاتها , فأوضح رشيد أن حلم دولة إسرائيل الكبرى ما زال يراود الأحزاب اليمينية والدينية الصهيونية, كما المناداة بإبادة الفلسطينيين من قبل بعض الحاخامات.وقد وصف نتنياهو إسرائيل ,بأنها تعيش بين غابة من “الوحوش المفترسة”! مبينا أقوال القادة الصهاينة “بأن لا دولة ثانية ستقام بين البحر والنهر غير إسرائيل”, وأن إسرائيل تختزل الحقوق الوطنية الفلسطينية في حكم إداري ذاتي هزيل على السكان ,وليس على الأرض, وما فوقها وما تحتها , وعلى معابرها  ومستلزمات الأمن الإسرائيلي فيها.

كما أوضح د. رشيد عوامل أزمة حركة التحرر الوطني العربية. مبينا أنها أزمة بنيوية , أزمة برنامج ,أزمة قيادة, أزمة نهج سياسي, أزمة خطاب سياسي , أزمة بديل, أزمة فعل وأزمة ثقة . كما شدد على الارتباط العضوي بين الخاص الوطني والعام القومي,  مبينا الأسس الكفيلة بالخروج من أزمتها .ثم دار حوار  بين  رشيد والحضور. قدّم المحاضر الأستاذ رسمي الجابري , وقد كانت له مداخلة مهمة حول الموضوع المطروح.

 

 

 

قد يعجبك ايضا