مسؤول ايراني كبير يدعو السعودية لحوار حول النفط

 

 

 

الأردن العربي ( العالم ) ( الأحد ) 4/1/2015 م …

 

 

دعا مسؤول ايراني رفيع السعودية الى حوار مع ايران على اساس قاعدة الربح – ربح، من اجل اتخاذ قرارات لصالح شعبي البلدن فيما يتعلق باسعار النفط، ومنع المزيد من تدهورها في الاسواق، حفاظا على ثروات شعبي البلدين، واكد ان اسبابا سياسية وراء انخفاض الاسعار، بهدف الضغط على ايران في المفاوضات النووية، مشددا على ان الضغوط وتشديد الحظر لن يركع ايران، وان بلاده مستعدة لأسواء الاحتمالات.

وقال رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت لقناة العالم الاخبارية الاحد: ان النفط من السلع التي لا تقتصر على البعد الاقتصادي، بل انه يعتبر سلعة سياسية اكثر منها اقتصادية، وقد استخدمه الكثيرون كورقة ضغط حتى الان.

واضاف نوبخت ان منظمة اوبك تشكلت من اجل حفظ طاقة الانتاج واسعار النفط، ومن الطبيعي ان ينظم الاعضاء انتاجهم حسب الطلب، وكنا نتوقع في جلسة اوبك ان يقبلوا واقع ان العرض اكثر من الطلب، ويعملوا على خفض الانتاج، وان يتخذ بعض اعضاء اوبك قرارا منصفا لخفض الانتاج وتثبيت الاسعار، من اجل حفظ الموارد القومية واستفادة شعوبهم منها، لكن لم يحدث ذلك للاسف.
 
موارد النفط ثورة الشعب، ويجب الحفاظ عليها

واكد رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت ان ايران تعتبر النفط ثورة لشعوب الدول المصدرة وعملت مع الدول الاخرى من هذا المنطلق على ايجاد قرار مشترك لخفض الانتاج، من اجل عدم اهدار هذه الثروة، لكن لاحظنا ان السعودية تقاوم ذلك، وبعض الدول لم تقبل بالخفض لاسباب ما، مشيرا الى ان السعودية ربطت خفض انتاجها في البداية بان تعلن روسيا استعدادها لذلك ايضا، وروسيا أبدت استعدادها، لكن السعودية بقيت مصرة على عدم خفض الانتاج، والذي ادى الى انخفاض الاسعار.

 

واشار نوبخت الى ان السعودية اكدت انها لن توافق على خفض الانتاج حتي لو انخفضت اسعار النفط اكثر، وهذا يدل على ان السعودية تريد حفظ الاسعار على مستوياتها الحالية ومنع ارتفاعها، داعيا الى تظافر الجهود بين الشعوب المسلمة، خاصة التي تنتمي دولهم الى اوبك، من اجل تثبيت الاسعار وحفظ مواردها.

اسباب سياسية وراء هبوط اسعار النفط

واكد رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت ان اسبابا سياسية وراء انخفاض اسعار النفط، مشيرا الى تصريحات نائب وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز وكبير المفاوضين الاميركيين في الملف النووي مع ايران حول خفض اسعار النفط بهدف الضغط على ايران.

واضاف: لقد جربوا الشعب الايراني ومقاومته وصبره على مدى السنوات الـ 35 الماضية، ولم يتمكنوا من اخضاع ايران بالطرق العسكرية، فهل سيستطيعون ذلك بالحظر الشامل، بعد ان فشلت الصواريخ التي قتلت المدنيين ان تركع ايران؟.

ووصف نوبخت خفض اسعار النفط بأنها سياسة غير حكيمة وغير مدروسة، معتبرا ان انخفاض الاسعار حتى الى مستوى دولارين للبرميل هو اقل تأثيرا من الحظر.

وشدد على ان انخفاض اسعار النفط مهما بلغ لن يركع ايران، رغم انه يمكن ان يتسبب ببعض المتاعب لها، لكنها لن تجعل الشعب الايراني يستسلم، كما انها لن تعيق حركة التنمية والتطور في ايران.

دعوة للسعودية للحوار حول النفط

وحول ما اذا كانت ايران قد خططت لإجراء محادثات مع السعودية حول خفظ الانتاج، ومنع انخفاض الاسعار قال رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت: نحن ننتظر من اخواننا المسلمين المسؤولين في السعودية ان يتخذوا ومن خلال حوار على اساس الربح – ربح، قرارات مجدية لصالح الشعبين، ونرحب باي قرار في هذا الاطار.

واشار نوبخت الى امكانية اقامة محادثات بين مسؤولي البلدين في المستقبل من اجل اتخاذ قرارات مشتركة، واكد ان هذا القرار اذا لم يتم اتخاذه فاننا لن نتراجع عن اتجاهنا ونهجنا، بل نحن حاضرون لضروف اسوأ، كما اننا متفائلون بان يتخذ اخواننا المسلمون في السعودية مع المسؤرولين في ايران قرارات محسوبة  لصالح شعبي البلدين.

الحظر يحقق مكاسب اخرى لايران

وحول مدى تأثير العقوبات الاميركية الجديدة اذا ما ارادت الولايات المتحدة ذلك، على مسار المفاوضات النووية، قال رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت: ان ذلك سيكون مكسبا آخر لايران، وسيثبت ان الاميركيين ليسوا صادقين في ما يقولون، نحن وفينا بالتزاماتنا في المفاوضات، والوكالة الدولية لطاقة الذرية ايدت ذلك، والمسرؤولون الاميركيون انفسهم اكدوا في تصريحاتهم ان ايران التزمت بكل ما وعدت به خلال المفاوضات.

وتابع نوبخت: وبذلك اذا كان الاميركيون يسعون للاظهار للعالم ان ايران هي التي لا تقبل المنطق في التفاوض، واذا ما تم تشديد الحظر، فإنه سيكشف انهم ليسوا صادقين في اقوالهم وافعالهم، وهذا سيكون مكسبا كبيرا لايران.

ايران تستعد لتقليل اعتمادها على النفط

واكد رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت ان ايران استعدت خلال السنوات الماضية لتقليل اعتمادها على موارد النفط، واشار الى اكتفاء ايران في مجال انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل طهران البحثي الطبي، وانتاج النظائر الطبية، بعد ان كانت تستورد ذلك اليورانيوم من الخارج، واليوم نستعد نحن لظروف اسوأ، وقد اثبتنا انهم كلما شددوا الحظر علينا زدنا ثباتا ومقاومة، واعتمدنا على انفسنا، وطاقاتنا وامكانياتنا المحلية، واليوم كثير من الصواريخ المحظورة علينا نصنعها في الداخل، وكذلك الطائرات من دون طيار، ورأيتم كيف حصلنا على تقنياتها.

واكد نوبخت ان حكومة الرئيس روحاني تمد يدها الى كل الشعوب، واظهرت حسن منطقها خلال مفاوضاتها مع 5+1 حول البرنامج النووي، لكننا لم نكتف بذلك، ولم نراهن على نتائج المفاوضات والتوصل الى حل، ومع اننا متفائلون، لكننا حضرنا انفسنا لاسوأ الاحتمالات والظروف.

توقعات بارتفاع اسعار النفط

وحول مستقبل اسعار النفط قال رئيس منظمة الادارة والتخطيط في ايران محمد باقر نوبخت ان بعض الدول وضعت ميزانياتها على أسعار أعلى بكثير من اسعار النفط الحالية، لان عددا من المسؤسسات الدولية المعتبرة تتوقع ان ترتفع اسعار النفط الى اكثر من 80 دولارا، لكننا وضعنا ميزانيتنا على سعر اقل من اجل برمجة وتخطيط ادق وافضل.

قد يعجبك ايضا