امراة… بالف امراة / ناريمان عواد

إمراة... بألف إمراة بقلم:ناريمان عواد ناريمان عواد ( فلسطين ) الإثنين 5/3/2018 م …
رغم حبي لباقات الورود ” التي تعتبر من نقاط ضعفي ” حيث تقفز روحي خارج صدري عندما اشاهد باقة جميلة من الوان الازهارالرائعة التي تكثر في ارجاء وطننا الغالي فلسطين ، ازهار جميلة ترتب بعناية وبذوق ” ونحن اهل الذوق ” تقدم في حفل تكريمي بمناسبة الثامن من آذار ، هذا اليوم الذي يشكل انعطافة دولية هامة للاعتراف بالنضال النسوي على مستوى العالم لتحقيق المساواة ، وفي فلسطين اعتبر هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الاجر وهو انجاز كبير للرئيس الراحل ياسر عرفات تقديرا للمراة الفلسطينية التي قدمت التضحيات تلو التضحيات على مدى سنوات طويلة من تاريخ الثورة العملاقة وحرصت الحكومات المتتالية على ابقاءه ولكن تجديده سنويا مع تمنياتنا ان يكون هذا اليوم حقا مكتسبا ثابتا للعائلة الفلسطينية وللمجتمع الفلسطيني وللمراة الفلسطينية لرمزية ما يحمله هذا اليوم من اعتراف بمكانة المراة الفلسطينية ودورها في كافة الحقول والميادين .
ما ان تقترب مناسبة الثامن من آذار حتى تتوالى الفعاليات التكريمية للمراة الفلسطينية باشراف حكومي أو أهلي وتتخذ التكريمات البعد الشكلي ما بين توزيع باقات الورود او الدروع ،وتنتهي الاحتفالات ، وتبقى المراة تعاني ما تعانيه من عدم قدرتها على الانتصار لقدراتها الخلاقة وكفاءتها .ورغم اهمية السياسات التي رسختها الحكومة على طريق ماسسة السياسات الحساسة للنوع الاجتماعي الا ان المراة تعاني من عدم قدرتها على مواجهة التحالفات الذكورية للاستيلاء على مواقع صنع القرار . تحالفات تحكمها المصالح
التي بنيت ورسخت على مدى سنوات طويلة وتبتعد بمجملها عن البناء المؤسسي الصحيح التي ينتهي في تضخيم دور الفرد وغياب العمل بروح الفريق ليضعف من معيار الكفاءة والمهنية ويلقي بظلاله السوداء على ضعف المؤسسة برمتها .
تشير التقارير الدولية الى ان المراة اقل فسادا في الحكم حسب ما تشير اليه معايير النزاهة والشفافية في العالم ، فماذا يتم التغاضي عن هذه المؤشرات واهمية ألاخذ بها لتعزيز حضور المراة ومساهمتها في الحكم الرشيد الذي يحتاج الى كفاءات نوعية وان لا تبقى المؤسسات الرسمية او الاهلية تعمل باسلوب عشائري . وامام ما يفرض من مؤامرات تستهدف المشروع الوطني برمته فانه من الضروري الالتفات لاهمية بناء المؤسسة الفلسطينية على اسس مهنية واجتثاث ما تعانيه من الترهل والشللية وتدني معيار الكفاءة والمهنية .
ان نجاح المهمة يتطلب ورشة شاملة للبناء قادرة على استقطاب الكفاءات النسوية النوعية ” وهي كثيرة ” ولكن فرصتها للوصل والمنافسة تحتاج الى اردة سياسية .
شكرا لكل من يقدم الورود الجميلة ….ولكن نحتاج أن نأخذ حصتنا في مواقع صنع القرار .

قد يعجبك ايضا