سوريا والغاز واصحاب الخوذات البيضاء ( الجزء الأول) / عمرو سمبل

نتيجة بحث الصور عن عمرو سمبل

عمرو سمبل ( مصر ) الإثنين 26/2/2018 م …

يحدثنا المفكر الشهير نعوم تشومسكى فى كتابه الرائع ( السيطرة على الإعلام والإنجازات الهائلة للبروباجاندا) عن تعريف الديمقراطية الحقيقية بأنها النظام السياسى الذى يوجب ان يشارك الشعب مشاركة فعالة فى ادارة شئونه وان وسائل الإعلام يجب ان تكون حرة ومنفتحة..ثم يحدثنا عن المفهوم الواقع المتحقق للديمقراطية التى تمنع العامة منعا باتا من ادارة شئونهم وكذلك وجوب وضع كل وسائل الإعلام تحت السيطرة المشددة..ثم يتحدث عن اول نتائج استخدام وسائل الإعلام فى تضليل الشعوب على يد لجنة كريل التى شكلها وودرو ويلسون رئيس أمريكا عام 1916 للترويد لسياسته وفى خلال ستة أشهر فقط نجحت تلك اللجنة فى تحويل الشعب المسالم الى شعب متعطش للحرب والدماء…كان ذلك عام 1916 .




اما عام 1941 واثناء الحرب العالمية الثانية فقد ارادت امريكا اقناع شعبها بضرورة التدخل فى الحرب الدائرة فى اوربا وأسيا وأفريقيا , فأنشات لذلك الغرض هيئة لا تختلف عن لجنة كريل وهى مؤسسة فريدوم هاوس وكان دورها الرئيسى الترويج لدى الشعب الأمريكى للإشتراك فى الحرب العالمية الثانية ونجحت الهيئة التى تشكلت من رجال مخابرات على اعلى مستوى فى غسل عقول الشعب باستخدام محطات الإذاعة والجرائد ( وهى وسائل الإعلام المتاحة حينها), فاصبح المواطن الأمريكى البسيط مهيئا لدخول بلاده فى حرب تدور بعيدا عن أرضه.
وعلى الجانب الأخر كانت المانيا تعمل بكل كفاءة على يد عبقرى النصب الإعلامى يورف جوبلز وزير الدعاية فى الة هتلر الحربية والذى ساهم مساهمة فعالة فى قيادة المانيا الى الجحيم بإستخدام وسائل الإعلام وهو صاحب شعار عبقرى لا يزال تطبيقه حاليا يجرى بنجاح منقطع النظير وهو ( إكذب حتى يصدقك الناس) ليسير الشعب مثل الأعمى الذى يقوده السفاح الى حافة الجبل.
فما بالنا بما يحدث الأن فى 2018 بعد اكثر من مائة عام على تشكيل لجنة كريل…
الواقع ان كل وسائل الإعلام اصبحت تحت سيطرة قلة قليلة يمثلون جزأً من كيان كبير يسيطر على الأقتصاد بكافة اشكاله من شركات بترول ومصانع السلاح وشركات تصنيع أدوية والشركات العشر المسيطرة على كل غذاء العالم. انا شخصيا اسميها بكل بساطة ( شركات الحرب العابرة للقارات) لان بإستطاعة تلك الشركات ( التى تسيطر بدورها على السياسيين ) ,ان تقيم حربا هنا وأو تفرض سلاما هناك او تتسبب فى نشوب حرب أهلية فى بلد ما او تخطط لربيع عربى كى تتخلص من حكام وتضع بدلا منهم اقزام ينفذون ما تمليه عليهم ,تلك الشركات التى لا تبحث سوى عن تحقيق مصالحها المالية فقط حتى ولو تكلف ذلك دماء مئات الألآف او ارواح الملايين من الشعوب الفقيرة المغلوبة على أمرها.
اليوم أصبحت وسائل الإعلام العالمية والتى تسمى ( Main Stream Media) تصل الى كل إنسان على وجه الأرض ويضاف اليها وسائل التواصل الإجتماعى ثم شهد العقد الأخير انفتاح اجهزة المخابرات على إستغلال التطور التكنولوجى الهائل الذى بدأ مع بدايات القرن العشرين , حتى اصبح الإعلام الأن واحدا من اهم مجالات العمل المخابراتى, وكلها انقلبت الأن الى واحدة من اخطر ادوت الترويج للإكاذيب من أجل فرض المزيد من سيطرة الأقوياء على الجهلاء الأغبياء الكسالى الجالسين امام شاشات التليفزيون ليصدقوا كل ما يصب فى عقولهم من أكاذيب…
ويعد مسرح العمليات الدائر فى سوريا منذ مارس عام 2011 هو أشهر مسرح لعملية النصب والدجل الإعلامى وغسيل المخ الممنهج .بدأت المهزلة اولا بتصوير ما يحدث فى سوريا على إنه ثورة شعب, ثم تصوير الحرب بين الجيش الوطنى السورى وبين مئات الآلاف من المرتزقة الذين جلبتهم قطر والسعودية وتركيا من اكثر من خمسين دولة لتقوم أمريكا بتدريبهم وتسليحهم لتخوض بهم معارك قذرة فى اماكن معدة مسبقا ولو تابعنا خريطة العمليات العسكرية وخريطة ابار النفط والغاز السورية سنعرف حتما واحدا من اسباب العدوان على سوريا و المراد من هذه الحرب القذرة .
ثم كان الفصل الثانى من المهزلة بتقسيم الفصائل الإرهابية الى معارضة ومعارضة مسلحة وفصائل إرهابية فى تقسيم قذر للأدوار يتم برعاية اسرائيلية امريكية وبتمويل عربى لتحقيق اهداف صهيونية …ثم تخرج تصريحات سافرة من بلاد تدعى انها عربية لتحاول ان تقنع الشعوب بان اول طريق الديمقراطية فى سوريا هو التخلص من نظام بشار الأسد , مع ان التخلص من نظام صدام ( الديكتاتور) كان بمثابة فتح الطريق امام خراب العراق وتقسيمها الى سنة وشيعة واكراد ووضعها على مائدة اللئام كلُ يقتطع لنفسه ما يشاء منها وها هى الأن بعد خمسة عشر عاما تتعافى قليلا ربما استطاعت ان تلملم اشلائها ( وهو ما نتمناه ).
ثم عندما لاح النصر للأسد الذى يدافع عن وطنه ,يبدأ الفصل الثالث بتوجيه اتهامات عبثية لسوريا بإستخدام الغاز ضد شعبها فى الغوطة ..هنا تظهر الة الحرب الشيطانية ممثلة فى الإعلام تبث للعالم مشاهد كاذبة,,فهل اصبح الإعلام هو المسيخ الدجال فى عصر التطور التكنولوجى المرعب الذى وصلت اليه البشرية تحت شعار صنع السلام والرفاهية فإذا بهذا التطور ينقلب الى الة قتل ينتشر ضحاياها فى كل بقاع الأرض.
هذا يحتاج الى مقال أخر تفصيلى..

قد يعجبك ايضا