إقناع واقتناع / إيلي أنطون شويري

نتيجة بحث الصور عن كاتب

إيلي أنطون شويري ( لبنان ) الجمعة 23/2/2018 م …




أنتَ تتعبُ كثيرا، وتحزنُ كثيرا، إن حاولتَ، بكل حماس وصدق، أن تقنع الناس في لبنان بوجهة نظرك، على أمل الوقوف معا في العمل من أجل قضية وطنية معيّنة. وأنت قد أصبحتَ مقتنعا كل الإقتناع، بناء على تجارب سابقة، أن لا نجاحَ أكيدًا البتّة في هذه المهمّة الصعبة، مهمّة الإقناع، مهما بلَغَت قدراتك النفسيّة والعقلية والمنطقية والأخلاقية واللغوية. فسرعان ما يصيبك الإحباط، وتفقد قابليتك على الكلام، وتلتزم الصمت والعزلة، إذا حاولت مرة واحدة أن تقنع شخصا واحدا بوجهة نظرك، في أي موضوع، وهو يصدّك بعناد، ويرتفع صوته، ويرفض حتى الإصغاء إليك، فكيف إذا كنت تريد أن تخاطب مئات آلاف الأشخاص، وتحاول إقناعهم، مثلا، بقدسيّة، وجدوى، وجمال بناء لبنان معا، كوطن رسالة، رسالة محبة وتسامح ورحمة وتفاهم وشراكة عادلة في توزيع مسؤوليات الحكم، وفي حياة حرّة، شريفة، عزيزة، كريمة، لجميع أبناء الشعب؟

إن معظم الناس، إجمالا، وهم غارقون في همومهم اليومية، وفي تقاليد عائلية ومذهبية وطائفية قد طبعتهم بطابَعِها الخاص، وأسرتهم بسلاسلها، وفَرَضَتْ عليهم تفكيرا وموقفا مُعَيّنَيْن، لا يُصغون جيدا إلى من يكلّمهم بغير ما تعوّدوا عليه واقتنعوا به، ولا يقرأون جيدا ماذا يُكْتَبُ لهم، ولا يستوعبون جيدا معنى الحوار، ومعنى الإصغاء، وقيمة رسالة النصح والإرشاد والتوعية، التي يحاول أن يوصلها إلى قلوبهم وعقولهم، المتكلّم بصوته الصافي الصادق، والكاتب بكلماته الواضحة المخلصة، والمفكِّر بعقله الناضج، السليم، وقلبه المحبّ.

إن صوت المال في آذان الناس، وصوت الإنتماء النهائي إلى مراكز قوى عائلية وطائفية ومذهبية “تاريخية” مختلفة، أقوى من أي صوت آخر، في صراعهم المستميت، كل لحظة، من أجل لقمة العيش، والبقاء، وإثبات الوجود في مواجهة حَذِرَة للآخر، أي شريك الوطن، في مجتمع تتزايد فيه وتقوى، كلّ يوم، روح التنافس والقسوة والعنف، في كل المجالات، في نفوس أفراده، وجماعاته، ومراكز القوى الطائفية، وساسته، وتنازعُ فيه روحُ الرحمة والحبّ والتسامح والإحترام، وكأنها تلفظ أنفاسَها الأخيرة.

كم يسمعُ الناس، كبارا وصغارا، من المواعظ والنصائح والإرشاد في البيت، ودور العبادة، والمدرسة، وكم يقرأون في الكتب الدينية وكم يصلّون، وكم يبقى الكثيرون منهم الذين نصطدم بهم كل يوم وفي كل مكان، ناقصي أو عديمي الأخلاق في تعاملهم اليومي مع الآخرين، مادّيين وأنانيّين ومتكبّرين، تتملكهم روح الغضب السريع والشتم والتهكّم والسخرية، وهم، لأتفه الأسباب، مستعدّون دائما للتحدّي والمجابهة. لا أحد يحترم أحدا، ولا أحد يصغي لأحد، وصوت العقل والحكمة والمحبّة والرحمة غير مسموع. هذا من الناحية الأخلاقية.

من الناحية السياسية، معظم أبناء الشعب، بشبانه وشيبه، يتابعون كل يوم، باهتمام بالغ حتى الإدمان، الأخبار والتعليقات، ومع ذلك ترى القليلين جدا من أبناء الشعب يكوّنون رأيا سليما، ويأخذون موقفا سليما، غير متطرّف، تجاه الواقع السياسي المحلّي والإقليمي والعالمي، وفي الوقت عينه، لا ترى لبنانيا واحدا يتجرّأ أن يقرّر تغيير رأيه بزعيمه، رغم أن ثمّة من فضح هذا الزعيم المتورّط، مثلا، بسرقات وصفقات وتبييض أموال وتبعية مذلّة للخارج. ولأن هذا الزعيم بالذات زعيم أناني ومتكبر وغير وفيّ، وغير صادق، يرفض هو نفسه أن يغيّر نفسه، لا يهمّه إلا تكديس ثروات لا يحصل الشعب أو مؤيدوه منها إلا على النزر اليسير جدا، ربما يوم الإنتخاب فقط، يوم شراء الضمائر، هذا إن حصل الشعب على شيء، ولا يهمّه إلا بناء الأمجاد والزعامة الأبدية له ولذريته من بعده. وفوق كل ذلك، هذا الزعيم نشيط في كل شيء، خاصة في فنّ الثرثرة والتهكّم، وفي تجميع المال والرجال والسلاح، إلا في مجال خدمة قضايا الشعب اللبناني الحيوية.

هناك ظاهرة إنسانية ثابتة ومعروفة جيّدا، وغريبة جدا، في مسألة الكلام والسماع والإصغاء والإقناع والإقتناع في عالم الإعلام والسياسة: المتكلم بالكذب والنفاق والخداع يلقى إصغاء شديدا لدى معظم الناس، أكثر من المتكلم بالصدق وبالحقّ. الإعلام الكاذب، مثلا، والذي يكرّر كذبته كل يوم على مسامع الناس لتصبح حقيقة في نظرهم، ذلك الإعلام المدعوم ماليا ومعنويا من قبل قوى غنيّة متسلّطة بلا رحمة، لا تتعب من ملاحقة أطماعها وقضاياها، وكل ما يهمّها هو السيطرة على الشعوب والحكام بأية وسيلة ممكنة وبأي ثمن، أجل، الإعلام هذا ينجح في استقطاب الناس وإقناعهم بوجهة نظره ونظر مموّليه، أكثر مما ينجح الإعلام الصادق، غير المموَّل التمويل ذاته على يد الأغنياء الصادقين الأوفياء القلائل. هذا هو الواقع المؤلم: لغة الصّدق لا يسمعها ولا يقتنع بها إلا القليلون. أما اللغة الأخرى، لغة الغش والخداع والكذب، فإن معظم الناس يطربون لها، ويستسيغون سماعها، ويقتنعون بها.

وهناك ظاهرة أخرى لا يجهلها أحد، وهي أن للمال قوة إقناع رهيبة “عابرة للقارات” وللنفوس، لدى كل الناس والشعوب من كل الطبقات والطوائف والمهن والأعمار. قوة الإقناع هذه التي تغيّر رأي الإنسان وقراره وموقفه، بلحظة واحدة، وبأسرع من البرق، من النقيض إلى النقيض، هي أقوى من أي منطق لُغَوِيّ أو فكري أو أخلاقي.

إذًا، عندنا في لبنان، لا يدخل الصوت الصادق إلى آذان كل الناس، وإلى قلوبهم وعقولهم، ليقتنعوا بأن يغيّروا تفكيرهم وميلهم السياسي الموروثَيْن عن أجدادهم، ويغيّروا، بالتالي، موقفهم وتصرّفهم، خاصة يوم الإنتخاب. ثمة ثبات عجيب غريب محيّر في لبنان، هو أقرب إلى العناد غير المبرَّر وغير المقنع، من ناحية الإصطفاف السياسي الطاغي، الذي هو في الحقيقة مزيج من إصطفاف ديني مذهبي طائفي عائلي عرقي، يأتي المال ليقوي من ثباته وصموده. إنه، في كل الأحوال، أمر غير صحّيّ أبدا في الحياة السياسية، وفي تطوّر حياة الشعب نحو الأفضل، ولكن الشعب في معظمه لا يسمع ولا يرى، أو بالأحرى لا يريد أن يسمع ويرى أنه جامد جمود الصخر، لا ينمو ولا يتطوّر في تفكيره وسلوكه، وأنّ وضعه غير صحّيّ، ولا يريد أن يقرّ بأنه يعيش كذبة مخدِّرة، ووهما مريضا، فيما يتعلق بنفسه وباقتناعه السياسي، وبأخلاق معظم زعمائه السيئة، وهو لا يجرؤ على رؤية الخطأ في نفسه وفيهم، ولا يجرؤ على انتقاد نفسه وانتقادهم، ولا يجرؤ على تغيير موقفه منهم إن عجز عن تغييرهم أو إن هم رفضوا تغيير أنفسهم.

معظم أبناء الشعب، بكلمة واحدة، لا يريدون أن يسمعوا بأيّ إصلاح، ولا يريدون أن يحققوا أي إصلاح، ويتهكّمون على من يريد تحقيق الإصلاح، ويشككون في نواياه وقدراته، في الوقت الذي لا يكفّون فيه عن التذمّر والشكوى وندب حظّهم، والخضوع المضحك، وبلّذة فائقة، لشيء مبهم في علم الغيب، لا يمكن مقاومته أو منع حدوثه، إسمه “مكتوب”، وتسليم مدهش لقدريّة، وجبريّة، وحتميّة، كلها نابعة، في نظرهم، من مشيئة الله. وهكذا، يجدُ الناسُ عذرا، يُرضي غرورَهُم، لتقصيرهم وفشلهم وجبنهم. كيف السبيل، في حال غريبة، محيِّرة، كالحال هذه، إلى إقناع أبناء الشعب العابدين لزعمائهم الفاشلين في أداء واجب الخدمة تجاههم وتجاه الوطن، بأن يحاسبوهم، وبأن يمتنعوا عن انتخابهم في الإنتخابات القادمة؟

وأما المسؤولون عن شؤون الشعب في الحكم، فمعظمهم يتظاهرون بأنهم يسمعون أنين الشعب ويتفهمون همومه ومشاكله، ويسمعون نصائح المرشدين الروحيين والعقلاء من كل طائفة، ويسمعون انتقادات بعض وسائل الإعلام لأدائهم، ويفتعلون اقتناعهم بأن صوت الشعب من صوت الله، وأن الشعب هو مصدر السلطات، وهم لا يؤمنون لا بالله ولا بالشعب، و يديرون ظهورهم والأذن الصمّاء لكل أصوات الحق، بدم بارد، ويثابرون على التصرّف كما تشاء مصالحهم الخاصة، وعيونهم وقلوبهم شاخصة دائما صوب الخارج، حيث مالُ الخيانة والدعم المعنوي لإماراتهم الصغيرة في قلب الوطن، متسلّحين بحصانة مراكزهم، غير خائفين من أية محاسبة من قبل الذين انتخبوهم أصناما للعبادة والتمجيد.

في نهاية الأمر، مَن يقنعُ مَن في لبنان؟ وبماذا؟ وكيف؟

الأفرقاء السياسيون المتنافسون على السلطة ومن ورائهم إعلامهم، يتوافقون دائما، بعد أن يجهدوا أنفسهم في البحث والتفكير والنقاش والحوار، على أن يخففوا من إحتقان الشارع ويتجنبوا التقاتل، حتى إشعار آخر. أهذا كل شيء؟ ماذا عن القضايا التي تُعتَبَرُ مهمّة ومصيرية بالنسبة لشعب لبنان بأسره؟

نحن لا نطمح إلى إقناع دول القرار والسيطرة والإستغلال في الخارج بأن تتخلى عن عاداتها السيئة، وأن تتحلّى بالأخلاق الحسنة، وأن تكفّ عن العبث بشؤوننا الوطنية والتحكّم بمصيرنا. نحن نطمح إلى محاولة إقناع ساستنا بالكفّ عن اللحاق بالخارج والإنبطاح وتعفير جباههم على أعتابه. ونطمح إلى رؤية ساستنا يُقنِعون بعضهم البعض بالإتفاق على أمور حيويّة، مصيريّة، خطيرة على الوطن بأسره، أمور يعرفونها والشعب يعرفها.

إنّ بعض الزعماء اللبنانيّين، كما صار مفهوما، يحبّون إقحام الخارج، لقاء “مَكرُمات” سخيّة من هذا الخارج، في كل شاردة وواردة في لبنان. ما يريده الشعب اللبناني بأسره، وقد تعب من كل زعمائه رغم اصطفافه وراءهم، أن يتخلى هؤلاء الزعماء عن غرورهم وأنانيتهم وخداعهم وطمعهم، من أجل كرامة الشعب اللبناني وسعادته، وأن ينضموا إلى النخبة القليلة التي تنادي باستقلال لبنان وحريته ووحدة شعبه.

أإلى هذه الدرجة مستحيل أمر إقناع هؤلاء الساسة بالتوقف عن خيانة وطنهم وبضرورة وجدوى محبة أبناء وطنهم؟

مسألة الآلية السليمة للعمل الحكومي، لماذا لا يريد أن يقتنع بها جميع الأفرقاء؟
الشراكة الحقيقية في الحكم، لماذا ما زالت مفقودة؟

من هم وراء تعطيل آلية الحكم وجعله محطّ خلافات وتجاذبات مصالح وسلطة وقوة، واتهامات متبادَلَة بالتعطيل، والشعب وحده يتلظى قهرا وحنقا جرّاء ذلك؟

لماذا وصلت مشكلة النفايات والتلوث وتفشّي الأمراض إلى هذا الحدّ الخطير، لتفضح عجز الحكم بشكل مخجل معيب، وتجعل الشعب اللبناني يقرفُ ويكيل الشتائم واللعنات للزعماء الحاكمين؟

لماذا يتهرّب المسؤولون مباشرة وغير مباشرة عن وضع النفايات المزري، من حمل المسؤولية، ويرمونها على بعضهم البعض، والحديث الذي يدور من وقت إلى وقت بين أفراد الشعب وفي بعض وسائل الإعلام، وما تسرب من إحدى الشركات الأوروبية المختصة بموضوع النفايات، هو عن خلافات بين أهل الحكم وأطماعهم حول تلزيمات وصفقات وعمولات وسمسرات؟

لا أحد يستطيع أن يقنع الطرف الآخر بوجهة نظره في حفلات سمجة، مُقرِفة، مستمرّة، حفلات تكبّرٍ ووجاهة وتباهٍ، وتَذَاكٍ، وباطنيّة، وتهكّم وسخرية وهجاء وتهريج، يديرها الساسة والإعلام ويشارك فيها الشعب.

في لبنان، الجميع، كالمعتاد، بانتظار إشارات وإيحاءات من الخارج. في هذه الأيام، وقبيل موعد الإنتخابات في أيار القادم، الخارج بدأ يستمزج، من خلال سفاراته ومبعوثيه، آراء الشعب اللبناني، ويبحث مع كافة الزعماء في كيفية تغيير المزاج الشعبيّ المؤيد للمقاومة، وتأليبه ضدها، وعمل أي شيء لمنعها من تحقيق أي نجاح وانتصار في الإنتخابات القادمة. والجميع، في لبنان، بانتظار استرجاع صفاء المزاج العَكِر والتوازن المفقود لدى حكام بعض الدول الإقليمية والغربية، بسبب تزايد قوة المقاومة، وهؤلاء الحكام هم الفاعلون الأساسيون في توجيه بعض “أباطرة” سياسة لبنان بحسب مصالحهم الخاصة، مهما أنكروا ذلك، هم والمرتَهنون لمشيئتهم في الداخل.

رغم كل هذا الطرش المزمن، الضارب بآذان معظم الشعب والمسؤولين، وبعقولهم وقلوبهم، يظلّ، وينبغي أن يظلّ مدوّيا، الصوت اليتيم الصافي صفاء بياض ثلوج لبنان، وصفاء لون أرزه الأخضر وسمائه الزرقاء، صوت الواعين، الصّادقين، المتواضعين، الصّارخين في البرّية، صوت محبّي الحقّ والناطقين بالحقّ دون خوف من شياطين الكذب والنفاق والخداع والرياء والعنف ومن أتباعهم، صوت الواعظين والساسة والإعلاميين وجميع بسطاء الشعب الكادح والنخب الفكرية والتربوية.

ينبغي لذلك الصوت أن يظلّ مدوّيا في سماء لبنان وفي سماء قلوب اللبنانيين، وأن يظلّ أقوى من رنين الدنانير ورائحة المال وبريق الذهب، لعلّ ثمّة من يستيقظ من سبات جهله وكسله، أو يصحو من سكرة غروره وكبريائه، ويسمع ويصغي ويعي، ويقتنع بجمال الحقيقة وقوّتها، وبجمال الأخلاق الحميدة وروح الخير والبناء، وبجمال الوحدة بين القلوب الصافية لمجابهة نوايا الشر وأساليبه.

لعلّ ثمة من يعي كل ذلك من بين أبناء الشعب بكل طبقاته ونُخَبِهِ المبعثرة والساسة والإعلاميين، ولا بدّ من انبلاج فجر هذا الوعي المبارك من رحم ليل طويل شديد الظلمة، في خِضَمِّ طوفان “عولمة” صاخب، ساحر، جذّاب، مُغْرٍ، لا يهدأ فيه تلاطم وصراع أمواج المصالح المحلّية والإقليمية والعالمية العاتية. والمال هو محور هذا الصراع الطاغي، والمصالح الأنانية، وروح السيطرة. وثمن غلبة الأقوياء في هذا الصراع هو، دائما، وكالمعتاد، إهدار دم الشعوب المُستضعَفَة، ودوس كرامتها، وخلق تعاستها.

لعلّ الصادقين يسمعون ويعون ويقتنعون، لعلّهم يأخذون معا المبادرة القوية للبدء بثورة وعي وتغيير جذري في أخلاق وعقلية شعب تعيس، معذّب، وساسة سعداء، يخدعان بعضهما البعض باستمرار. فلتكن ثورة تخلق روحية صدق ووفاء وإخلاص في التعاطي بينهما، وفي التعاطي اليوميّ بين أفراد الشعب، وبين الساسة أنفسهم، وبين الداخل والخارج، ثورة ترتّب البيت اللبناني ترتيبا لائقا بجميع سكان هذا البيت من أبناء العائلة الروحية الواحدة، ثورة عظيمة يقودها قائد ثائر عظيم (من تُراه يكون؟) يولد من رحم معاناة الشعب المقهور، ثورة تحقق التحرر من سلاسل عبودية أهواء الذات، ومن سلاسل عبودية الزعامات المهترئة، الفاسدة، القديمة منها والمُستَحدَثَة، ومن سلاسل عبودية شرور الخارج الخبيث النوايا والأفعال. ساعتها، وساعتها فقط، يمكن لوطن الرسالة، لبنان، أن يبدأ باستعادة أنفاسه، وباستعادة ذاته الحقيقية، وبرؤية النور في قلبه، وفي وجوه أبناء النور والحياة من شركاء الوطن

قد يعجبك ايضا