محاولة اغتيال الشخصية… معن بشور مثالا / د. فايز رشيد

د. فايز رشيد ( الجمعة ) 9/2/2018 م …




نشرت السلطات العراقية، منذ أيام  أسماء 60 شخصا من أهم لمطلوبين لانتمائهم إلى تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” وحزب البعث, الذي كان يترأسه الرئيس السابق صدام حسين.وفي قائمة الأسماء التي نشرت يظهر اسم ابنة صدام حسين، رغد، التي تعيش حاليا في الأردن. وبين الأسماء ايضا، 28 من كوادر تنظيم “الدولة الاسلامية”، 12 من قادة تنظيم “القاعدة”، 20 من قادة حزب البعث المنحل، إضافة إلى مناصبهم داخل التنظيمات، وبعضهم نشرت صورته. وجميع تلك الأسماء تعود لعراقيين، ما عدا لبناني واحد هو الأمين العام السابق لـ”المؤتمر القومي العربي” معن بشور المتهم بتجنيد مقاتلين “للمشاركة في الأنشطة الإرهابية” في العراق.

المناضل / معن بشور

في الحقيقة,فإن ما وجهته السلطات العراقية من اتهامات مجحفة للمناضل الوطني والقومي العربي الكبير معن بشور, هو سخافة قميئة لا حدود لصفاقتها وبذائتها, وهي  تلاعب بمشاعر الناس لتحقيق دعاية “رخيصة”, فهذا المناضل المعروف قضى سنوات عمره في الدفاع ليس عن القضايا الوطنية اللبنانية ومصالخ الفقراء والمقاومة اللبنانية  فقط, بل تبنى هو وزوجته المناضلة المعروفة المقاومة الفلسطينية , وجعلا من بيتهما المتواضع والبسيط مقرا للمقاومين والثوريين العرب. أما أن يُدّعى بأنه يساند الإرهاب في العراق فهو مثل خبر تعيين شيخ الجامع الأزهر بابا للفاتيكان! كل الجماهير العربية كانت مع العراق وضد احتلاله من القوات الأمريكية والبريطانية الغازية, التي كانت تعرف سلفا أنه خال من الأسلحة الاستراتيجية والكيماوية, بل جاءت لتدمير جيشه ونهب ثرواته وتقسيمه إلى دويلات خدمة لإسرائيل وللأمن الإسرائيلي, تماما كما يجري في سوريا وفي أكثر من بلد عربي .

كل أبناء الأمة العربية ومن بينه المناضل العنيد معن بشور , وقفوا مع المقاومة العراقية ضد الغزو الأمريكي لهذا البلد العربي ,الذي يشكل عمقا استراتيجيا للعالم العربي, وساندوا المقاومة العراقية ضد أمريكا  وضد من جاؤوا على ظهور الدبابات  الأمريكية  من العملاء ليتسلموا الحكم كواجهة للحاكم الفعلي برايمر . للعلم, كثيرون من الشباب العربي تطوعوا في صفوف المقاومة العراقية, قاتلوا ببسالة واستشهدوا في سبيل عروبة العراق, وتحرير أرضه, ولولا الخسائر الجسيمة لقوات الغزو ,لما انسحبت أمريكا ومن فبلها بريطانيا  من العراق, مع العلم أنها كبّلته باتفاقيات تسرق فيها ثروته البترولية , وأبقت على ست قواعد عسكرية أمريكية على أراضيه, وآلاف العسكريين الأمريكيين ممن أسمتهم مشرفين عسكريين لتدريب الجيش العراقي. المناضل معن بشور كان من المؤيدين للمقاومة. وإن كانت هذه تهمة “بمساندة الإرهاب”! فليسجل العراق في قوائمه أسماء 180 مليون عربي باعتبارهم ارهابيين.

أنا لا أدافع عن المناضل بشور ,فتاريخه الوطني والقومي العربي النظيف وتراثه الثوري, ومواقفه الصلبة وونضالاته الممتدة إلى كل الساحات العربية, كما رئاسته للمؤتمر القومي العربي , وعلاقته الحميمة بكل الفصائل الفلسطينية والاحتفاء في دار الندوة بكل المناسبات الوطنية والقومية العربية وعلى رأسها بالطبع الفلسطينية .

أخي معن حاولوا قاصدين الإساءة إليك, لكنهم خابوا, فالكلمات التي استنكرت إساءتهم, والتي وقفت معك, مع الحق… هي وسام اعتراف بنضالاتك تود الجماهير العربية تعليقه على صدرك. سر ونحن معك.

 

 

 

 

 

*   *   *

قد يعجبك ايضا