الية التحرر الوطني للفكر العربي / مهدي عامل

صورة ذات صلة

مهدي عامل ( لبنان ) الأحد 28/1/2018 م …

*قائد شيوعي لبناني ( شهيد ) …




إعداد : عليه اخرس

الية التحرر الوطني للفكر العربي .
لقد حددنا الشكل الذي فيه تسيطر الايديولوجية البرجوازية في سيطرة البرجوازية الكولونيالية في العالم العربي ، فحددنا ، بالتالي ، الفكر الذي على الفكر العربي ان يتحرر منه في ولادته الجديدة . اما السؤال الذي يطرح الان هو التالي:كيف يتحرر هذا الفكر من تلك السيطرة الايديولوجية؟ او بتعبير ادق : ما هي الالية الداخلية لهذه العملية التاريخية من التحرر الوطني للفكر العربي ؟
قلنا ان التحرر الوطني هو ، بشكل عام، عملية تحويل ثوري لبنية علاقات الانتاج القائمة . هذه العملية التاريخية ، هي في الوقت نفسه عملية تكوين لبنية جديدة من علاقات الانتاج، فهي اذن عملية انتاج لنمط جديد من الانتاج. والتحرر الوطني للفكر العربي ايضا هو عملية انتاج له ، فكيف تتم عملية الانتاج هذه ؟ انها تتم بتحويل للفكر لقائم ، بادوات محددة من المفاهيم النظرية ، وينتج عنها ، او قل انها تنتج معرفة علمية هي تملك معرفي للواقع الاجتماعي التاريخي. وتحويل الفكر هذا هو نقضه، من حيث هو ايديولوجية طبقية تتملك الواقع الاجتماعي بشكل محدد هو الشكل الذي به تتملك الطبقة المسيطرة هذا الواقع نفسه . وادوات هذا التحويل او الانتاج في المفاهيم العلمية التي تتميز في عملية تحويلها لذلك الفكر القائم ،فلا بد اذن ، في نقض هذا الفكر ، من الانطلاق من موقع الطبقة النقيض التي تتحدد ممارساتها الايديولوجية كنقض له، من حيث هو يمثل ايديولوجية الطبقة المسيطرة . لذا، وجب بالضرورة الانطلاق من موقع الطبقة العاملة في ممارسة هذا النقض التحريري ،فادوات الانتاج في انتاج ذلك الفكر العربي هي هي المفاهيم العلمية للماركسية اللينينية . وموضوع المعرفة في هذه العملية من الانتاج هو حركة التحرر الوطني في العالم العربي. معنى هذا ان عملية انتاج الفكر العربي هي نفسها عملية انتاج المعرفة العلمية لهذه الحركة من التحرر الوطني،و انتاج معرفة الحركة التاريخية يكون باستخراج القوانين الموضوعية التي تتحكم بهذه الحركة.والقوانين هذه هي هي قوانين تلك العلاقة من التبعية البنيوية للامبريالية .سواء في حركة تجددها او في حركة تحويلها ،وبالتالي في حركة الانتقال الى الاشتراكية في تميزها كحركة تحرر وطني . وبتعبير اخر، ان انتاج الفكر العربي لا يكون الا بانتاج علم هذا الانتقال في شكله المميز، اي الخاص بالعالم العربي.والماركسية اللينينية هي هذا العلم الكوني نفسه .فنهضة الفكر العربي اذن ، اي ولادته العلمية ، تمر بالضرورة عبر تمييز كونية هذا العلم ، اي بتحديد الطابع المميز لحركة الصراع الطبقي.من حيث هي حركة تحرر وطني ، في العالم العربي.فبتمييزنا الفكر الماركسي اللينيني ، اي بانتاجنا الذي هو اعادة انتاجنا له .ننتج فكرنا العربي نفسه، فننتج بالتالي المعرفة العلمية التي بها نمتلك واقعنا الاجتماعي المميز .هذه المعرفة العلمية التي هي ضروؤة للتملك بالتحويل الثوري لهذا الواقع ، لها تاريخها ، ومن الخطا القول انها لم تنتج بعد، او لم تبدا عملية انتاجها .وتاريخها مرتبط بتاريخ الحركة الثورية في حركة التحرر العربية.انه تاريخ ممارسات الطبقة العاملة في العالم العربي، اي تاريخ احزاب هذه الطبقة في عالمنا العربي. وهذا التاريخ يبدا في للعشرينات من هذا القرن، مع بدء تكون الاحزاب الشيوعية .ومهما قيل عن هذا التاريخ وعن اخطائه – ونحن لا نريد اخفاءها-فانه تاريخ الفكر العلمي في تاريخ الفكر العربي،وهو تاريخ تحرره.
في هذا الضوء تظهر مشكلة الاغتراب (الفكري) على حقيقتها كمشكلة خاطئة ، وينعدم ، في ضوء هذا العلم ، وجود تلك المشكلة الخاطئة في وضع الفكر العربي في قدر من (التمزق)، او في تناقض صيروري بين الاصالة والحداثة ، او بين الامانة للذات والامانة للعصر ،اوبين الماضي والحاضر في جوهره . ان ايديولوجية البرجوازية البرجوازية الكولونيالية المسيطرة هي التي تقيم هذه العلاقة من التناقض بشكل يظهر فيه تمثلها الايديولوجي بالبرجوازية الامبريالية كضرورة تاريخية ترى فيها الحداثة التي هي ضرورة رفض الاصالة .ام في العلاقة العلمية بين الكونية والتمييز ،فإن طبيعة التناقضات الفعلية التي تحرك بنيتنا الاجتماعية في اطار علاقة تبعتها للامبريالية هي التي تحدد معنى الاصالة والمعاصرة في ضوء الحل الفعلي اي العلمي لهذه التناقضات . فالاصالة اذن تكمن في تحديد الشكل المميز الخاص بهذه التناقضات الفعلية ،وفي تحديد الحلول الفعلية لها … كما ان المعاصرة هي ايضا في قدرتنا على تحديد التناقضات الاجتماعية الفعلية، وعلى ايجاد حلولها الفعلية احاضرة في حركة تطورها . ان الاصالة ، في هذا الضوء من طرح المشكلة ، هي المعاصرة نفسها ، ولا تناقض بينهما الا في ضوء الشكل الخاطئ من طرح المشكلة ، اي في ضوء شكلها (الاستشراقي الامبريالي).ان تحديد تلك التناقضات وايجاد حلولها الفعلية لا يكون الاعبر ممارسات الصراع الطبقي الذي نخوض ضد الامبريالية، في ضوء النظرية العلمية الماركسية اللينينية . وبقدر ما نكون امينين لهذه النظرية العلمية ، في ممارستنا صراعنا الطبقي هذا ، بقدر ما نكون، في آن واحد وبلا اي تناقض ، (معاصرين واصيلين) في علمية التحول الثوري لمجتمعنا اي في علمية انتقالنا الى الاشتراكية ….).(يمنى العيد :التراث ،الاصالة المعاصرة . مجلة الطريق ، العدد التاسع ، ايلول ).١٩٧٣ .
كان بودنا ان نستشهد بمقاطع اطول من هذه الدراسة ليمنى العيد ، لكن القارئ بوسعه الرجوع الى الاصل الذي ننطلق منه في معالجة هذه القضية . فاصالة الفكر العربي في تملكهالمعرفي لواقعنا الاجتماعي تكمن في قدرته على تحديد التناقضات الفعلية لهذا الواقع ، في حركته التاريخية الحاضرة التي هي حركة تحررنا الوطني . والتملك المعرفي هذا هو طريق فكرنا الى حداثته او معاصرته ، اي علميته . وهو الذي يمر بتمييزنا الماركسية اللينينية التي هي طريق فكرنا العربي الى اصالته التي هي حداثته ، او الى حداثته التي هي اصالته. وبها نتمكن من تحديد الموقف العلمي مما يسمى التراث .
ازمة الحضارة العربية ام ازمة البرجوازية العربية؟

صفحات:
/186/185/184/183
مهدي عامل
النسخ الالكتروني علية اخرس

قد يعجبك ايضا