في ذكرى المحرقة اليهودية نستحضر الهولوكوست الفلسطيني / نواف الزرو

نواف الزرو ( الخميس ) 25/1/2018 م …




نتوقف امام قصة “الهولوكوست اليهودي”الذي تحييه”اسرائيل” في هذه الايام، كما في كل عام الى جانب احتفالها بقيامها عام/1948…ونتوقف امام “هولوكوستهم-المزعوم-” في كل عام في الوقت الذي نتوقف فيه امام المشهد الفلسطيني المفتوح منذ ما قبل النكبة واغتصاب فلسطين لنتذكر ولنذكر: ان الشعب العربي الفلسطيني يتعرض منذ قرابة قرن من الزمن الى”هولوكوست” مفتوح على يد المشروع الصهيوني، وان هذا “الهولوكوست” انما يطبق على ارض فلسطين بالبث الحي والمباشر على مدار الساعة…!.
فبينما ان قصة “الهولوكوست- الكارثة –المحرقة” اليهودية كانت على مدى اكثر من سبعة عقود مضت قصة صهيونية/ اسرائيلية بامتياز، وكانت ذريعة ووسيلة لابتزاز العالم بعامة، والمانيا بخاصة، ابتزازا ماليا ومعنويا حيث نجحت الحركة الصهيونية والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة باستثمار “الكارثة-المحرقة” استثمارا شيلوكيا وعنصريا واستعماريا تجاوز كل حدود العقل والمنطق والعدل والانصاف. فان حكاية الهولوكوست الفلسطيني قائمة في المشهد على نحو متصل ومفتوح ومتراكم..!.
ونذكر – كانت قصة “الهولوكوست –الكارثة” ايضا الفزاعة الارهابية الكاسحة للدول الاوروبية على نحو خاص، فتعاطف معها الكثير من الدول والحكومات الاوروبية، ورفضتها وتحفظت عليها ومنها الكثير من الدول والحكومات الاخرى، وأيدها العديد من الساسة والعلماء والباحثين، بينما عارضها ودحضها الكثير الكثير من الساسة والعلماء والباحثين الآخرين على المستوى الاوروبي والدولي.
والجدل حول مدى دقة وصحة او زيف معطيات “الهولوكوست /الكارثة /المحرقة” لم يتوقف ابدا، وكانت نتائج جملة كبيرة من الابحاث والتحقيقات تشير الى المبالغة والتزييف في قصة الكارثة، وتؤكد ان الحركة الصهيونية و”دولة اسرائيل” انما فبركتها وغذتها وكرستها كذريعة لابتزاز العالم ماليا واخلاقيا، وكفزاعة لارهاب وترويح منتقدي الهولوكوست والمشككين فيه، ولارهاب وترويع وردع منتقدي السياسة والجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
كان الكاتب الاسرائيلي المعروف”يسرائيل شامير” قال في ذكرى الهولوكوست في هآرتس:
“ان اجرامنا تجاوز اجرام امريكا في فيتنام، واجرام صربيا في البوسنة، وان عنصريتنا -ضد الفلسطينيين – ليست اقل انتشاراً من عنصرية الالمان”، ويؤكد الكاتب في ختام مقاله: “ان آلام اليهود حول الهولوكوست مزيفة، فاما ان نتوب او نحترق بنار الفلسطينيين وكبريتهم”.
ولكن- على خلاف حالة “الهولوكوست اليهودي –المزعوم- الذي ما زال يدور حول صحته الجدل الدولي، فان “الهولوكوست الفلسطيني” حقيقة قائمة وملموسة وموثقة ومعززة بكم هائل لا حصر له من الوقائع والمعطيات والوثائق والشهادات الدامغة ومنها شهادات اسرائيلية على سبيل المثال، وخاصة شهادات الدكتور “ايلان بابيه” في”التطهير العرقي في فلسطين” ، “وبني موريس” في سلسلسة من كتاباته البحثية حول مجازر عام/1948، وغيرهما…!
فحينما نتوقف امام ذكرى النكبة واغتصاب فلسطين لنتحدث عن “الهولوكوست الفلسطيني المفتوح” الذي اقترفته الحركة والتنظيمات الارهابية الصهيونية ، وتواصله”دولة اسرائيل” حتى لحظة كتابة هذه السطور، فهذا ليس من قبيل المبالغة والتهويل ، فقد ارتقت الجرائم الصهيونية المتنوعة والشاملة الى مستوى هولوكوستي لم يسبق له مثيل في التاريخ، فنحن نعرف عن محارق هنا وهناك اقترفت، ولكن لم يحصل في التاريخ ان تواصل الهولوكوست المفتوح على مدى عقود من الزمن، ومرشح ايضا للاستمرار الى افق زمني مفتوح، كهذا الهولوكوست المقترف على ايدي الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني …!
فكانت جرائم الحرب الصهيونية / الإسرائيلية شاملة لم يفلت منها الإنسان أو الشجر أو الحجر العربي الفلسطيني، ولم تنج منها مدينة أو بلدة أو قرية ، وكذلك لم تترك مجالاً من مجالات الحياة العربية في فلسطين إلا وألحقت به الأذى .
ولذلك نتساءل في الخلاصة:
– أين “الهولوكوست-الكارثة / النكبة” الفلسطينية المفتوحة في هيئات المنظمة الدولية..؟!
– والاهم والاخطر –لماذا يوافق العالم على عولمة ثقافة “الهولوكوست اليهودي-تحت الجدل- ” في الوقت الذي يغمض اعينه عن الهولوكوست الفلسطيني المفتوح والمرئي بالبث الحي والمباشر…؟!

قد يعجبك ايضا