عاصفة الحزم في اليمن و حُمم البركان إلى إيران / دنيز نجم

 

دنيز نجم ( سورية ) الخميس 16/4/2015 م …

منذ بداية الحرب على الوطن العربي و على سورية و نحن نستند بصمود سورية و الوطن العربي على إرادة الشعوب المقاومة التي ترفض الذل و الخنوع رغم قساوة معاناتهم من جراء هذه الحرب اللعينة .

استنزاف الشعوب المقاومة من الداخل هي الوتر الذي بدأ الأعداء يعزفون عليه و لكن هذه المرة بقوة استهتارية فيها ضرب من الجنون ففي بداية حربهم على الوطن العربي كان استنزافهم للشعوب من الخارج بيد الغريب الذي كان يقتل و يخطف و يفجر أما اليوم أصبحت الحرب من الداخل بيد الشعب لأنها تحولت إلى حرب تصفية حسابات على المستوى الفردي قبل الدولي هذا بعد أن غرق الشعوب في مستنقع الطائفية و الأنانية بعد أن شحنوهم بالحقد الأسود الذي أعمى بصيرتهم حتى أصبحوا باللاشعور قنابل موقوتة انفجرت مؤخراً و نامت الضمائر في العسل و لم يعد أحد يميز بأن الدين لله و الوطن للجميع .

لقد كانت الحرب على سورية في السابق حرب كونية تآمرت عليها جميع الدول العربية قبل الغربية من أجل تدميرها أما اليوم أصبحت الحرب من الداخل و الخارج معاً حرب تصفية حسابات على المستوى الدولي و على المستوى الفردي و انتقام الأول من الآخر و بالنهاية سورية هي من تدفع الثمن الباهظ لفواتير حقدهم و أنانيتهم و على أرض الواقع تتجلى الحقيقة في كل يوم تتجلى أكثر من السابق .

هذه الحرب بدأت تحقق أهداف من سعى لها بتقسيم الوطن العربي و تدمير بنيته التحتية بعد أن شرذموه و شتتوا أبناؤه و جعلوهم يؤمنون بالطائفية حتى أصبحوا يقتلون بعضهم البعض بأيادي أنفسهم و هذه هي خطة الأعداء بأن يصل الشعب إلى مرحلة اليأس من أجل أن يدمر نفسه بنفسه و بسلاحه و ماله و هذا ما يجري في مجتمع اقتنع بأنه جاهل و متخلف و هذا هو الخطأ لأن التخلف و الجهل هو الثغرة التي اخترق فيها العدو بنيتنا و نخر في عقولنا حتى تزعزت ثقتنا بأنفسنا و بدل أن نركز على نقاط وضعنا كل جهدنا بالتركيز على نقاط ضعفنا و هذا ما زاد من ثقة العدو بأننا أصبحنا مؤمنين بأننا متخلفين و جاهلين و هذا هو الفخ الذي نصبه لنا العدو بالحرب النفسية التي سبقت الحرب العسكرية لأنه في الحرب النفسية يستخدم جميع الأسلحة ما عدا السلاح نفسه و نتائجها تفوق نتائج الحرب العسكرية و تحقق الأهداف على المدى البعيد .

 

داعش أصبح هو الوسيلة الوحيدة و السلاح الأقوى للضغط على الشعوب المقاومة من أجل المفاوضات و تقديم التنازلات و الحجج التي قامت على أساسها الحرب على اليمن هي حجج واهية لا أساس لها من الصحة إنما هي حرب غير مباشرة لإضطهاد إيران من قِبل السعودية بحجة أنها تسيطر بنفوذها على المنطقة و أيضاً من أجل فرض الهيمنة على اليمن و شعبها .. أكبر كذبة صدقتها هي أن اسرائيل عدونا منذ الأزل و لكني اكتشفت موخراً بأن العرب هم أعداء أنفسهم و لولا وجود آل سعود لما استقيظت الفتنة بين الشعوب … سلام الله على اليمن و شعبه الطيب و على جميع الشرفاء المقاومين .

بعد أن حققت الحرب النفسية أهداف العدو في تشرذم الوطن العربي و تفكك لحمة الشعب و وصولهم إلى مرحلة اليأس من شبح الموت الذي يلاحقهم من كل الجهات انتقل العدو للمرحلة الثانية و هي الحرب العسكرية و لكن بطريق الخدعة التي تبرهن قيامها على أنها مشاركة منهم في القضاء على الإرهاب و هكذا بدأوا بتنفيذ عملياتهم العسكرية في اليمن و اختاروا لها اسم عاصفة الحزم و التي كشفت عن آل سعود أصحاب الفتنة الطائفية و أنهم هم من صنعوا الإرهاب و حضنوه و دعموه حتى يتذرعوا به فيما بعد بجحة أنهم يريدون محاربة الإرهاب و لكن هذا فقط من أجل التدخل في شؤون بعض الدول العربية لتهديد أمنها و كيانها و أيضاً ليثبتوا ولائهم للعدو و يظهروا قدراتهم و براعتهم في الحرب و في قتل أبناء جلدتهم .

و ما يظهر لنا أن السعودية على وشك المبادرة بحرب المواجهة لتتخلص من اليمن و تستكمل بعده بالقضاء على الأنظمة المقاومة و الحليفة لإيران أو بالأحرى المعادية للعدو و هذه الدول بإمتلاكها أي سلاح حتى و لو كان من أجل حماية كيانها و شعبها فهو يشكل خطراً على أمن و استقرار اسرائيل .

لقد كشف آل سعود نفسهم بنفسهم بعد أن اختبؤوا وراء عبائتهم و تآمروا على أمتنا العربية الإسلامية من أجل القضاء على الأنظمة المقاومة و لكن القضاء على إيران لن يتم إلا بعد أن يقضوا على محور المقاومة في سورية و على حزب الله بنفس التوقيت كي لا يتحيوا لهم الفرصة لبيتحدوا سوياً فيكون اختراق قوتهم أصعب و هكذا يتم الإنفراد بإيران للقضاء عليها .

دول المقاومة تشكل الهرم الفولاذي الذي يصعب هدمه أو تدميره لأنهم كتلة واحدة مقاومة صمدت في وجه الأعاصير و أثبتت وجودها و انتصرت و هذه الحرب هي حرب وجود للأقوى الذي سيصمد حتى النهاية .

النصر سيكون حليفنا لأنه تحت كل صخرة دماء شهيد تصرخ و مع كل صرخة يولد مقاوم و بين الموت و الولادة لا بد للحياة أن تستمر و لا حياة مع اليأس بل مع الأمل و مع المقاومة لأنها خيارنا الأوحد في تحقيق النصر .

 

قد يعجبك ايضا