الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 14/4/2015 م …

** لدى إيران الكثير من الأوراق وشكلت المحادثات معها عامل استقرار وينبغي أخذها  كلها بعين الاعتبار والربط بينها جميعا

** الأردن الدولة العربية الوحيدة التي تعمل مع الولايات المتحدة في سورية ومع العراقيين في العراق

** الدعوة إلى إعادة تعريف المعارضة المعتدلة و” إيجاد أشخاص في الداخل “!؟

** أدرك الأردنيون مخاطر الإرهابيين بعد استشهاد الطيار معاذ الكساسبة

** القاعدة و داعش و ” بوكو حرام ” و الشباب .. وجوه متعددة لعملة واحدة

** إمداد الأردن بالأسلحة الأمركية تحسن كثيراً خلال الفترة الأخيرة، ومازال هناك الكثير من العمل لمواجهة داعش في سورية والعراق

** علاقات واشنطن مع مصر تطورت في ظل التحديات التي تواجهها القاهرة في سيناء وليبيا.. كما تطورت مع المغرب

استعرض الملك عبدالله الثاني، خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، أجراها مقدم برنامجها الإخباري الرئيسي وكبير مذيعي المحطة والمحرر التنفيذي في القناة، برت بير، وبُثت مقتطفات رئيسة منها اليوم ؛الثلاثاء، متناولة أبرز التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأجزاء إقليمية مجاورة لها . 

اعتبر الملك ، أن هناك حربين في سورية في نفس الوقت، إحداهما ضد النظام ، يقصد الدولة الوطنية السورية والثانية ضد داعش. أيهما إذن أولى؟ برأيي، داعش هي المشكلة الرئيسة. فهناك الآن حرب ضد داعش في الشرق وحرب ضد النظام في الغرب. يوجد قوات معتدلة من الجيش السوري الحر، وهناك فوضى على الحدود مع تركيا في الشمال. وهكذا، عليك أن تتوصل إلى حل لهذه القضايا.

ودعا الملك إلى إعادة تعريف المعارضة المعتدلةـ و(إيجاد أشخاص) في الداخل ، والتوصل إلى حل سياسي، واعتبر الملك أنه إذا استمر الوضع كما هو عليه ( ستستمر الدولة السورية بالانهيار) معتبراً أن هناك تواجد إيراني على الأرض، و( هم ليسوا بالبعيدين، وقد ناقشنا هذه المسألة مع الإيرانيين ).

ورأى الملك ، أن تأثير إيران يمتد إلى العراق ولبنان وسورية واليمن وإفريقيا أيضاً. وأن إيران شكلت عامل استقرار باستمرار المحادثات، واصفاً ذلك بالأمر الممتاز ، ولكنني لا أعتقد أنه بالإمكان أخذ هذه المعطيات بشكل منفصل. أتمنى أن تكون المرحلة القادمة من المحادثات مع الإيرانيين حول كيفية إحراز تقدم في جميع المسائل.

وكشف الملك عن ان الأردن ، الدولة العربية الوحيدة التي تعمل إلى جانب الولايات المتحدة في سورية، وقد اِنضم الكنديون إلينا حديثاً. ساندتنا الإمارات العربية المتحدة والبحرين بعد استشهاد طيارنا، ولكنهم عادوا الآن بسبب ما يحدث في اليمن. نحن الدولة العربية الوحيدة التي تعمل مع العراقيين في العراق إلى جانب قوات التحالف.

ومع زيادة القوات العراقية وقوات التحالف لوتيرة عملياتهم داخل العراق، سيزيد الأردن وتيرة عملياته دعماً لهذا البلد العربي. وهناك أمور أخرى عندما يتعلق الحديث بشرق سورية ، مبينا الطبيعة المعقدة لهذه المنطقة .

واعتبر الملك أن ورقة الملف النووي، تحمل قدراً من الأهمية للولايات المتحدة وانه يتم مناقشتها حالياً. ولكن لإيران دور في العراق، وبإمكانها التأثير على الأمور هناك، كما أنها تدعم النظام في سورية وتدعم حزب الله في لبنان، وفي سورية إلى حد ما، ولديها وجود في اليمن، والقرن الأفريقي. ولديها تأثيرها في أفغانستان، وهناك بعض التوتر بينها وبين باكستان على الحدود.

داعياً إلى أنه ينبغي عند  التعامل مع إيران، أخذ كل هذه الأوراق بعين الاعتبار والربط بينها جميعا ، واعتبر الملك هذه المسائل عناصر عدم استقرار، وبالتالي يجب مناقشتها مع الإيرانيين،  ولا يمكن مناقشة كل مسألة على حدة.

ورأى الملك عبدالله الثاني، أن بعض المسلمين سواء في الغرب أوفي الأردن لم يكونوا ليدركوا حجم الخطر الذي يشكله ( الخوارج ) يقصد العصابات الإرهابية المسلحة ، مشيراً إلى أن الأردنيين أدركوا مخاطر هؤلاء بعد استشهاد الطيار معاذ الكساسبة .. حيث تعرض المجتمع الأردني إلى صدمة جعلته يدرك مدى خطورة هؤلاء الخوارج.

وأوضح الملك أن هؤلاء ( داعش ) يعتبرون وصفهم بـالتطرف ، وسام شرف ، هم خارجون عن الإسلام، وديننا منهم براء.. إنهم يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى. لقد قتلوا من المسلمين أكثر من أتباع أي دين آخر. ولذا، فإن هذه الحرب هي حربنا. وأعتقد أن هذا يشكل تحدياً للغرب والولايات المتحدة.

وقال أنهم وجوه متعددة لعملة واحدة. سواء أكانوا القاعدة، أو داعش، أو بوكو حرام، أو الشباب.

وطالب الملك ؛ المجتمع الدولي بأن يدرك أنه يجب التعامل مع هذه الجماعات على هذا الأساس. فاليوم، نحن نركز على داعش في سورية والعراق، ولكن — في نفس الوقت — علينا أن نتبنى منهجاً شمولياً خلال العام الحالي.

وحول ما أسماه باير تهديد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، قال الملك عندما كنت قائدا للقوات الخاصة قبل عدة سنوات، كنت منخرطا في برامج تدريب القوات الخاصة في اليمن، ولذا فأنا أدرك حجم التعقيدات هناك. وباعتقادي أنه من الأفضل أن نجد حلاً سياسياً لهذه المسألة.

وأشار الملك إلى أنه تربط الأردن بالولايات المتحدة علاقات تاريخية وثيقة جداً. وقد ازدادت عمقاً، ونتعاون بشكل وثيق في عدة قضايا.

واعتبر الملك ، أن أرى علاقات الولايات المتحدة  قد تطورت وازدادت قوة مع مصر في ظل التحديات التي يواجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي في سيناء وليبيا ، وأن ثمة حاجة ماسة لمواجهة خطر بوكو حرام وحركة الشباب.

كما أن ملك المغرب، محمد السادس، شريك قوي في التصدي للخوارج، أي التنظيمات الإرهابية خاصة في غرب أفريقيا. وتربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وهذا باعتقادي أمر جيد.

وقال الملك ، طالما عبرنا عن وجهات نظرنا لحلفائنا الغربيين، ولكن أعتقد أن الفرق الآن أننا نعبر عنها بوضوح وإصرار أكبر. بالنسبة لي، حذرت أكثر من مرة  سابقاً مما يحدث الآن، ولم أعد أنتظر رداً كما كنت أفعل لأن الأمور تحدث بشكل متسارع وعليك التصرف بسرعة، لقد تنبهنا إلى أهمية الإمساك بزمام الأمور واتخاذ قراراتنا بأنفسنا مباشرة  وبحزم أكثر، إنني أدرى بمصلحة بلدي وهذه المنطقة. وأعتقد أن نقاشاً صريحاً مع الأصدقاء أفضل دائماً من المواقف الضبابية.

ورأى الملك عبد الله الثاني ، أن داعش ليست قريبة من الأردن ، معتبر اً ذلك لم يحصل بالصدفة. إنهم يتواجدون في المنطقة الشرقية في سورية ، وعلى بعد 100-120 كم من الحدود العراقية، والمسافة التي ( تفصلنا عنهم منطقة مفتوحة. وإن حاولوا التقدم باتجاهنا، سنرد الصاع مشدداً ان ما يسشغل الأردن هو الاقتصاد، وتأثير اللاجئين على الموازنة، فهناك حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري في بلادنا، ما يشكل نحو 20-21% من السكان.

وقال أن الدعم المقدم من المجتمع الدولي بأكمله هذا العام يغطي فقط 28-29% من الميزانية المطلوبة للاجئين، وبالتالي، علينا أن نتحمل الباقي. وهذا أمر محبط للغاية.

ونقل باير عن الملك عبدالله الثاني قوله ، بأن إمداد الأردن بالأسلحة من الولايات المتحدة قد تحسن بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنه مازال هناك الكثير من العمل لمواجهة داعش في سورية والعراق. هذا كله بالإضافة إلى حديثه عن مشكلة الشرق الأوسط القديمة الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإمكانية التقدّم نحو حل الدولتين، وهو أمر يستمر جلالته في التعامل معه.

 

 

قد يعجبك ايضا