صَمتُ المهاجِرِ  / صالح أحمد كناعنة

نثرية بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

الأحد 14/1/2018 




الأردن العربي

خُذيني لِفَجرِ الصَّمتِ يا عَينَ الحقيقَةِ .

أَمضي… ويَمتَصُّ الحديثُ صَدى خُطايَ السَّحيق.

ويمتَصُّني اللّيلُ نَزفًا تَغَشّى شِراعَ الجنون ..

وصَوتًا تَقَمَّصَ لَونَ البَريق.

**

كَم مَرَّةً سَتموتُ الطُّيورُ بِحِضنِ الظَّلامِ..

لِتُدرِكَ أنَّ سماءَ اللّيالي؛ زَرقاءَ أيضًا …

وأنّ النّجومَ تَغيبُ، لِتَرجِعَ…

وأنّ العَتمَ يَذوبُ… يَذوبُ..

إذا صَدَقَتهُ لَظاها العُيون؟!

**

فَسيحٌ هذا المدى ..

وأوسَعُ مِنهُ فَضاءُ انشغالي، وَصمتُ الْمَهاجِرِ.

**

وكم مرّةً سَأَمُدُّ  يَدَي …

   ويَنأى المنال؟!

ويَرحَلُ صَوتي بَعيدًا بَعيدًا …

   ويَشقى السُّؤال؟!

وأرسمُ صورَةَ بَدءِ الشُّروقِ…

    بِلون الظّلال؟!

لِترتاحَ روحي…

وتهجُرَ عِشقَ ارتكابِ الخيال؟!

**

خُذيني عُيونًا تُخَبِّئُ الأفقَ…

أُمنِيَةً يُحاذِرُ صَمتي مَداها…

وحُلُمًا؛ يُراوِدُ غُبارَ أجنِحَتي العَتيقَةِ…

لَيَمضي.

**

أَيَّ قَلبٍ أحمِلُ ؟

وخَلايا ارتِحاليَ تَشتاقُ نَبضي!!

ثَقيلٌ دَبيبُ النَّبضِ؛ حينَ يُجَسِّدُني الهوى

نَشيدَ الهروبِ خَلفَ الهروبِ.

ويُنشِدُني عُمرِيَ المبحوحَ أغنِيَةً بِلا أصداءَ..

وأركَبُ موجَةَ الأبعادِ …

ومَساري باتَ خَلفي…

يَكتُبُ تَأبينَةَ الغابِرين.

***

آهِ يا مَجدَ الشَّمسِ المخنوقَةِ خَلفَ الشّفَق!

ألوانُكِ باقِيَةٌ فينا…

أسرارًا؛ تَحكيها الأسرارُ

صَوتي… خَربَشتُ بِهِ أُفُقي…

وسَيَعشَقُ ظِلّيَ المثقوبُ صورَتَهُ على الجِدار

**

خُذيني لِلَيلِكِ…

يَلَذُّ بِعينِ الظّلامِ العَتب…

خذيني…

سَأرسِمُ صَمتي وَحيدًا..

وأغفو بِظِلِّ فُروعِ النَّسَب…

**

آهِ.. يا بِلادَ الخارجينَ على الغَضَبِ…

تَرَكتُ النُّعاسَ يَنامُ بَعيدًا ..

وبُحتُ بِسِرِّ ارتِحالِ الطُّيورِ ..

لأرضٍ يَجيئُ إليها السَّبَبُ… 

 

يُفَتِّشُ فيها لَهُ عَن سَبَبٍ !

قد يعجبك ايضا