بالصّور … عام على انتصار حلب.. هكذا طوت المدينة صفحة الإرهاب

الجمعة 22/12/2017 م …
الأردن العربي – قبل عام من اليوم كانت مدينة حلب على موعد مع غسل شوارعها من دنس الإرهاب التكفيري الممول خليجيا وتركيا والمدار أمريكيا.. قبل عام بالتمام والكمال دق الجيش العربي السوري مدعوما بأهالي حلب الشرفاء المسمار الأخير في نعش أوهام الأعداء بتقسيم المدينة بين شرقية وغربية.. قبل عام من الآن تغير المشهد كليا وتحرر أهالي الأحياء الشرقية المحاصرون بين رصاص الإرهاب من جهة وجوع فرضه هذا الإرهاب لسنوات من جهة أخرى حيث سجل السوريون يوم الـ22 من كانون الأول عام 2016 حلب مدينة خالية من الإرهاب.



 

انتصار حلب أتى تتويجا لإنجازات سطرها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على مدار سنوات مضت بدأت بوادره تلوح بالأفق منذ فك الحصار عن سجن حلب المركزي من قبل الجيش في أيار 2014 والصمود الاسطوري لحامية السجن قرابة العام ونصف العام.. إنجاز فك الحصار عن سجن حلب كان المحطة الأولى التي مهدت لفك الحصار عن كامل المدينة ولا سيما أن السجن يقع على مسافة 10 كم من مدينة حلب في منطقة تتحكم بمداخلها الشمالية وتشكل حلقة الوصل بينها وبين الحدود التركية حيث كان الإرهابيون يتحركون بين أحياء حلب الشمالية إلى الحدود التركية وفتحوا الطرق الواسعة عبرها لضرب المرافق الصناعية والإنتاجية انتقاما من الشعب السوري وخدمة للاقتصاد التركي وما رافقها من عمليات سرقة المعامل السورية وهدمها.

استعادة سجن حلب المركزي مكنت الجيش العربي السوري من قطع طريق إمداد رئيسي للتنظيمات الإرهابية بين الأحياء التي يسيطرون عليها والحدود التركية التي شكلت على مدار سنوات الحرب المفروضة على سورية شريان الإمداد الرئيسي لهذه التنظيمات بالمال والسلاح والإرهابيين وهو ما مكن الجيش أيضا من تحرير المنطقة الشمالية لحلب لتصبح مداخل حلب بعدها تحت السيطرة الكاملة للجيش العربي السوري وهو ما كان سببا في تحويل الإرهابيين الموجودين في بعض أحياء المدينة إلى جماعات معزولة مقطعة الأوصال منعدمة القدرة على توفير الإمداد اللازم وهو ما اعتبر حينها المسمار الأول الذي دق في نعش الإرهابيين داخل مدينة حلب.

محطة أخرى مرت بها معارك حلب وريفها تكون من الأهمية بمكان الإشارة إليها تمثلت في صمود آخر سطرته حامية مطار كويرس العسكري والكلية الجوية بريف حلب الشرقي وتمكن رجال الجيش العربي السوري من فك هذا الحصار في ال10 من تشرين الأول من عام 2015 بعد ثلاث سنوات من الصمود الاسطوري ليشكل المطار وحاميته فيما بعد قوة اسناد اساسية في مجمل المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري وبعدها تتالت الإنجازات وبدأت مجاميع الإرهابيين تتهاوى في القرى والبلدات تباعا ولا سيما بعد أن عززت معركة فك الحصار عن المطار عملية تأمين الحدود التركية السورية وتقويض مشروع المنطقة العازلة التي سعى إليها نظام أردوغان الإخواني منذ بداية الحرب العدوانية على سورية.

المحطة الثالثة والبارزة التي مهدت أيضا للانتصار الكبير في مدينة حلب كانت استعادة مشفى الكندي في الـ 2 من تشرين الأول من عام 2016 لتدخل بعدها العمليات العسكرية نحو تطهير الأحياء الشرقية للمدينة مرحلة فاصلة وحاسمة حيث استعاد الجيش العربي السوري بعدها بأيام السيطرة على مبنى مؤسسة المياه وعدد من المعامل على اتجاه مشفى الكندي وعدد من كتل الأبنية على اتجاه العامرية في مدينة حلب لتصبح التنظيمات الإرهابية تعيش حالة صعبة داخل أحياء المدينة الشرقية واستمرت المعارك وتساقط تدريجيا عدد من الأحياء وبات الخناق يضيق أكثر على المجاميع الإرهابية.

تصميم الجيش على اجتثاث الإرهابيين وعملياته المركزة والدقيقة على أوكارهم تزامن مع التأكيد على الحرص على حياة المدنيين المحاصرين حيث أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في الـ 20 والـ 21 والـ 22 من تشرين الأول من العام المنصرم عن تهدئة إنسانية وفتحت عددا من المعابر الإنسانية لخروج المدنيين الذين كانت تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعا بشرية بالتوازي مع القاء حوامات سلاح الجو مئات آلاف المنشورات على أحياء حلب الشرقية تدعو كل من تورط بحمل السلاح إلى المبادرة إلى تسوية وضعه أو المغادرة وهو ما حصل أخيرا بخروج المجاميع الإرهابية على دفعات من الأحياء الشرقية لمدينة حلب بالتوازي مع عمليات الإغاثة الإنسانية التي قدمتها الحكومة السورية للمدنيين ولتعلن حلب بعدها مدينة خالية من الإرهاب والإرهابيين ولتطوي المدينة في الـ 22 من كانون الأول من عام 2016 صفحة سوداء استمرت لأكثر من 3 سنوات واستعدت منذ ذاك التاريخ لمرحلة جديدة من إعادة إعمار ما خربه الإرهاب على مدار سنوات.

مما لا شك فيه أن مرور عام على انتصار حلب وما شهده هذا العام من إنجازات متلاحقة حققها الجيش العربي السوري على امتداد الجغرافيا ضد التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها كفيل بايضاح الأهمية الاستراتيجية لهذا الانتصار الذي قلب كل الموازين وقطع الطريق على كل المشاريع التي حيكت لتقسيم سورية بأدوات إرهابية مدعومة من دول النفط العربي وتركيا كيف لا.. وباستعادة حلب بدأت حصون هذا الإرهاب تتداعى تدريجيا بدءا بريف دمشق مرورا بالبادية وليس انتهاء بدير الزور وصولا إلى الحدود السورية العراقية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا