الجامعة العربية.. ومصادرة المستقبل العربي ( 2-1 ) / عبدالحفيظ سليمان ابو قاعود

عبدالحفيظ سليمان ابو قاعود* ( الأردن ) الأحد 3/12/2017 م …
قرارات مجلس الجامعة العربية منذ تأسيسها خلال الفترة من 1945- 1952 ومن 1971 ،الى الان ماعدا بعض القرارات في العهد الناصري على مستوى القمة او على مستوى الوزاري او المندوبين الدائمين ،انصبت في غالبيتها في خدمة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة باعتبارها احدى المنظمات الاقليمية في اطار النظام الدولي القائم ، الذي وجد في الاساس لدعم إسرائيل ووظيفتها الاقليمية كشرطي وحارس للمصالح الامريكية والغرب المتصهين.



واصبحت الجامعة اداة من ادوات تنفيذ الاستراتيجية الامنية الامريكية الاسرائيلية المشتركة في حماية المصالح الحيوية الامريكية وضمان امن إسرائيل وديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، ومصادرة المستقبل العربي في الاستقلال السياسي والاقتصادي ومنع قيام المشروع النهضوي الحضاري للامة العربية  .
فالاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية المشتركة التي جاءت في اطار معاهدة التعاون الاستراتيجي ،التي وقعها الرئيس الامريكي  ريغان والارهابي شامير في العام 1988، وتقوم على ثلاث شروط اساسية ، هي ؛
الاول:- اجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل” وفق مسار السادات الاستسلامي الذي جاء في اطار الخطة الجيوسياسية الاسرائيلية” القطاع المزدوج ” المعتمدة من حكومة الارهابي اسحق رابين في العام 1976 .
الثاني:- الانضواء في منظومة التحالف الامني الاقليمي / الحماية الامنية المباشرة ، والتفاهم والتعاون العسكري ،والتحالف من خارج الناتو/.
الثالث :- التفاهم مع مملكة ال سعود حول البندين السابقين/ باعتبارها الخزان المالي والبشري للمشاريع الامريكية الاسرائيلية قي الاقليم والمنطقة.
وفي المقابل هناك زعيمان عربيان لم يوافقا على هذه الشروط والاملاءات الامريكية ،هما؛ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ،الذي واجه نتيجة هذا الموقف الاحتلال الامريكي البريطاني  2003،وانهاء نظامه وتدمير مشروعه النهضوي .
والرئيس السوري بشار الاسد، واجه  نتيجة هذا الموقف و حماية محور المقاومة العربي الاسلامي ؛ مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية منذ سبع سنوات .
وحزب الله المقاوم الذي حرر الجنوب اللبناني  من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 ، وانهى اسطورة الجيش ،الذي لا يقهر عام 2006،ولم يستجيب الى الاملاءات الامريكية الثلاث ،وعزز معادلة ؛ الشعب والجيش والمقاومة في لبنان، التي منعت الانخراط في منظومة التخالف الامني الاقليمي والمصالحة المكشوفة مع اسرائيل ، وامن الحزب مستلزمات صمود المقاومة الاسلامية في غزة .
واستطاعت الدولة الوطنية السورية وحزب الله وبدعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية من تأسيس محور المقاومة العربي الاسلامي ،بحيث شكلت “سورية الاسد” الضلع الاساس لهذا المحور ، وبالنصر السوري على الارهاب التكفيري المسلح استكملت جبهات المحور على شكل “هلال مقاوم ” من طهران الى دمشق بتحرير العراق من “الدواعش”.
فالرئيس اللبناني الاسبق اميل لحود كشف دور الجامعة في تصفية قضية فلسطين بأسقاط حق العودة ،حيث تصدى بجنكة ودهاء الى مؤامرة اسقاط حق العودة للفلسطينيين في ما اطلق عليها مبادرة “السلام العربية”، التي اقرت في مؤتمر القمة العربية  في بيروت ، ومحاولات سعود الفيصل وعمرو موسى المتكررة لأسقاط حق العودة في قمة الرياض في محاولة يائسة في تمرير اسقاط حق العودة للفلسطينيين مجددا ،لكن الرئيس لحود تصدى لهذه المؤامرة مرة ثانية ولم تفلح جهود امين عام الجامعة وسعود الفيصل هذه المرة في تمرير مشروع القرار .
ادوار امناء عام الجامعة من عبدالرحمن باشا العزام الى ” ابي الغيط”  في قضية اللاجئين الفلسطينيين يدعو الى استجلاء حقيقة دور الجامعة العربية في تنفيذ وعد بلفور ، لا بد من العودة الى دورها في العام 1947 في عملية البحث عن مناطق لإيواء اللاجئين الفلسطينيين في الاردن قبيل نشوب الحرب العربية – الاسرائيلية الاولى 1948 بعد رفض العرب للقرار الاممي الجائر بتقسيم فلسطين .
لقد كانت خطوة بريطانيا الاولى في تنفيذ وعد بلفور عبر تطبيق القرار الاممي بتقسيم فلسطين ؛ للتمهيد  لإقامة” النظام الإسرائيلي” في فلسطين عام 1948 في اطار المشروع الصهيوني في فلسطين ؛ تحقيق فكرة ” ايدن ” بإقامه منظمة اقليمية / جامعة الدول العربية / للأنظمة العربية ، التي نالت الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية وقبلها، بهدف منع قيام وحدة عربية اولا ، وتهيئة المناخ والظروف الموضوعية والعوامل المساعدة لإقامة الكيان الإسرائيلي في فلسطين ثانيا . تزامن ذلك مع انتهاء الانتداب البريطاني على كل من الاردن و فلسطين و انسحاب القوات البريطانية من فلسطين في عام 1947./ يتبع/2/2
· صحافي ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا