نصيحة إلى “عبيدات وعايش”.. “الكبر عبر” اتركوا المعلمين والمعلمات / رائد العزام

رائد العزام ( الأردن ) الثلاثاء 7/11/2017 م …




واضح أن للسنّ أحكام وعلى المرء محاولة إدراكها قبل الدخول في مراحلها المتأخرة التي نعرفها جميعا، وحالة الإدراك هذه كنا نسمعها من آبائنا وأجدادنا عند ارتفاع منسوب النسيان لديهم.

الدكتور حسني عايش والدكتور ذوقان عبيدات (الخبراء التربويون كما يسمون أنفسهم)، يشنون حملة ممنهجة ومتناغمة للنيل من كرامة وهيبة المعلم، كلٌّ عبر منابره وما أتيح له منها.

“عبيدات” أحد المساهمين في كوارث المناهج حين كان من مسؤوليها سابقا، لم نسمع له صوتا وقتها ولم يفعل، وساير الركب؛ بحثا عن المنصب وطموح المستقبل، وحين أخرج (بضم الهمزة)، واستقرت حياته بات يلتقط مقال من هنا وهناك ويعيد صياغته باسمه وينتحله لذاته، كما حصل في فكرة الداعشية في المناهج، التي التقطها من مقال للأستاذ ايمن اللمع، وحتى اليوم لم يُشر لذلك.

وكشفت الأيام أن ذوقان يحمل موقفا من المعلمين والمعلمات، شخصي الطابع مرضي السلوك، فمرّة يصرّح في ندوات عامة ويقول: “المعلمون والمعلمات في المدارس الحكومية لا يعرفون أن هناك استحمام، مرّة أو مرّتان في الأسبوع فلا يستحمون”، ومرة يصف أشكالهم وملابسهم “بالكئيبة والمرعبة ويجب إنقاذ أطفالنا منهم”. والمضحك أن ذوقان يتزعم ما يسمّى بـ”مجتمع النهضة التربوية”، فأي نهضة ستجلبها هذه العقلية؟!

ولنكون منصفين، لم نسمع لذوقان “التربوي” نفسا أثناء مناداتنا بإحياء النقابة وحقوقنا المهنية ومطالبنا بتطوير التعليم وإصلاحه، وهذا طبيعي لأن لهذه المواقف (وقتها) ثمن، يدفعه المرء ولا يقبضه.

أما الدكتور حسني عايش وفي مقال سرديّ له اليوم، مليء بالمغالطات، حول هندام المعلم والمعلمة، فيؤكد أن ذاكرته لم تعد تسعفه عند تناول الأحداث حتى القريب منها، فيقول: “لقد تعرّض الأستاذ إبراهيم بدران في أثناء توليه لوزارة التربية والتعليم إلى هجوم لا يرحم عندما دعا المعلمين والمعلمات إلى الاهتمام بالهندام وكأنه كفر، وإلا لماذا سرعان ما خرج من الحكومة بعدها؟”.

ونحن نجيبك ونقول: إن بدران أخرج (بضم الهمزة) من الحكومة لأنه أساء للمعلمات والمعلمين الذين انتفضوا للمطالبة بإحياء نقابتهم وإصلاح التعليم، ولم يكن يتحدث حينها عن هندام المعلم، بل جاءت إساءته ردا على سؤال حول رأيه بما يطالب به المعلمون من حقوق، وعليه استحق إخراجه.

ويسهب “عايش” في مقالته لإثبات سوء هندام معلماتنا ومعلمينا الأردنيين، فيستعير أمثلة من أمريكا ومحاكمها ومدارسها التي فصلت وأنذرت معلمين بسبب هندامهم وطول شواربهم…، دون أن يعي أن مثقفين وتربويي تلك الدول ما زالت عقولهم تعمل ولم ينل منها الكبر، لذا مازالوا يحترمون معلميهم ويدافعون عن حقوقهم، ويدركون حدود “الكبر عبر”.

قد يعجبك ايضا