حرر عقلك .. وعد بلفور ووعود ترامب / عبد العزيز قطان

دام برس : دام برس | حرر عقلك .. وعد بلفور ووعود ترامب .. بقلم الدكتور عبد العزيز قطان
الأحد 29/10/2017 م …
الأردن العربي – عبد العزيز قطان

اذا اعتدت اسرائيل فسنرد ، هل هذا يعني ان اسرائيل ليست ضالعة منذ البداية بالعدوان ؟
انها وراء ما يجري في سوريا ، وراء ما يجري في العراق ، وراء ما يجري في اليمن ، وراء ما يجري في مصر وتونس والجزائر ولبنان ، وطبعا فلسطين .
انهم أم داعش والادارة الاميركية أب داعش ، زواج الاثنين خلف داعش .
ونقول اذا اعتدت….، انها ضالعة ومشرعة ، مشرعة كل اسلحتها بالاعتداء وتدمير الامة العربية .
والان تخلق اسرائيل جديدة في كردستان العراق ، لتقول : نحن نؤيدهم ، لانه لهم حقوق مثلنا مثلهم .
انها اسرائيل ثانية ، ديفيد فريدمان ( سفير امريكا في اسرائيل ) ، الذي يصلح ان يكون سفير اسرائيل في امريكا ، وهو سابقا محامي الشركات المفلسة في الولايات المتحدة التي سيطر عليه البرود بواسطته .

انه صهيوني حتى النخاع .
سفير امريكا بقول : اسرائيل من البحر الى النهر ولم يحدد ما اذا كان هذا النهر هو نهر الاردن مثلا ، ويقصد نهر الفرات …..ونقول اذا اعتدت اسرائيل .
هذا كلام غير منطقي ولا ينطبق على احد ، والهجوم الدفاعي ليس بالضرورة ان نجند كل قوانا وصواريخنا…الخ .

هنالك قوس قزح من الوسائل لضرب العدو ضربات هجومية صاعقة في عقر داره ، حتى نربك كل خططه التي تقوم بها اطرافه المتحركة .
وعد بلفور في القرن الواحد وعشرين يجري حاليا ، هنالك وعد من اسرائيل والولايات المتحدة لاكراد العراق ، باقامة دولة والانفصال عن العراق ، واخذ النفط في الشمال بما فيه كركوك ، للسيطرة على مقدرات الامة العربية وارض العرب .

هذا وعد بلفور جديد ، هذا وعد ترامب جديد ، وعد نتنياهو الجديد ، ونقول كيف لنا ان نرى ؟!
يجب علينا ان نخرج من اطار الطرق الكلاسيكية في التحليل والكتابة ، لان ما يجري هو وعد ترامب الجديد ، هو بلفور ، هو صهيون .
يريدون ان يقسموا ، نتحدث نحن بالتحليل ثم ننساه .

وكل المخطط كان خلق داعش اداة ارهابية بواسطة اسرائيل وامريكا ودعمها ، ونراهم الان يكشفون ذلك في الرقة .
في الرقة الحلف الاميركي الداعشي ، الكردي يهاجم الجيش العربي السوري ويهاجم حزب الله ويهاجم القوات الفلسطينية المشاركة .
وعد بلفور اصبح حقيقة ، لان ميزان القوى جعله حقيقة .

ووعد ترامب ونتنياهو للاكراد بدولة جديدة ( وعد بلفور الجديد ) ، يصبح حقيقة اذا سمحنا لميزان القوى بان يحقق ذلك ، واذا انهزمنا امام مخططهم .
لذلك اقول : الهجوم افضل وسيلة للدفاع .
الان يعدون الفلسطينيين بصفقة القرن كما يقول ترامب ، وهو يظن ان كل العرب جهلة وان كل الاميركيين جهلة وانهم ينسون ما يقول .

نحن لا ننسى ما يقول ، في حملته الانتخابية قال : سيكون سعدا لاسرائيل وحلما لها ان اصبح رئيسا للولايات المتحدة ، لانه سيكون هذا الانتخاب افضل ما جرى لاسرائيل في تاريخها .
ماذا يعني هذا ؟ زوج ابنته كوشنر يهودي وترامب ايضا اعتنق اليهودية .

جيري فول ويل الذي يقول الان لكل المسيحيين الجدد انتم يهود ، هكذا اصبح ترامب يهوديا وولائه لاسرائيل قبل ان يكون للولايات المتحدة .
في البيت الابيض رجل يخدم اسرائيل ولا يخدم واشنطن .
اذا الموضوع واضح كل الوضوح ، ترامب يقول ساعاقب ايران …..الان ماذا يعني هذا الكلام ؟

الموضوع ان ترامب يحضر خطة عسكرية لضرب كل مواقع ومصانع الصواريخ في ايران ، والموضوع ليس موضوع الحرس الثوري .
ماذا يعني ذلك ؟ يعني ان نرتب خطة هجومية دفاعية .
ماذا يفعل الامريكان في التنف ؟ ماذا يفعلون في الرقة ؟
لم يخرج الامريكان من لبنان الا عندما فجروا 350 مارينز في ليلة واحدة في عملية انتحارية .
اذا كانت داعش تقاتل من خنادق الامريكان ، نحن نضرب داعش ، حتى لو ضربنا خنادق الامريكان .
نحن يجب ان لا تكون لنا حسابات الدولة العظمى روسيا ، لان روسيا لها حساباتها وحساسية التوازن الننوي والرعب الننوي ، وهم احرار ، لكن نحن ايضا احرار .
ان تقوم جماعات من عندنا بضرب كل قواعد الامريكان في الرقة ، وبما ان داعش في قواعد الامريكان ، فالعملية مسموح بها مئة بالمئة ، لانهم يريدون ان يضربوا داعش.

واذا خرج كما يقول الروس بصور ولديهم الصور ، خرج المئات من داعش من قاعدة التنف ، اذا قاعدة التنف قاعدة داعش ، علينا ان نضربها .
العدو لا يتوقع منا ذلك وكل حساباته واستطلاعاته ورؤيته المستقبلية لطريقة التصرف معتمدة اننا لن نعتمد هذا الاسلوب ، واننا دائما نقول : اذا اعتدوا سنرد .
لا نحن نرد طالما الاعتداء قائم ، وان كان سريا وعمليات سرية ودعم سري ، لا يتحدثون عنها .
الان يتحدثون علنا عنها ، العدوان علني ، متى نقول نعم هنالك اعتداء ؟

اذا لم نهاجم ، هنالك وعد بلفور ثاني في كردستان .
هل نعتقد ان وعد بلفور جاء لخدمة مصالح اليهود فقط ! ؟
انها السياسة البريطانية ، الامبراطورية ( ما بعد الحرب ) ، وهي ان نترك قواعد في كل منطقة نستطيع ان تستند لها لحماية مصالحها والسيطرة على مقدرات تلك المنطقة ، اسواقا وانتاجا للمواد الاولية ، خدمة للامبراطورية البريطانية .

اي ان هذا الوعد جاء لاقامة قاعدة في الشرق الاوسط تحمي مصالح البريطانيين ، الذين كانوا يعتمدون على حكام وظفوهم في الخليج .
كان يرى البريطانيون انه عاجلا ام اجلا قد يجري تغييرهم وان الحامي الحقيقي هو قاعدة ، هي افران للاستعمار ، استخدموا فيه اليهود حطبا لخدمة مصالحهم ، …..واليهود اذكياء ، وافقوا عالمين تماما ماذا يريد البريطانيون ، اعتمادا على انهم اذكى من البريطانيين وانهم سيسيرون في مخططهم الذي لا يستند الى دين او اية حقوق دينية .
يستند الى استثمار رأس المال اليهودي المضطهد في اوروبا في منطقة الشرق الاوسط ، حتى يسيطروا هم على مقدرات الشرق الاوسط على المدى البعيد ، بدلا من الدول الكبرى الاستعمارية ، حتى تلك التي خلقت لهم الظروف ليبنوا دولة .

كردستان الان …..لنفس الاسباب ، لاقامة قاعدة عسكرية تخضع للامبريالية ، يكون الكرد فيها حطب لحماية مصالح الدول العظمى وعلى رأسها امريكا في نفط العراق ، لان العراق يختزن في داخله من النفط والغاز ما يوازي مجموع احتياطي ايران.

قد يعجبك ايضا