بريطانيا تتمادى في غيها رغم افول نجمها / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 28/10/2017 م …




كانت مستعمراتها لاتغيب عنها الشمس وكانت سيدة العالم  الاستعماري بلا نزاع وكانت ” تسمى بريطانيا العظمى” لكن دورها الاستعماري انحسر بمرور السنين بعد بروز الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية كقوة  استعمارية كبرى ليتراجع دور  بريطانيا على مستوى الاستعمار لتعود الى مسمى” الجزر البريطانية كما وصفها خبير بريطاني عندما كان يتحدث عن افول   نجمها العسكري في العالم بل في اغلب الاحيان يطلقون عليها  تسمية ” المملكة المتحدة بعد ان كان مسمى” بريطانيا العظمى لصيقا بها.

انحسر دورها الاستعماري على مستوى وجودها العسكري  لكنها بقيت وراء كل مصيبة ومشكلة  سياسية  في مغظم مناطق العالم هي من صنع العقلية الانكليزية مثلما بقيت محتفظة بالعديد من المناطق التي تبعد عنها الاف الكيلومترات حيث  توجد قواعد عسكرية لها    في قبرص  وجبل طارق وحتى جزر فوكلاند  في الارجنتين.

اما الحديث عن المانيا فلا يحتاج الى دليل الحديث  عن وجود بريطاني وامريكي عسكري على اراضيها نتجية هزيمة المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية عام  1945 وارغامها على توقيع اتفاقات كانت بمثابة اتفاقات الذل  والهزيمة .

ان معظم المعضلات والمشاكل  في منطقة الشرق الاوسط وحتى في  الهند وباكستان خاصة القومية والاثنية وغيرها من المشاكل هي من صنع  بريطانيا  جراء احتلالها  لتلك المناطق وخضوعها للاستعمار البريطاني لعقود من السنين في غابر الازمان  واضحت صاحبة الخبرة والباع الطويل في اثارة الفتن والصراعات بين ابناء الشعب الواحد الذي يخضع لهيمنتها حتى بعد تخلصه من الاستعمار الانكليزي .

لقد عرف عنها” اي بريطانيا”  انها لن تغادر البلد مرغمة الا وتركت فيه مشكلة تتوارثها الاجيال وتستطيع ان تغذيها حتى من خارج البلاد او انها تستعين بعملاء لها في ذلك البلد الذي تركته وباتت الولايات  المتحدة الامريكية نفسها لاتستغني عن” بريطانيا في ذلك .

حتى في اطار الامم  الامم المتحدة فان واشنطن تستعين ب ” لندن” بالكثير من مشاريع تقدم الى مجلس الامن الدولي لان الاخيرة  اصبحت خبيرة في تشريع القوانين التي تكبل الاخرين من خلال فقرات تحتمل اكثر من  تعريف قانوني يعتمد على نظرية”  الايقاع بالاخرين من خلال فقرات تحتمل اكثر من تفسير قانوني.

وعد بلفور الذي افضى الى” وجود اسرائيل” هذا الكيان العدواني  وما رافق وجوده على ارض فلسطين من  اعتداءات وحروب ودمار كان من  ابتكار وصنع ” ابو ناجي” . ورغم مرور نحو مئة عام على هذا الوعد المشؤوم والكارثي فان بريطانيا لم ولن تعتذر  عن فعلتها بل انها تفتخر  بذلك .

رئيسة وزراء  بريطانيا تيريزا ماي اعلنت في تحد وقح  للامتين العربية والاسلامية ان بلادها سوف تحتفل بفخر بذكرى مئة عام على صدوز وعد بلفور الذي وضع قاعدة لتاسيس الكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المنتزعة من اصحابها.

وقالت ماي، أثناء الرد على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، ، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية  باعتزاز لاننا نشعر بفخر للدور الذي لعبناه في اقامة ” دولة اسرائيل”. ”.

وشددت ماي مرارا على عزم بريطانيا للاحتفال   بهذه الذكرى في الوقت الذي يصر فيه المسؤولون الفلسطينيون على ضرورة اعتذار بريطانيا عن اصدار هذه الوثيقة.“

وفي كلمة ألقاها من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السلطات البريطانية الحالية تقديم اعتذار عن إصدار “وعد بلفور” يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1917، ومنح تعويضات للفلسطينيين على احتلال أراضيهم، الذي مهدت رسالة الوزير البريطاني بلفور الطريق له.

ليس غريبا على  بريطانيا هذا النهج وهذه السياسة” الثعلبية”  التي تتنافى مع ابسط مبادئ حقوق الانسان التي تتباكى عليها لندن وبقية عواصم الغرب الاستعماري تلك العواصم التي صدعت رؤوس  شعوب المعمورة بحديثها عن القيم الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية دون ان تلتفت الى  الكوارث والمصائب التي حلت بالشعب الفلسطيني المشرد منذ عام 1948 وحتى الان وماتبقى يعيش في ظل احتلال بغيض جراء وعد  مشؤوم اطلقته بريطانيا وتسبب بحروب كارثية في المنطقة لتات نيريزا ماي وتدافع بصلافه عنه.

مثلما جرى تعيين رئيس وزراء  في ذات الدولة مبعوثا للشرق الاوسط  انه توني بلير الذي كوفئ بهذا المنصب جراء مشاركته جنبا الى جنب مع بوش الابن في غزو العراق وتدمير بنيته التحتية وقتل الالاف من الابرياء حيث يتواصل مشروع الاجرام والتدمير الغربي في  العراق وفي المنطقة منذ غزو  البلاد واحتلالها عام 2003  وحتى يومنا الحاضر.

قد يعجبك ايضا