حماس إلى أين؟ / د. غازي حسين

د. غازي حسين ( فلسطين ) الجمعة 29/9/2017 م …




شكّل خروج قيادة حماس من سورية في بداية الحرب الكونية عليها وتوجيه القرضاوي رئيس مجمع علماء المسلمين الجهاديين إليها للإطاحة بالدولة السورية وتدمير مؤسساتها ومنجزاتها وتنصيب قيادة سياسية تتبع إلى قطر والسعودية وبقية دول الخليج لحرف توجهات سورية الوطنية والقومية وتصفية قضية فلسطين وتطبيع الدول العربية للعلاقات مع العدو الإسرائيلي وإنهاء الصراع العربي الصهيوني.

وجاء خروج حماس من سورية إلى قطر تغييراً في موقع حماس من محور المقاومة وانضمامها علناً إلى محور الإخوان المسلمين، محور تمرير الحل الصهيو أمريكي لقضية فلسطين.

ويظهر إعلانها الوثيقة الجديدة من الدوحة إلى تفريط قيادة حماس بالمقاومة المسلحة وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وبقية الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، ومؤشر على استعدادها إلى الانخراط في مبادرة المتهوِّدترامب جنباً إلى جنب مع قيادة فتح وحتى مع محمد دحلان لتوقيع الحل النهائي حفاظاً على السلطة وعلى حساب ثوابت الشعب والأمة والقضاء على مقولة أن الصراع مع العدو صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود.

ويؤكد القيادي الحمساوي الذي نادى بتوجه قيادة حماس التفريطي أحمد يوسف وساهم في وضع الوثيقة في مجلة ميدل ايست اي «أن هذه الوثيقة تشكل خطوة نحو الحل الدائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعكس الواقعية الجديدة التي تواجهها الحركة والمنطقة ويجب أن تفتح حواراً بين المجتمع الدولي وحماس».

إذاً قرار حماس في الوثيقة الجديدة في هذه المرحلة الرديئة عربياً وأسوأ المراحل فلسطينياً والأخطرها إقليمياً ودولياً والتي عملت عليها الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية وأتباعهم من الملوك والأمراء العرب منذ حرب عام 1948 وحرب السويس عام 1956 وحرب حزيران عام 1967 وتوقيع اتفاقات الإذعان مع العدو الصهيوني في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وصولاً إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي ترأسها ترامب في العاصمة السعودية بتاريخ 21 أيار 2017. وساهمت السعودية وقطر والإمارات في الحروب الأمريكية لتدمير العراق وسورية وليبيا واليمن وتدمير وتفتيت العراق واقامة دولة كردية تحيققا للاستراتيجيين الأميركية والإسرائيلية  حيث وصلت قضية فلسطين إلى أردأ أحوالها لاستغلال الأوضاع الكارثية التي تسود في البلدان العربية لتصفيتها بحمل قيادتي فتح وحماس وضغوط وابتزاز آل سعود وثاني ونهيان لتطبيع العلاقات وتخليد وجود الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية والإسلامية.

ويظهر هدف قيادة حماس من وضع الوثيقة التفريطية من مخاطبة خالد مشعل واشنطن حيث قال: «ادعو واشنطن أن تلتقط مواقفنا الإيجابية» ودعا رجل الصفقات والمنحاز انحيازاً أعمى إلى إسرائيل واليهودية العالمية ودعا ترامب أن يلتقط الموقف الإيجابي الحمساوي والفلسطيني والعربي.

لقد أخطأت حماس عندما استولت بالقوة على السلطة التي ابتكرها العدو الصهيوني في اتفاقات الإذعان في أوسلو والقاهرة وطابا. ورفضت إشراك حلفائها من فصائل المقاومة معها في الحكم بقطاع غزة. وأخطأت عندما ظنت أن حكم فتح والدول والأحزاب العربية الوطنية والقومية قد انتهى وحلت مرحلة حماس وقطر وتركيا والإخوان المسلمين. وارتكبت حماس خطأين قلة الخبرة في إدارة السلطة والحكم وإقصاء الفصائل والشخصيات الوطنية.

وتعاطت حماس مع الإخوان المسلمين ولم تكن تؤمن بالشراكة الوطنية لقلع الاحتلال وزوال الكيان الصهيوني.

قد يعجبك ايضا