الدكتور حيدر الزبن ! / شحاده أبو بقر

شحاده أبو بقر ( الأردن ) الأربعاء 27/9/2017 م …




لا آتي بجديد عندما أؤكد بأن الدكتور حيدر الزبن مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس , يجسد الأنموذج الحي للمسؤول الذي يدرك ويعي وبإمتياز , معنى أن تكون حقا لا قولا وحسب , خادما مخلصا لا بل ومتفانيا في خدمة وطنك ومواطنيك , وبمنتهى درجات الشفافية والنزاهة التي تحتاجها الدولة ويطالب بها سائر الاردنيين رسميين ومدنيين من أعلى وحتى أبسط درجات هرم الهيكل العام الشامل للوطن .

تلك حقيقة تبعث على التفاؤل وسط ركام التشاؤم الذي صار ولسوء الحظ , طابعا عاما في بلدنا , وهي حقيقة تحدث عنها وكتب فيها كثيرون غيري ممن زاروا المؤسسة وتابعوا أداء الرجل الذي يرأس مؤسسة تنهض بمسؤوليات غاية في الأهمية والحساسية وتتصل بحياة كل مواطن .

جمعتني به حاجة ما , ولمست وعن قرب سياسة نهج الباب المفتوح التي يختطها في عمله , فالناس جميعا عنده سواء ولهم بالغ الإحترام أيا كانوا , يستمع بإهتمام ويتولى بنفسه متابعة كل قضية أو شكوى ولا يتردد في حلها فورا , ولكن في إطار القانون وعلى نحو يحظى بإحترام وتقدير كل مراجع , لا مواعيد عنده لمقابلته , فبابه مفتوح للجميع وفي أي موعد يسمح به وقت المواطن لا وقته هو , فوقته كله لخدمة مراجعي المؤسسة وبالدور المنتظم , ولا صغير عنده أو كبير , فكل المواطنين في شريعته كبارا تجب خدمتهم ومتابعة قضاياهم , ولا شك في أن سائر مستخدمي مؤسسته يعاملون الناس بالسوية ذاتها .

إستمعت خلال وجودي في مكتبه إلى مكالمة بينه وبين مواطن صاحب حاجة أجرى إتصالا يريد التحدث مع مدير المؤسسة ويبدو أنه كان يظن أن عامل المقسم على الطرف الآخر , أجابه الدكتور أنا المدير تفضل , وفهمت من فحوى المكالمة أن المواطن إشترى بضاعة ما إكتشف لاحقا أنها رديئة , سأله الدكتور هل حصلت على فاتورة فأجاب بالنفي , هنا أكد الدكتور على ضرورة أن لا يشترى المواطن أية سلعة دون الحصول على فاتورة لإثبات حقه فيما لو أنكر بائعها أن يكون هو من باعها إياه , ووعد المواطن المتصل بمتابعة القضية ناصحا إياه وكل مواطن بأن يحرص على الحصول على الفاتورة لإثبات حقه وتجنبا للدخول في متاهة الإنكار وما شابه .

تلك المكالمة فتحت الباب للحديث عن أهمية ثقافة الفوترة في تعاملات المواطنين مع الباعة , وأكد الدكتور على هذا الأمر كثيرا حلا لأي إشكال قد يتعرض له مواطن يشترى سلعة ثم يكتشف لاحقا عدم صلاحيتها كما يجب , مشيرا إلى أن المؤسسة لا تهمل أية شكوى من هذا القبيل حتى لو تم الشراء دون الحصول على فاتورة , وإنما تقوم من فورها بزيارة الجهة البائعة والتأكد من مدى مطابقة منتجها للمواصفات , فإن وجدت خللا إتخذت ما يلزم من إجراء طبقا للقانون , لكنه أكد كثيرا على حتمية تعميم ثقافة الفوترة حفظا لحقوق الجميع .

دكتور حيدر , بارك الله بك ولك وعليك وأكثر من أمثالك وبالذات في مواقع المسؤولية , فنهجك المحترم في الإدارة وتحمل المسؤولية والنهوض بها بشرف , يمنحنا التفاؤل بأن في الاردن مسؤولين على قدر أمانة المسؤولية , ويستحقون الشكر والثناء والإحترام , وأجرهم على الله قبل سواه , والله من وراء القصد .

  • الدكنور حيدر الزبن

قد يعجبك ايضا